آخر الأخبار

"رئيسا الوفدَيْن تحدَّثا وجهاً لوجه".. ما تفاصيل الجولة الأولى للمفاوضات بين أمريكا وإيران؟

شارك

في واحدةٍ من اللحظات التي تُوشك أن تُعيد تشكيلَ المشهد السياسي الإقليمي والدولي، شهدت العاصمة العُمانية مسقط مفاوضات نووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تحمل بين طياتها مفاتيح مستقبل الصراع النووي. بدقةٍ وحرص كبيرَيْن، اجتمع المسؤولون في لقاء دار على هامش الأحداث العالمية؛ لقاء جمع بين المسؤوليات والادعاءات المتناقضة، حيث أعلن الجانب الإيراني لقاءً مباشراً كان طالما يتوق له ويطالب به، بينما تأكيدات الجانب الأمريكي والمبعوث الخاص للإعلام، بأنه يعد خطوة تقدمية نحو تحقيق الاستقرار والحد من التوترات.

لقاء مثمر

بدأت الجولة الأولى من المفاوضات على مشارف العاصمة العُمانية مسقط، حيث أدّت جولات عدة من الحوار المباشر وغير المباشر، إلى تبادل تحيات رفيعة المستوى، ورسائل تحمل بالغ الدلالات السياسية والتقنية. فقد أشار التلفزيون الإيراني الحكومي، إلى أن مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط ستيف ويتكوف؛ تواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس آراقشي؛ في لقاءٍ وجهاً لوجه، وهو ما يمثل خطوة استثنائية لم يسبق أن شهدتها العلاقات بين البلديْن منذ عهد إدارة أوباما. وأكّد الجانب الإيراني في تقارير رسمية أن التواصل المباشر، وإن كان لفترةٍ وجيزة، يعد مؤشراً إيجابياً مهماً على استعداد طهران للمفاوضات رغم الضغوط الداخلية للصمود أمام التيارات الصارمة، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

وأعرب المتحدثون في التلفزيون الإيراني عن حماس القيادة السياسية في طهران لهذا اللقاء الذي رأوه بمنزلة انطلاقة نحو آفاق تفاوضية جديدة. وفي تصريحات نُشرت عبر وسائل الإعلام الحكومية، تمَّ التأكيد على أن المقابلة التي جمعت بين ويتكوف؛ وآراقشي؛ جاءت ضمن إطار مبادرات مبتكرة تهدف إلى إنهاء المواجهات القائمة حول البرنامج النووي الإيراني، إذ تمّ تبادل أطروحات ومحاور تحركها رغبة مشتركة في تجنب الدخول في مفاوضات عقيمة أو مطولة تجرّ الزمن دون نفع حقيقي.

أهداف مشتركة

ووصف البيت الأبيض اللقاء بأنه "إيجابي وبناء"، مشدداً في بيانه الرسمي على أن التفاوض شهد تبادل رسائل عبر أربع جولات خلال مرحلة المحادثات غير المباشرة.

وأشار البيان إلى أن التواصل المباشر الذي جرى اليوم يعد خطوة أساسية لتحقيق نتائج مفيدة لطرفَي الحديث؛ إذ أكّد أن مبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف؛ قد حرص على توضيح مواقف أمريكية تتمثل في تفكيك البرنامج النووي الإيراني كخطوة أولى نحو إعادة التوازن الإقليمي.

وفي تصريحٍ صحفي على متن طائرة القوة الجوية في أثناء توجه الرئيس دونالد ترامب إلى ميامي لحضور فعّالية، ذكر ترامب أن "المحادثات تسير على ما يرام" مؤكداً أن النتائج الأولية تعكس تقدماً ملحوظاً رغم تعقيد المواضيع المطروحة.

ولعبت سلطنة عُمان دور الوسيط الحيادي في تلك الجلسات، حيث برز وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي؛ كالجسر الرابط بين الطرفين. وأورد "البوسعيدي"؛ في تصريحاته على منصة إكس، إعلانه عن التزام الجانبين بتحقيق اتفاقٍ عادلٍ ومُلزمٍ يضمن استقرار المنطقة، محذراً من المفاوضات العقيمة التي قد تنتج عن "المحادثات من أجل المحادثات"، وأكّد أن الهدف المشترك يكمن في وضع حدٍ للتوترات سريعاً أو في أسرع وقتٍ ممكن، رغم تداخل القضايا التقنية والسياسية التي تجعل الحل عمليةً معقدةً تتطلب تكاتف الجهود الدولية.

خلافات تقنية

وعلى الجانب التقني، لم تخلُ المحادثات من النقاشات حول مستويات تخصيب اليورانيوم؛ إذ يعد هذا الموضوع من أكثر النقاط حساسية في برنامج إيران النووي. ففي ظل وجود مخزون إيراني من اليورانيوم المخصب يصل نسبته إلى 60%، يؤكّد الجانب الإيراني أن الحفاظ على مستويات معينة من التخصيب يُعد ضماناً لموقعهم التفاوضي، بينما يرى الجانب الأمريكي أن خفض مستوى التخصيب خطوة ضرورية تهدف إلى منع إمكانية تصنيع أسلحة نووية مستقبلاً. وفي هذا السياق، يُبرز المبعوث ويتكوف؛ أهمية وضع "خط أحمر" يمنع تسليح القدرات النووية الإيرانية، مؤكداً أنه لا بد من إيجاد حلول وسط من شأنها أن تضمن مصالح الطرفين دون الإضرار بتوازن القوى في المنطقة.

ويترقب المسؤولون في الجانبين استمرار هذه المفاوضات التي من المقرر أن تعقد الجولة التالية يوم السبت 19 أبريل؛ لقاء يُعد بمنزلة مبدأ أساسي في إعادة صياغة العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. حيث يتطلع الطرفان إلى استكمال الحوار الفني والتقني الذي يمزج روح التواصل المباشر بتبادل الرسائل غير المباشرة لتحقيق توافق شامل في القضايا النووية الحساسة، ما يعكس إرادة واضحة لتجنُّب الانزلاق في صراعاتٍ يصعب التحكم فيها. وتظل المفاوضات محكومة بمدى قدرة الأطراف على تجاوز الخلافات التقنية والصراعات السياسية التي طالما أوجدت أجواءً من التوتر والشك، وهو ما يجعل من اللقاءات المقبلة محطة فارقة قد تغيّر مسار العلاقات بين قوى دولية محورية على الساحة العالمية.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا