في الحلقة التاسعة من "سلسلة الله لا يحب" في شهر رمضان الفضيل نعرض أكثر من 16 موضعًا في القرآن الكريم، يوجه الله تبارك وتعالى فيها عباده المؤمنين إلى ضرورة تجنب أفعال وصفات لا يحبها، ويأمرهم بالابتعاد عنها وتحريمها.
ومن بين أعظم ما حرمه الله يأتي الاعتداء على النفس والمال والإنسان؛ إذ يعد من أشنع الجرائم التي تتناقض مع قيم الإسلام وتعاليمه.
يقول الله -عز وجل- في محكم آيات القرآن الكريم {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور} في سورة الحج الآية 38. وفي الآية إخبار ووعد وبشارة من الله، للذين آمنوا بأن الله يدافع عنهم من كل مكروه، ويدفع عنهم بسبب إيمانهم كل شر من شر الكفار، وشر وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف.
كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمستقل ومستكثر.
{إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ}، أي: خائن في أمانته التي حمّله الله إياها، فيبخس حقوق الله عليه، ويخونها، ويخون الخلق. "كَفُورٌ" بنعم الله، يوالي عليه الإحسان، ويتوالى منه الكفر والعصيان، فهذا لا يحبه الله، بل يبغضه ويمقته، وسيجازيه على كفره وخيانته.
ومفهوم الآية أن الله يحب كل أمين قائم بأمانته، شكور لمولاه.
ويعتبر قوله {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} جملة مستأنفة لتقرير مضمون ما قبلها، فإن الجملة الأولى تدلُّ على أنَّ الله يحب المؤمنين الذين يدافع عنهم شرور أعدائهم، وتدل بمفهوم المخالفة على أن الله لا يحب الخائن الكافر ولا يدافع عنه. والتعبير بصيغة المبالغة في (خَوَّان كَفُور) لبيان الواقع، لا لإخراج من خان دون خيانتهم، أو كفر دون كفرهم.