تشكل الجبال الشاهقة والمنحدرات الصخرية الجزء الأكبر من تضاريس محافظة الطائف وجغرافيتها ضمن منطقة مكة المكرمة.
ويبرز من خلال الامتداد الجغرافي والتوسع الهيكلي للجبال والمنحدرات في الطائف، النمط العام للبيئات الحيوية الأربع، حيث تشكل سفوح الجبال والمنحدرات إحدى هذه البيئات وحدودها الجغرافية، التي تنشأ فيها المئات من مظاهر التنوع الحيوي، بما يتناسب مع المرتفعات الشاهقة، مثل: (مرتفعات جبال أودية الأعمق، وجبال البني، وجبال الجرانيت، وجبال أودية خماس، وقاوة، ودكا، والكر)، إضافة إلى المنحدرات المجاورة لطرق الجمالة بالهدا، وحمى النمور، وينابيع وادي "برد"، الذي اشتهر بموائل النباتات والأشجار بفضل عذوبة مياهه النابعة من الجبال العالية.
وأكد المهتم بجغرافيا البيئة صالح المسعود، أن حدود الأراضي الجبلية في محافظة الطائف توفر مجموعة متناثرة من المواطن الطبيعية، التي تحتضن أعدادًا كبيرة من الحيوانات، مثل: النمر العربي، والوبر البري، والأرنب البري، وغزال الريم، والمها العربي، إلى جانب الحجل والقماري والصقور والنسور، وغيرها من أنواع الطيور والزواحف، التي تسود الأراضي المرتفعة عن سطح البحر، مستفيدة مما توفره من خصوبة التربة والأغطية النباتية والمائية الجبلية، بما يشكل بيئة غذائية متكاملة لهذه الكائنات.
كما تستوطن المنحدرات عشائر النحل، التي تبحث عن العسل بين رحيق الزهور والورود، منتجة غذاءً طبيعيًا نقيًا خاليًا من الإضافات الصناعية، حيث تجد هذه العشائر في كهوف وغيران الجبال والمنحدرات ضمن حدود الطائف، مأوى آمنًا وبيئةً باردة مناسبة لاستيطانها وتكيفها الذاتي، مما أدى إلى عودة انتشارها واستيطانها في هذه المناطق، الممتدة عبر سلسلة جبال السروات، التي توفر الظروف المناخية الملائمة.
وتُعد جبال الطائف جزءًا مهمًا من منظومة الجغرافيا في منطقة مكة المكرمة، وتمثل وجهة سياحية محلية وإقليمية نظرًا لأجوائها المعتدلة، كما تشكل محطة رئيسة لهجرات الطيور، وأسهم الاهتمام بالجوانب السياحية خلال العقد الأخير على وجه الخصوص، في تعزيز الخدمات وزيادة أعداد الزوار الباحثين عن الترفيه والاستمتاع بالطبيعة الجبلية الفريدة.