تتجه أنظار محبي كرة القدم في القارة الآسيوية صوب مدينة جدة، التي تستعد لاحتضان الأدوار النهائية من بطولة كأس آسيا للنخبة، في نسختها الأولى بمسماها الجديد، وسط أجواء رياضية حافلة بالحماسة، وحضور جماهيري منتظر يُضفي على الحدث بُعدًا فنيًا وشغفًا لا يُضاهى.
وتُشارك ثلاثة أندية سعودية في هذا الدور الحاسم، تضم الهلال، والأهلي، والنصر، بطموحات موحدة وآمال عريضة في معانقة اللقب القاري، في وقت تعيش فيه الرياضة السعودية حقبة ذهبية من التميّز والتأثير، بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة –حفظها الله–، وما تشهده المملكة من تطور نوعي على المستويين الفني والتنظيمي في مختلف الألعاب.
مباراة الافتتاح
وتنطلق أولى المواجهات يوم الجمعة 25 إبريل، بلقاء يجمع الهلال مع نظيره غوانغجو الكوري الجنوبي، على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، حيث يدخل الهلال اللقاء بروح عالية، عقب تأهله المثير في دور الـ 16، الذي قلب فيه خسارته ذهابًا بهدف، إلى فوز كاسح برباعية نظيفة إيابًا على باختاكور الأوزبكي، ليُبرهن على جاهزيته الكاملة لخوض التحديات الكبرى.
وفي مساء السبت، يواجه الأهلي نظيره بوريرام يونايتد التايلاندي على الملعب ذاته، بعد أن تجاوز عقبة الريان القطري بثقة واقتدار، بفوزين ذهابًا وإيابًا، ما يعكس الانسجام الفني والاستقرار الذي يشهده الأهلي في هذه المرحلة، وسط دعم جماهيري لا يتوقف، خصوصًا على أرضه وبين جماهيره في جدة.
أما النصر، فيخوض مواجهته أمام يوكوهاما الياباني على ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل، متسلحًا بتأهل قوي من بوابة استقلال طهران الإيراني، حيث حسم لقاء الإياب بثلاثية نظيفة عقب تعادلهما سلبًا في الذهاب، في أداء أكد من خلاله النصر حضوره القاري وثقته في قدراته الفنية والبدنية.
ولا تقف أهمية هذه المشاركة عند حدود المنافسة، بل تتجاوزها لتُجسد المكانة المتقدمة التي بلغتها الأندية السعودية على المستوى الآسيوي، بوصفها نماذج رياضية متميزة تمثل تطلعات وطن وطموحات أمة، في ظل ما تشهده المملكة من حراك رياضي نوعي واحترافي يعزز مكانتها على الخريطة الرياضية العالمية.
وتُعد استضافة جدة لهذا الحدث الآسيوي محطة بارزة ضمن الرؤية الوطنية لتطوير القطاع الرياضي، مستفيدة من بنيتها التحتية الحديثة، وتجربتها التنظيمية الثرية، ومكانتها السياحية والثقافية، التي تمنح البطولة طابعًا استثنائيًا يجمع بين التنافس الرياضي والاحتفاء الجماهيري.
ومع قرب انطلاق المواجهات، تتزين مدينة جدة بأجواء رياضية آسرة، وتتهيأ لاستقبال آلاف المشجعين من مختلف مناطق المملكة وخارجها، في مشهد يعكس شغف السعوديين بكرة القدم، ويؤكد مكانة المملكة المتصاعدة كوجهة رياضية آسيوية بامتياز، تحتضن المنافسة، وتحتفي بالإبداع المتكرر.