في تطوُّر مفاجئ، يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي، تعرضت مناطق في اليمن، بينها مواقع في محافظة الحديدة ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، لهجمات صاروخية وجوية، نُسبت إلى الجيش الإسرائيلي، ضمن ما وصفته تل أبيب بـ”ردع تهديدات قادمة من اليمن”.
وكانت مصادر محلية وأمنية قد أكدت أن الضربات استهدفت مواقع يُعتقد أنها تُستخدم لإطلاق صواريخ وطائرات مُسيّرة باتجاه البحر الأحمر، في إطار العمليات التي ينفذها الحوثيون ضد الملاحة الدولية، وتصاعدت منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
وفي حين اعتبرت بعض الأطراف الإقليمية أن هذه الضربات تمثل “توسيعًا خطيرًا لنطاق الحرب”، حمّلت أطراف أخرى ميليشيا الحوثي مسؤولية توريط اليمن في صراع لا يخدم مصالحه الوطنية، وأكد محللون أن الحوثيين، من خلال تدخُّلهم العسكري في البحر الأحمر، فتحوا الباب أمام تدخلات عسكرية أجنبية، قد تكون لها تداعيات كارثية على الوضع الإنساني والسياسي في البلاد.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات قد تُشكل نقطة تحوُّل في طبيعة الصراع في اليمن، كما أنها تضع الحوثيين تحت ضغط داخلي وخارجي متزايد، خاصة إذا استمرت الضربات الإسرائيلية أو توسعت.
ويُخشى أن يؤدي التصعيد إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن؛ إذ لا يزال ملايين السكان يعانون الفقر والجوع والمرض من جراء الحرب المستمرة منذ 2015.
ومع استمرار التوترات تبدو اليمن مرة أخرى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، ويدفع المدنيون الثمن الأكبر، وسط غياب أفق لحل سياسي شامل، يُنهي معاناة البلاد.