يسهم التعاون المتواصل بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في القطاع الصحي في إحداث نقلة نوعية على مستوى نقل المعرفة والتقنيات الطبية الحديثة؛ بما يعزز تقديم خدمات صحية عالية الجودة، ويحقق تطلعات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.
ويرتكز هذا التعاون على تبادُل الخبرات، وتوطين التقنيات المتقدمة في مجال الرعاية الصحية، ولاسيما تلك التي تركز على الإنسان أولاً، وذلك عبر منظومة من الخدمات التي تراعي الجوانب المهنية والإنسانية في آن واحد، وتدفع نحو تحسين جودة الحياة لجميع المستفيدين من مواطنين ومقيمين وزوار.
كما يأتي التحول الرقمي في صلب هذا التعاون الثنائي؛ إذ تعمل السعودية بالشراكة مع مؤسسات صحية وتقنية أمريكية على تطوير بنية رقمية متكاملة، تشمل برامج سحابية متقدمة؛ لتقديم الخدمات الصحية رقميًّا، بما يواكب التغيرات العالمية، ويعزز الكفاءة وسرعة الاستجابة وجودة الخدمة.
وفي إطار الشراكات الاستثمارية شهد القطاع الصحي تطورًا ملموسًا من خلال استحداث أنظمة وأجهزة حديثة ضمن شبكة مراكز غسيل الكلى؛ إذ يسهم التعاون بين الجانبين في إدخال علاج البروتون كخيار أكثر أمانًا وفاعلية لوظائف الكلى، إلى جانب التوسع في خدمات غسيل الكلى البريتوني، وتسهيل الوصول إليها في مختلف مناطق السعودية.
وتُعدُّ الرعاية الصحية الرقمية والافتراضية من أبرز المسارات المستقبلية في هذا التعاون؛ إذ يجري تطوير نماذج رعاية ذكية، تعزز من دور التقنية في تقديم الخدمة الصحية، وتدعم الكفاءات المحلية في التشغيل والتطوير؛ ما ينعكس على رفع مستوى جاهزية القطاع لمواجهة التحديات الصحية وتعزيز الاستدامة.
ويأتي هذا التعاون في إطار العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة، التي تشمل العديد من القطاعات، وتضع الإنسان في صميم التطوير والتنمية.