آخر الأخبار

انهياراتٌ بالأسواق المالية الآسيوية مع تصاعد "الحرب" التجارية العالمية.. والصين تصف الرسوم الأمريكية بـ"التنمُّر الحمائي"

شارك

شهدت أسواق المال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الإثنين، انهيارات حادّة في بداية تعاملات الأسبوع، متأثرة بتصعيدٍ غير مسبوقٍ في الحرب التجارية العالمية، فيما وصفت الصين الرسوم الجمركية الأمريكية بـ"التنمُّر الحمائي"، بحسب وكالة "رويترز".

يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ فرض رسوم جمركية شاملة على جميع الشركاء التجاريين تقريباً، وسط تحذيراتٍ من تأثيرات سلبية واسعة على الاقتصاد العالمي.

وسارع مسؤولو إدارة ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى الدفاع عن هذه الإجراءات، بعد أن سجّلت مؤشرات "وول ستريت" الأمريكية خسائر كبيرة، استمرت حتى إغلاق الأسواق، الجمعة.

وسرعان ما تصاعد التوتر، بعدما أعلنت الصين مساء الجمعة، رسوماً انتقامية بنسبة 34% على السلع الأمريكية.

خسائر تاريخية في الأسواق الآسيوية

في اليابان، تراجع مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 8% عند الافتتاح، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2023، في حين خسر مؤشر ASX200 الأسترالي أكثر من 6%، وانخفض مؤشر KOSPI الكوري الجنوبي بما يزيد على 5%.

أما في هونغ كونغ، فقد افتتح مؤشر "هانغ سينغ" على تراجعٍ كبيرٍ بنسبة 9%، فيما هوت مؤشرات شنغهاي وشنتشن بنسبة 5.5% و7.5% على التوالي، على الرغم من حملة دعائية أطلقتها وسائل إعلام صينية رسمية لطمأنة الأسواق بأن "السماء لن تسقط".

في كوريا الجنوبية، تراجعت أسهم عمالقة الصناعة بشكلٍ ملحوظ؛ حيث انخفض سهم شركة سامسونغ للإلكترونيات بنحو 4%، وسهم شركة هيونداي موتور بنسبة قاربت 5%.

وأعلنت الحكومة الكورية خطة لدعم قطاع السيارات بقيمة مليارَي دولار؛ لتخفيف آثار رسوم ترامب البالغة 25% على السيارات الأجنبية.

أما تايوان، التي تُعد من أكبر منتجي أشباه الموصلات عالمياً، فقد سجّلت أكبر انخفاض يومي في تاريخها بنسبة 9.8%. وتمّ تعليق التداول على أسهم شركة TSMC، أكبر مصنّع للرقائق الإلكترونية، بعد أن وصلت خسائرها الحد الأقصى المسموح به وهو 10%.

ورغم الخسائر، أكّد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي؛ أنه لا يخطط للرد بالمثل، مشدداً على أن إستراتيجيته ترتكز على "تعزيز الاقتصاد الأميركي" كجزءٍ من مستقبل تايوان الاقتصادي، معترفاً في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك بأن "كل خطوة إلى الأمام ستكون صعبة".

مخاوف من الركود

وعبّر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي؛ عن قلقه من تداعيات الرسوم على التجارة والاقتصاد العالمي، قائلاً خلال حملته الانتخابية: "نشهد تأثيراً سلبياً ملحوظاً على الأسواق، وبعض الرسوم المفروضة على آسيا مرتفعة جداً".

أما الولايات المتحدة، فقد واصلت أسواقها الانخفاض عقب إعلان الصين إجراءاتها الانتقامية، حيث هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 6%، وخسر مؤشر داو جونز 5.5% يوم الجمعة. وبلغ إجمالي تراجع الأسواق الأميركية نحو 9% في يومين فقط.

الصين في مرمى النيران

يواجه الاقتصاد الصيني ضغوطاً كبيرة، حيث قد تؤدي هذه "الحرب" التجارية إلى خصم ما يصل إلى 2.5 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لتقديرات محللين.

ويرى خبراء أن الأثر الحالي يفوق ما حدث في حرب الرسوم الأولى عامي 2018 - 2019، نظراً لامتداد الرسوم هذه المرة إلى دول متعدّدة، ما يصعّب على الشركات الصينية إعادة توجيه صادراتها أو إيجاد مشترين بديلين.

وقال روبن شينغ؛ كبير الاقتصاديين في شؤون الصين لدى "مورغان ستانلي" لصحيفة واشنطن بوست، إن "الأثر الاقتصادي هذه المرة قد يتجاوز أزمة 2018 - 2019 بسبب شدة الرسوم، وضعف مرونة سلاسل التوريد، وتباطؤ التجارة العالمية".

الرسوم الجمركية "نموذجٌ للتنمُّر الحمائي"

صرّح متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الإثنين، رداً على سؤالٍ حول "الرسوم الجمركية المتبادلة" التي فرضها ترامب؛ بأن التهديدات والضغوط ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين.

وصرّح المتحدث باسم الوزارة، لين جيان؛ في مؤتمر صحفي دوري، بأن الرسوم الجمركية "نموذجٌ للتنمُّر الأحادي والحمائي"، مضيفاً أن الرسوم الجمركية الأمريكية التي تفرضها الولايات المتحدة باسم المعاملة بالمثل لا تخدم سوى مصالحها الخاصّة على حساب الدول الأخرى.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا