أظهرت لقطات فيديو من الساعات الأولى من صباح الأربعاء وميضاً ساطعاً من معهد إسلامي سكني خارج بهاولبور في وسط باكستان، حيث هاجمت الهند جارتها رداً على مقتل سياح هنود في كشمير.
وبحسب وكالة "رويترز"، أُخلي المعهد من طلابه في الأيام الأخيرة مع تزايد التكهنات باستهدافه من قِبل الهند، لكن عائلة مسعود أزهر، مؤسّس جماعة جيش محمد الإسلامية المسلحة، لا تزال هناك، وفقاً للجماعة.
وقال الجيش الباكستاني إن عشرة من أقارب أزهر كانوا من بين 13 شخصاً قُتلوا في الغارة، بينهم نساء وأطفال. وخرج آلاف الأشخاص لحضور جنازاتهم في ملعب رياضي في وقتٍ لاحقٍ من اليوم، وهم يهتفون "الله أكبر" وهتافات دينية أخرى.
وقالت الجماعة في بيان: "وحشية (رئيس الوزراء الهندي ناريندرا) مودي خالفت كل الأعراف. الحزن والصدمة لا يُوصفان". وأضافت أن خمسة من القتلى أطفال، من بينهم شقيقة أزهر وزوجها. ولم ترد على طلب للتعليق على سبب بقاء العائلة في الموقع.
إلى الشمال، وبعد نحو نصف ساعة من منتصف الليل، أصابت أربعة صواريخ هندية مجمعاً مترامي الأطراف في موريدكي على مدى ست دقائق، وفقاً لمسؤول حكومي محلي.
أدّى الهجوم إلى هدم مسجد ومبنى إداري مجاور ودفن ثلاثة أشخاص تحت الأنقاض.
تصف لافتة خارجية الموقع بأنه مجمع صحي وتعليمي حكومي، لكن الهند تقول إنه مرتبط بجماعة عسكر طيبة المسلحة. تُحمّل دلهي وواشنطن عسكر طيبة مسؤولية هجوم عام 2008 على مدينة مومباي الهندية، الذي أودى بحياة أكثر من 160 شخصاً. عسكر طيبة، التي نفت مسؤوليتها عن ذلك الهجوم، محظورة.
وأعلنت دلهي أنها نفّذت ضربات دقيقة على مقرَي خصومها المسلحين، ضمن ما وصفته بتسعة "معسكرات إرهابية" مستهدفة.
وقالت في إحاطة إعلامية حول الهجمات: "على مدى العقود الثلاثة الماضية، بنت باكستان بنية تحتية إرهابية بشكلٍ منهجي".
وأعلنت باكستان أن الهند قصفت ستة مواقع، مما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة 46 آخرين، جميعهم "مدنيون أبرياء".
وقال مسؤولون وخبراء، إن هجوم الهند على جارتها، وهو الأبرز منذ عقود، قد حقّق هدفاً طال انتظاره، لكن إسلام أباد حذرت من أنها سترد بقوة.
انحصر الصراع بين الهند وباكستان في العقود الأخيرة في منطقة كشمير الجبلية المتنازع عليها. لكن في إسلام أباد، اعتُبرت الغارات الجوية على بلدتَي بهاولبور ومريدكي تصعيداً خطيراً.