آخر الأخبار

"المالك": مرحبًا بالرئيس ترامب في المملكة.. ونأمل بقيام دولة فلسطين

شارك

يرحب الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة"، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصل الرياض اليوم، راصدًا عمق العلاقات السعودية الأمريكية تاريخيًا، والتي وصلت إلى التحالف الاستراتيجي عبر أكثر من 80 عامًا، ويأمل الكاتب أن يضع ترامب حدًا للتأخير في قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فالفلسطينيون لا يريدون أكثر من تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي وافقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، بجميع من تولى رئاستها، وبذلك يكون الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم.

مرحبًا بالرئيس ترامب

وفي مقاله "مرحبًا بالرئيس ترامب" في إفتتاحية الصحيفة، يقول "المالك": "ها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخص المملكة بأول زيارة له لدولة خارجية بعد انتخابه للمرة الثانية رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، مكررًا ما قام به في رئاسته الأولى، حين كانت وجهته الأولى في أول زيارة رسمية له خارج أمريكا إلى المملكة أيضًا، وهذه رسالة مهمة تحمل من التقدير للمملكة ما تحمله من التشديد أيضًا على الثوابت في العلاقات الثنائية بين الدولتين تاريخيًا، والالتزام بها.. وكما هو معروف، فالعلاقات السعودية الأمريكية تأسست على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وحق كل طرف باختيار السياسات التي تحقق له مصالحه، دون تدخل في الشؤون الداخلية لأي من الدولتين، والأهم أن كل دولة تتفهم توجهات وسياسات الدولة الأخرى بثقة عالية، واحترام كبير".

عام 1933م بداية العلاقات السعودية الأمريكية

ويقدم "المالك" رصدًا تاريخيًا للتحالف الاستراتيجي بين البلدين، ويقول : "وبدأ التحول الإيجابي في العلاقات السعودية الأمريكية منذ اجتماع البحيرات المرة بين الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو اس اس كوينسي) في فبراير عام 1945م، أي منذ ثمانين عامًا، وكان الملك عبدالعزيز قد منح من قبل وتحديدًا في عام 1933م حق تنقيب النفط في المملكة لشركة أمريكية، لكن بدايات التعاون الاقتصادي بين الدولتين انطلقت مع قيام شركة الزيت العربية الأمريكية بحفر أول بئر للنفط بالمملكة، لتتحول العلاقات إلى تحالف استراتيجي وشراكة أكثر منها علاقة دبلوماسية فقط.. وللتذكير فقد جاء اعتراف أمريكا بحكومة نجد والحجاز في العام 1931م، بينما بدأت المناقشات بشأن التمثيل الدبلوماسي والقنصلي وتأسيس العلاقات الدبلوماسية بصورة كاملة في عام 1933م، أي قبل لقاء الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت، وهذه العلاقة السعودية الأمريكية انطلقت من منظور السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز منذ دخوله الرياض عام 1902م وبعد ذلك عند دخوله الحجاز عام 1924م، مع أن السفارة الأمريكية لم يتم فتحها في جدة إلا في عام 1944م ثم انتقلت إلى الرياض عام 1984م مع وجود قنصليتين في كل من جدة والظهران".

الطلاب السعوديون في الجامعات الأمريكية

ويرصد الكاتب جوانب التعاون بين البلدين، ويقول : "هناك تعاون كبير بين المملكة وأمريكا، سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا وتعليميًا، فمنذ عام 2012 م شكّل الطلاب السعوديون الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية المجموعة الرابعة الأكبر من الطلاب الأجانب، كما تعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر شريك تجاري للمملكة، وكما أن المملكة أكبر سوق للصادرات الأمريكية في الشرق الأوسط، والأهم أن ما يجمع بين الدولتين حرصهما على الأمن الإقليمي، والتنمية المستدامة، وعملية السلام في المنطقة".

