شهدت مناطق جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة، أمس، أمطارا رعدية متوسطة إلى غزيرة، أدت إلى جريان السيول، وكانت مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار.
وشملت أمطار منطقة الباحة القطاع التهامي والسراة، وسالت إثرها الأودية والشعاب، بينما احتجزت سيول اللحيان شابين بعد جرف السيل سيارتهما وانقلابها مرات عدة، قبل أن ينقذهما الأهالي بشكل سريع، بينما وصل الدفاع المدني بعد عملية الإنقاذ.
وفي حين غطى بياض البرد الجبال الواقعة في محافظة بلجرشي، حذر المركز الوطني للأرصاد من تساقط الأمطار والبرد على عدد من مناطق المملكة، منوها الجميع بأخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات الدفاع المدني في مثل هذه الظروف، والابتعاد عن مجاري السيول وبطون الأودية.
لوحة ساحرة
إلى ذلك، وفي مشهد نادر يأسر القلوب، اكتست مرتفعات عسير وجازان بوشاح أبيض بعد أن أغدقت السماء بخيرها، فهطلت الأمطار بغزارة مصحوبة بتساقط كثيف لحبّات البرد، محوّلة الطبيعة إلى لوحة ساحرة تتراقص فيها ألوان الشتاء وسط أجواء رمضان الروحانية.
ولم يكن الزائر الأبيض مجرد مشهد بصري، بل أصبح جزءًا من طقوس الإفطار، حيث أبدع المتنزهون في تحويل البرد المتساقط إلى مشروب رمضاني بطعم الطبيعة.
أمسيات ماطرة
تحت زخات المطر وبين الهضاب التي تكسوها حُللُ الأبيض، خرجت الأسر إلى الطبيعة، تستقبل زخات الخير، وتنسج مع الأجواء قصصًا رمضانية لا تُنسى، إذ انهمرت الأمطار بغزارة خلال اليومين الماضيين، فارتوت الأرض، وتعطرت الأجواء بنسيم النقاء، وتحولت الأمسيات الرمضانية إلى مهرجانات من الفرح والدفء الروحي.
عصير المطر
بينما كان الأذان يلامس الآفاق، جلس بعض المتنزهين على بساط الطبيعة، وقد امتلأت أيديهم بحبات البرد المتساقطة. وبلمسة إبداعية، صنعوا مشروب إفطارهم من ثلج السماء، إذ مزجوه بعصير التوت والرمان، وحوله نُثرت حبّات الفراولة، وكأن الأرض تشاركهم زينة الإفطار في لوحة تتراقص ألوانها بين الأبيض القزحي والأحمر القاني.
خيرات السماء
عسير وجازان والباحة شهدت رمضانًا مختلفًا هذا العام، حيث تجسدت أجواء روحانية ممتزجة بجمال الطبيعة في مشاهد لن تمحى من ذاكرة من عاشها. فحين يمتزج المطر بالروح، والبرد بالمحبة، يكون للإفطار طعم آخر.