ركيّة الرويلي.. لم تُرزق بذرية، ورحل رفيق دربها
— في أسبوع MBC (@MBCinaWeek) May 9, 2025
فوهبت عمرها لإبلِه، وآثرت الصحراء على كل عزاء
المزيد مع منصور المزهم @m_almzham#MBCinAweek#MBC1 pic.twitter.com/kzQJqGZAzk
"ركيّة الرويلي" ليست مجرد امرأة مسنّة تعيش مع الإبل، بل هي رمز نادر للوفاء والعطاء والرضا بما قسمه الله، حفظت إرث زوجها وذكراه، وجعلت من الإبل حياة كاملة، وأملاً يوميًا.
وتفصيلًا، جسدت العمّة ركيّة الرويلي قصة نادرة تختصر معاني الوفاء، والصبر، والرضا. فهي لم تُرزق بذرية، ورحل عنها زوجها منذ سنوات، لكنها لم تستسلم للوحدة، بل وجدت في رعاية الإبل التي كانت أحب الأشياء لقلبه وسيلتها للحياة والاستمرار.
في حديثها لبرنامج "MBC في أسبوع"، قالت ركيّة: "كان عندي نياق من زمان أنا وزوجي الله يرحمه. كنا نعيش معهم أحلى عيشة، وبعد وفاته ما رزقني الله ذرية، فصارت النياق هم عيالي. أعيش معهم في الربيع والصيف، أشرق وأغرب معهم، وسعيدة في حياتي الحمد لله".
أكثر من أربعين عامًا تقضيها العمّة ركيّة بين الإبل في عمق الصحراء، تراهم أبناءها وونسها، وتقول: "أجي عند الإبل، يتقبلن علي ويتمسحن بي، كأنهم عيالي. أعيش معهم أحسن عيشة، يا رب لك الحمد".
وعلى الرغم من الحب الكبير الذي تعيشه في عالمها البسيط، إلا أن احتياجات الحياة لا ترحم. فهي تعاني من نقص في الماء، تقول بأسى وصدق: "والله ناقصني وايت، ما عندي وايت يسقيني. بس الله يجزاه خير واحد ما قصر لي سنين، يسقيني ويقول: لا تاخذين هم. الله يطول بعمره ويبارك له".
أمنيتها الأكبر اليوم، هي أن تمتلك وايت ماء خاصًا بها، يُعينها على سقي إبلها، وأن تشارك في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، حيث ترى فيه فرصة لتحقيق حلمها الكبير.
تقول: "شفت في المهرجان نياق تنباع بخمس ملايين وعشر ملايين. وقلت: يا ربي ترزقني بفردية منقية أبيعها وأشتري من الوضح اللي شفتهم. تفرّحني وتسليّني. الواحد عنده طموحات، ويتمنى يعيش حلو".
"ركيّة" لا تهتم بحياة المدن، ولا بالمكيفات ولا وسائل الراحة الحديثة، فهي وجدت راحتها في الصحراء، تقول: "يعتبون عليّ أقاربي من طول ملازمتي للإبل، ويقولون أتعبتِ حالك. أرد عليهم: أنا مرتاحة نفسيًا مع الإبل، ولا تهمني الحضارة".