زيارات الملك سلمان وسمو ولي العهد

وعن زيارات القيادة السعودية للولايات المتحدة، قال "المالك"في سبتمبر من عام 2015م زار الملك سلمان الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الرئيس أوباما استجابة لدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي، وفي البيت الأبيض عقدت جلسات مباحثات بين الملك والرئيس، وقد وصف الملك العلاقات بين بلدينا بأنها تاريخية، كما زارها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مرتين الأولى في عام 2016م والثانية في عام 2018م، وفي هذه الزيارات الثلاث كان الاتفاق على محاربة الإرهاب والتطرف، وأن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ضمن موضوعات أخرى تقتضيها الشراكة الاستراتيجية".

الشراكة الاقتصادية

وعن الشراكة الاقتصادية، يقول "المالك": "أريد أن أشير إلى أن مئات الشركات الأمريكية تعمل بالمملكة في قطاعات مختلفة، كما تجاوز إجمالي رأس المال الأمريكي المستثمر في المملكة عشرات المليارات، وهناك عشرات الآلاف من العلامات التجارية الأمريكية في سوق المملكة، وهذا يؤكد أن التباين في وجهات النظر بين أمريكا والمملكة في بعض القضايا لا يقف عائقًا أمام تطوير العلاقات الاستراتيجية، فأمريكا على علم ومعرفة ويقين بأهمية المملكة، ودورها المؤثِّر في رسم مسار الأحداث الإقليمية والعالمية".

زيارات متبادلة

كما يرصد "المالك" الزيارات المتبادلة لقيادات البلدين، ويقول : "كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الأسبق بين كل رؤساء أمريكا في زيارة المملكة، فهو أول رئيس أمريكي زار المملكة، وكان ذلك في عام 1974م، ثم زارها الرئيس جيمي كارتر في عام 1978م، بينما زارها الرئيس جورج بوش الأب ثلاث مرات أعوام 1990م، 1991م، 1992م، وزارها الرئيس بيل كلينتون عام 1994م، كما زارها الرئيس جورج بوش الابن مرتين في عام واحد وهو عام 2008م، أما الرئيس باراك أوباما فقد زار المملكة أربع مرات في أعوام 2009م، و2014م، و2015م، و2016م، كانت إحداها للتعزية في وفاة الملك عبدالله، في حين أن الرئيس دونالد ترامب زار المملكة عام 2017م وهو اليوم يزورها للمرة الثانية.. وفي الجانب السعودي، فإلى جانب زيارات الملك سلمان والأمير محمد التي أشرنا إليها من قبل، ففي عام 1957م كان الملك سعود أول ملك سعودي يزور أمريكا، كما زارها للمرة الثانية عام 1962م، أما الملك فيصل فقد زارها كملك عام 1966م، وزارها مرة أخرى عام 1971م، وزارها الملك فهد حين كان وليًا للعهد عام 1977م، وفي عام 1978م زارها الملك خالد، وزارها الملك فهد لأول مرة كملك عام 1985م، في حين أن الملك عبدالله زار أمريكا كولي عهد عام 2000م وعام 2002م، كما زارها كملك في عامي 2005م و 2008م".

نأمل في قيام الدولة الفلسطينية

وينهي "المالك" قائلاً : "قصدت من هذا الرصد أن أبيِّن مستوى التمثيل العالي في تجسير العلاقات بين بلدينا وأن جذورها تمتد من ذلك اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت، إلى الملك سلمان والأمير محمد، مرورًا بكل ملوك المملكة ورؤساء أمريكا، وبينهم ضيف المملكة الرئيس دونالد ترامب، وما يؤمل في هذه الزيارة من الرئيس الأمريكي ترامب أن يضع حدًا للتأخير في قيام الدولة الفلسطينية، فالفلسطينيون لا يريدون أكثر من تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي وافقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، بجميع من تولى رئاستها، وبذلك يكون الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم، ويكون العدل والإنصاف هو من تقوده أمريكا برئاسة هذا الرئيس الأمريكي المقتدر، وما بعد قيام الدولة الفلسطينية هي تفاصيل تأخذ طريقها إلى الحل مع قيام دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا