يطالب الكاتب أحمد الظفيري رواد مواقع التواصل الاجتماعي خصوصًا منصة "X " المشاركة بوعيٍ في أي مناقشات أو قضايا تُثار من قِبل أفراد أو جهات غير معلومة، وأن يتساءل كل مواطن قبل الكتابة: مَن وراء هذا الموضوع؟ ما الغاية؟ محذرًا من مخاطر الاندفاع العاطفي للمشاركة في موضوعات تُبنَى على شائعات، أو وقائع مجتزأة.
وفي مقاله "منصة (X).. هويتك الرقمية" بصحيفة "المدينة"، يقول "الظفيري": "منصة (X)، مرآةٌ لمجتمعات رقمية متشابكة، تتشكل حول قضايا جدلية، وتلتقي عبر هاشتاقات وقروبات تجمع أشخاصًا قد لا تعرفهم، وقد لا يكونون حقيقيين أصلاً.. لكن، لماذا تندفع للمشاركة في هذه النقاشات، على الرغم من أنها -في كثير من الأحيان- تتجاوز حدود الجدل الصحي، وقد تُدخلنا في مخالفات قانونية، أو أخلاقية؟".
ويرصد "الظفيري" سببين يدفعان الناس للمشاركة، ويقول : "للأسف؛ كثيرٌ من المستخدمين يجدون في هذه الموضوعات فرصةً للتعبير عن رأي، أو لإثبات وجودهم في ساحة عامة يتابعها الجميع، المشاركة هنا تُصبح نوعًا من «الهوية الرقمية»؛ التي تمنح البعض شعورًا بالقوة والتأثير.. عامل آخر، هو الاستفزاز، المحتوى الجدلي مُصمم ليُحرك المشاعر، ويستدرج الغضب، أو التعاطف، ما يدفع للرد والدفاع أو الهجوم. ومع تكرار التفاعل، تنسى أحيانًا أنَّ خلف الشاشة قد يكون «روبوت»، أو حساب مجهول يُدار لهدف خفي، كـ«إثارة البلبلة، أو تشكيل رأي عام مُضلل»".
ويضيف الكاتب: "المشاركة في هذه الموضوعات لا تخلو من المخاطر. فالتفاعل العاطفي قد يقودك إلى تجاوزات قانونية، أو نشر معلومات مغلوطة، أو حتى التورط في حملات يُراد منها الإضرار بأشخاص أو جهات.. الأسوأ أن بعض هذه النقاشات تُبنَى على شائعات، أو وقائع مجتزأة".
وينصح "الظفيري" قائلاً: "إذن، هل التوقف هو الحل؟، ليس بالضرورة.. الأهم أنْ تُشارك بوعي، وتسأل نفسك قبل التفاعل: مَن وراء هذا الموضوع؟ ما الغاية؟ هل أملك المعلومة الكاملة؟ وهل مشاركتي ستُضيف فهمًا، أم ستُؤجج خلافًا؟!.".
وينهي "الظفيري" قائلاً: "في نهاية المطاف، الحضور الرقمي مسؤوليَّة، وما تكتبه في لحظة اندفاع، قد يُقرأ كدليل دائم على فكرك ووعيك، كُن جزءًا من بناء وعي، لا من صدى ضجيجٍ لا تعرف مصدرَهُ".