تشهد شركات المحاماة الكبرى، التي تسعى جاهدة لتوسيع نطاق عملها في السعودية، منافسة متزايدة، وذلك بسبب الزخم الاقتصادي السعودي، والمشاريع العملاقة التي تبنيها المملكة حاليا، فضلا عن الكثير من التسهيلات الخاصة بالاستثمار.
وخلال العامين الماضيين، افتتحت أو وسّعت ما يقرب من 40 شركة محاماة متعددة الجنسيات مكاتب لها في المملكة، وذلك عقب تغيير القواعد الذلي يسمح لها بالعمل بشكل مستقل.
وتقول وكالة «بلومبرج لو» إن هذه الشركات انجذبت إلى إمكان إدارة مشاريع متنوعة يدعمها صندوق الاستثمارات العامة.
فرص متعددة
تقول كارين إي. يونغ، الباحثة البارزة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: «حتى مع ما شهدناه من تنويع ونمو قطاعات جديدة، ولا سيما في القطاع السعودي، فإن اتخاذ القرارات الحكومية وإبرام الصفقات الحكومية يُحركان النشاط الاقتصادي».
وبلغ تدفق مكاتب المحاماة العالمية إلى المملكة ذروته في عام 2023 عندما افتتحت شركة «كيركلاند آند إليس»، عملاقة الصفقات، وشركة «جيبسون دان آند كروتشر» للمحاماة العالمية، مكتبيها في الرياض. وتُعدّ شركتا «لاثام آند واتكينز» و«وايت آند كيس» من بين مكاتب المحاماة البارزة التي كانت تعمل سابقًا في المملكة من خلال شراكات مع محامين محليين، ولكنها افتتحت مكاتب إقليمية لها في السعودية للتنافس على الأعمال الحكومية.
ويرتبط الجزء الأكبر من عمل الشركات العالمية في البلاد بشركة النفط العملاقة أرامكو، وصندوق الاستثمارات العامة، والكيانات الحكومية، مثل وزارة المالية.
فريشفيلدز تتصدر عمليات الدمج والاستحواذ
بلغ حجم صفقات الدمج والاستحواذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط 69.5 مليار دولار في الربع الأول، وفقًا لبيانات «بلومبرج»، وهو أعلى مستوى ربع سنوي منذ عام 2021.
لكن انخفاض أسعار النفط والحرب التجارية العالمية من المرجح أن يثقلا أيضًا النشاط في جميع أنحاء مجلس التعاون الخليجي، كما تقول يونغ.
وتعد شركة «فريشفيلدز» المستشار القانوني الأول في المنطقة للصفقات في الربع الأول، حيث أشرفت على صفقات بقيمة 52 مليار دولار. وتبدي الشركة، التي تأسست في المملكة المتحدة وتعمل في السعودية منذ 15 عامًا، ولديها مكاتب في البحرين والإمارات العربية المتحدة، تفاؤلًا كبيرًا بشأن المنطقة.
ويقول المحامي المتخصص في عمليات الدمج والاستحواذ بدبي، برويز أختر: «هناك تدفق قوي جدًا للصفقات. إنه مكان يشهد زخمًا متزايدًا».
وتُعدّ ألفابت، مالكة «قوقل»، عميلًا رئيسيًا لفريشفيلدز، التي غالبًا ما يقود صفقاتها شريكها الأمريكي في عمليات الدمج والاستحواذ، إيثان كلينجسبيرج. كما كانت فريشفيلدز من بين العديد من الشركات التي عملت على صفقة استحواذ شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة «أو. إم. في. إيه. جي» النمساوية على شركة «نوفا» للكيماويات من صندوق مبادلة للاستثمار، وهو صندوق سيادي في أبوظبي، بقيمة 13.4 مليار دولار.
وبالمثل، عززت المعاملات الكبيرة شركة «فينيك آند ويست» في وادي السيليكون، التي قدم محاموها المشورة لعميلهم المتكرر ويز بشأن صفقة ألفابت، وقادوا عملية بيع شركة نيانتيك بقيمة 3.5 مليارات دولار إلى سكوبيلي، وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
قوة الاقتصاد السعودي
من غير المرجح أن يُضعف تباطؤ السوق المحلية في المملكة طموحات شركات المحاماة الكبرى في الشرق الأوسط، حيث أعلنت شركات «كينغ آند سبالدينغ» و«BCLP» و«بيلسبري» و«ينثروب شو بيتمان» منذ ديسمبر الماضي عن خطط لافتتاح مكاتب لها في السعودية أو توسيع حضورها فيها.
وتعول هذه الشركات على قوة الاقتصاد السعودي والرؤية المستقبلية للمملكة، خصوصا في الكثير من المجالات، منها العمل في أسواق رأس المال التي تعتبر أيضًا نقطة مضيئة.
الاستقرار في السعودية
افتتحت العديد من الشركات المتعددة الجنسيات مكاتب مستقلة في السعودية، وتعمل منذ عقود من خلال شراكات مع شركات شريكة محلية، حيث يشترط لتشغيل مكتب مستقل في السعودية أن تكون غالبية محامي الشركة محليين، مما شجع هذه المكاتب على استقطاب أو توظيف مكاتب تابعة محلية لاستقطاب الكفاءات.
فعلى سبيل المثال، اندمجت شركة «كينغ آند سبالدينغ»، في يناير الماضي، مع شركة «الفهد وشركاه» للمحاماة السعودية، لتكوين شركة مشتركة تضم غالبية من المحامين السعوديين.
وكانت الشركة من أوائل الشركات التي حصلت على ترخيص العمل بشكل مستقل من وزارة العدل السعودية عام 2023، قبل أن تمارس أعمالها من خلال مكتب محمد العمار للمحاماة، الذي تأسس عام 2007.
صفقات شركات المحاماة الأجنبية بالشرق الأوسط الربع الأول 2025
1- فريشفيلدز: 52 مليار دولار
2- فينيك آند ويست: 36 مليار دولار
3- كليري جوتليب ستين آند هاملتون: 32 مليار دولار
4- جيبسون دن وكروتشر: 16 مليار دولار
5- ستيكمان إليوت: 15 مليار دولار