"لماذا يسافر المسؤولون الأمريكيون إلى السعودية للتفاوض على السلام بين أوكرانيا وروسيا؟ لماذا لا يسافرون إلى أماكن دبلوماسية أكثر تقليدية مثل جنيف أو فيينا؟" هكذا تستهل الكاتبة والصحفية الأمريكية ليز بيك مقالها المعنون بـ"ترامب تعلم الدرس من بايدن.. لا تستهن أبداً بالسعودية"، متسائلة عن السبب.
وسرعان ما تجيب "بيك" في مقالها بصحيفة "ذا هل" الأمريكية عن السؤال، قائلةً إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلم أن السعودية حجر الأساس في سوق الطاقة العالمية، وقادرة على خفض أسعار النفط، وتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات، إضافة إلى قدرتها على الضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وتلفت الكاتبة الأمريكية إلى أن ارتفاع أسعار النفط في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أدى إلى سخط قطاع واسع من الأمريكيين على إدارته، وتضررت شعبيته بشدة، كما اضطر إلى استنفاد الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي، مما قلص الكمية المخزنة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1984.
في حين أن الأسعار انخفضت بنسبة 11% عن العام الماضي في عهد الرئيس الحالي؛ نظراً لموافقة منظمة "أوبك" و"أوبك بلس" على زيادة الإنتاج، وذلك بعد سلسلة من التخفيضات، وهو ما يحافظ على استقرار الأسعار في حدود المعقول، على حد تعبيرها.
وتذكر "بيك" أن "ترامب" يمكنه الاعتماد على المملكة في الحفاظ على الإمدادات العالمية من النفط في حال تشديد الرئيس الأمريكي للعقوبات على إيران، الأمر الذي يساعد على استقرار الأسعار، وعدم تأثر الاقتصاد العالمي.
وتعترف الكاتبة الأمريكية في ختام مقالها بأن الرئيس الأمريكي في حاجة إلى الجهود السعودية في عدد من الملفات، ومنها حل النزاع القائم في غزة.