آخر الأخبار

الأسود الخبيث يقتل أربعينياً في المجاردة.. و"الغامدي" يُحذّر: بروتوكول التحسُّس يهدّد الأرواح

شارك

45 دقيقة هي الوقت الذي استغرقه "الأسود الخبيث" في قتل مواطن أربعيني لا يعاني أي أمراضٍ في محافظة المجاردة بعد صراعٍ دامٍ تُوفيت فيه جميع أطرافه، حيث تمكّن الشاب الأربعيني من قتل الثعبان بعد لدغه وحمله بصحبته للمستشفى كشاهدٍ على جريمة "الخبيث" وشجاعة الشاب.

وفي التفاصيل التي يرويها لـ «سبق» المواطن أحمد محمد الكميتي؛ "في أثناء توجّه ابني تركي لصلاة العشاء تعرَّض للدغة في كعب رجله اليسرى من ثعبانٍ من نوع الأسود الخبيث في فناء المنزل الخارجي؛ وعلى الفور قام ابني بقتل الثعبان، وقمت بنقله بصحبة الثعبان على وجه السرعة إلى مستشفى المجاردة العام؛ مضيفاً "كان وصولنا للمستشفى خلال 20 دقيقة فتمّت محاولة إسعافه، لكن خلال 25 دقيقة من وصولنا المستشفى تعرَّض لاختناقٍ وضيقٍ في التنفس كبير وتُوفي وهو ممسكٌ بيدي رحمه الله".

وناشد "الكميتي"؛ الجهات ذات العلاقة بمحاربة الثعابين ورش المواقع التي تساعد على خروج الثعابين في القرى والأرياف.

وقال حمزة الغامدي؛ رئيس جمعية "أمم لحماية الحياة الفطرية" بمنطقة الباحة لـ «سبق»: ثعبان الأسود الخبيث من أخطر ثعابين العالم، ويعود ذلك لخصائص سُمّه الفريدة والذي يهاجم القلب مباشرةً، ويهاجم الجهاز العصبي، وكذلك الدموي في جسم الضحية، عادةً ينشط هذا الثعبان في الليل، حيث يُوصف بأنه خجول ولا يهاجم إلا إذا اضطر إلى ذلك كمحاولة لمسكه أو الاعتداء عليه.

وأضاف "كعادة القصص الشعبية فقد حيك حوله كثيرٌ من الخرافات والأساطير والمعلومات المغلوطة، وعلى رأسها أنه يلدغ من ثلاثة أماكن من جسمه، وهي رأسه وبطنه وذيله، وفي الحقيقة هو لا يلدغ الا من نابه مثل عموم الثعابين السامّة، لكن بسبب خاصية نابه المتحرّك ووجود شوكة في ذيله، وحركته السريعة، يظن البعض بأنه يلدغ من أماكن عدّة.

وأوضح "يتمتع الأسود الخبيث بنابٍ متحرّك يلدغ حتى وهو مُطبق فمه، حيث يبرز الناب من جانب الفك ويضرب به مثل المنجل بشكلٍ جانبي دون الحاجة إلى فتح فمه. ويخلط كثيرٌ من الناس بينه وبين الصل الأسود، بينما الأسود من فصيلة مختلفة، والصل الأسود يعد من عائلة الكوبرا العربية، وسُمّه عصبي فقط، وحجمه وسلوكه مختلف تماماً.. فحجم الأسود الخبيث عادة صغيرٌ مقارنة بباقي الثعابين؛ فطوله يبلغ حدود الذراع ويصل إلى المتر، وسمكه يشابه سمك إصبع الانسان، وإذا شعر بالخطر فإنه يستخدم إستراتيجية دفاعية لولبية حيث ينطوي على نفسه بشكل سريع ويشكّل ما نسميه كمهتمين بالثعابين المحلية بالكعكة، ويصبح شكله مثل الحبل الملتوي على نفسه بشكلٍ دائري أو ما يشابه الكعكة، ويخبئ رأسه تحت طيات جسمه الملتف، وينتظر لمسه من أيّ جهة ليقوم بلدغ المعتدي بسرعة. هذه الطريقة تمكّنه من حماية رأسه وخداع المهاجم الذي يبحث عن رأس الثعبان ليقتله.

وأكَّد "من المعلومات المغلوطة هي انه لا يوجد مصلٌ لهذا النوع من الثعابين، وفي الحقيقة ان المركز السعودي للأمصال أنتج المصل ووزّعه على جميع مستشفيات المملكة والمراكز الصحية، لكن بسبب قوة تأثير السُّم على جسم الانسان البالغ، فإنه نادراً ما يتمكّن من الوصول إلى المستشفى واستخدام المصل قبل الوفاة، والسبب الثاني أن الملدوغ عادة يلدغ في أماكن وعرة وبعيدة ويصعب عليه الحصول على المساعدة بسرعة، والسبب الثالث الذي أناشد فيه وزارة الصحة بالعمل على حلّه وهو البروتوكول المتبع في بعض طوارئ المستشفيات ولذي يستوجب عليهم عمل اختبار حساسية أولاً قبل البدء بإعطاء المصل، بينما المفترض هو الابتداء بتقديم المصل في كل الأحوال التي ظهرت أعراض تثبت تعرُّضه للدغة السامّة، ثم العمل على معالجة التحسُّس من المصل حسبما يتوافر من إمكانات في المستشفى المعالج او تحويله لأقرب مستشفى مرجعي لاستكمال علاج الحالة.. فانتظار المستشفى نتيجة اختبار الحساسية قد يكلّف الملدوغ حياته، خصوصاً مع سم قوي مثل سم الثعبان الأسود الخبيث.

وختم "الغامدي"؛ بقوله "نحن في جمعية أمم لحماية الحياة الفطرية ندعو الجميع إلى عدم التعامل المباشر مع الثعابين، وعدم محاولة مسكها، أو حتى الاعتداء عليها، وندعو الأهالي لتوعية الأطفال -تحديداً- عند مشاهدة أيّ ثعبانٍ أن يبتعدوا عنه مباشرةً دون هلعٍ ومبالغة في الخوف، كما ننصح دوماً بالحفاظ على نظافة المنطقة المحيطة بالسكن حتى لا تجلب القوارض التي تعد المصدر الأساسي لجذب الثعابين، فالثعابين اذا لم تجد مصدراً للغذاء فإنها تنتقل لأماكن أخرى يتوافر فيها الغذاء والأمان. كما أن وجود القطط حول المساكن يسهم كثيراً في التخلص من الثعابين بأنواعها وأشكالها ويُنبئ الساكنين على وجود ثعبان سواء في الليل أو في النهار، وكذلك القنافذ وطائر البوم والثعالب والنمس والقط الزباد والجوارح النهارية، كلها تعد مفترسات طبيعية تقلل من وجود الثعابين وتكاثرها حولنا.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا