حققت شركة "مُزن" مكانة بارزة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات الامتثال ومحاربة الجرائم المالية.
وقد أثبتت الشركة نفسها كأحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، بعد أن استطاعت أن تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مبتكر لتعزيز الأمن المالي وتحقيق الامتثال التنظيمي.
في مقابلة حصرية مع جريدة "الوطن"، تحدث الأستاذ مالك اليوسف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "مُزن"، عن رحلة الشركة التي بدأت بتوجه واضح نحو تسخير الذكاء الاصطناعي لدعم القطاع المالي من خلال تطوير حلول تقنية متطورة.
وأوضح مالك اليوسف أن الشركة أصبحت اليوم واحدة من أبرز الشركات المتخصصة في هذا المجال على مستوى المنطقة، وحققت نجاحات ملموسة تمثلت في تصنيفها ضمن قائمة "Chartis Research" لأفضل 50 شركة عالمية في مجال الامتثال المالي ومكافحة الجرائم المالية لعام 2025.
وقال مالك اليوسف: "اليوم، أصبحت "مُزن" واحدة من الشركات الرائدة في مجال الامتثال المالي، حيث نقدم منظومة من الحلول التي تساعد المؤسسات المالية على تقليل التنبيهات الخاطئة، وتحسين سرعة الاستجابة، وتوفير أدوات رقابية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في تحسين الأداء ويواكب التغيرات التنظيمية بشكل استباقي."
كما أشار مالك اليوسف إلى أن المنصة الذكية التي طورتها الشركة، "فوكال"، تلعب دورًا محوريًا في كشف الأنشطة المشبوهة وتحليل سلوكيات المستخدمين. وتستفيد المؤسسات المالية من أدوات تحليل متقدمة، تستعين بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، للكشف المبكر عن الجرائم المالية مثل غسل الأموال والاحتيال.
وعن السبب الذي مكن "مُزن" من أن تكون ضمن أفضل 50 شركة عالمية، أكد مالك اليوسف أن الابتكار المستمر هو الأساس. وأوضح أن الشركة طورت منصة "فوكال"، التي تعتبر من أفضل حلول "اعرف عميلك"، وقد صُنفت ضمن أفضل الحلول العالمية في هذا المجال لعام 2024.
كما أن الشركة تعتمد على نموذج مرن في تطوير حلولها مما يسمح لها بالاستجابة السريعة للتغيرات التنظيمية في بيئة العمل المتقلبة.
وأضاف أن منصة "فوكال" تتميز بقدرتها على التنبؤ بالأحداث المستقبلية والأنشطة المشبوهة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أن المنصة تتمتع بسهولة الاندماج مع أنظمة المؤسسات المالية، مما يساعدها على تقديم حلول مرنة في مراقبة الامتثال الرقابي ومكافحة الجرائم المالية.
وعن الحلول الجديدة التي أطلقتها "مُزن" مؤخرًا، أشار مالك اليوسف إلى أن الشركة أطلقت جيلًا جديدًا من تقنيات مكافحة الاحتيال عبر "فوكال"، بما في ذلك تقنية "بصمة الجهاز" التي تتيح للمؤسسات تتبع الأجهزة بدقة واكتشاف أي نشاط مشبوه. كما أن "أدوات تحليل الاحتيال" التي أُدمجت مع أنظمة المؤسسات المالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، مما يساعد في التصدي لأنماط الاحتيال المعقدة.
وفي ظل تطور الذكاء الاصطناعي بشكل سريع، أكدت "مُزن" على استراتيجية مرنة تركز على الابتكار المستمر والاستثمار في البحث والتطوير. كما أعلن مالك اليوسف عن شراكة استراتيجية مع "أوراكل" لتوفير حلول ذكاء اصطناعي توليدي متطورة، مما يعزز قدرة الشركة على تلبية احتياجات المؤسسات المالية ويسهم في تحسين أدائها.
وفيما يخص خطط التوسع، كشف مالك اليوسف أن "مُزن" تهدف إلى التوسع في أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى استكشاف فرص التوسع العالمي. كما أشار إلى نمو الشركة الكبير، حيث ارتفعت قاعدة العملاء من 29 عميلًا في عام 2022 إلى أكثر من 110 عملاء في 2024، مع خطط لتعزيز الشراكات مع شركات عالمية مثل "جوجل كلاود" و"ديلويت".
واختتم مالك اليوسف حديثه بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا رياديًا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأنها تتسارع في تطبيق هذه التقنيات بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. وأوضح أن المملكة تواكب العالم في دعم الابتكار الرقمي، مما يعزز مكانتها في الأسواق العالمية.