آخر الأخبار

"بلسم في زحام الحرمين".. فتيات "الكشافة" يروين حكايات عطائهن في خدمة المرضى

شارك

كل زاوية من زوايا الحرمين الشريفين تمتلئ بالحجاج والمعتمرين الباحثين عن الرعاية، وهناك قلوب صغيرة ولكنها عظيمة العطاء، تسير بين المرضى بابتسامة ويد ممدودة للمساعدة.

فتيات الكشافة، وهن في ريعان شبابهن، اخترن أن يكنَّ السند لمن أنهكه السفر والمرض، في مشهد يجسد أسمى قيم الإنسانية والتطوع، عبر معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية؛ ليتحول العطاء إلى فعل يومي، تمارسه هؤلاء الفتيات بإخلاص، ليكنَّ بلسمًا يخفف عن المرضى، ويمنحهم إحساسًا بالأمان.

قلب يفهم قبل أن يسمع

في ليلة رمضانية هادئة كانت سارة، المتطوعة الكشفية، تؤدي دورها في أحد المراكز الصحية القريبة من المسجد النبوي، حين لفت انتباهها حاج مسن، يجلس على كرسي متحرك، بدا عليه الإرهاق وهو يحاول التواصل مع الطاقم الطبي، لكن حاجز اللغة كان يفصل بينه وبين حاجته.

اقتربت سارة منه بابتسامة، وحاولت التواصل معه بلغة الإشارة، وبعد محاولات فهمت أنه يشعر بدوار شديد، ويريد مراجعة الطبيب.

وبحركة سريعة استدعت زميلتها التي تجيد لغته، وساعدتاه في إتمام الإجراءات الطبية، ثم جلست بجانبه تُطمئنه، وتحضر له الماء، وتمنحه لحظات من الراحة وسط الغربة التي كان يشعر بها.

يد تمسك.. وقلب يساند

وفي موقف آخر، وبينما كانت لمار الزبيدي، إحدى فتيات الكشافة، تساعد المراجعين شاهدت حاجة مسنة، تتكئ على جدار قرب باب المركز، ووجهها شاحب، وعيناها تائهتان. أسرعت لمار إليها، وساعدتها على الجلوس، وطلبت الإسعاف، وأمسكت بيدها حتى وصلت الطواقم الطبية.

كانت العجوز، بالرغم من تعبها، ترفع يديها بالدعاء للمار، ودموعها تحكي امتنانًا يفوق الكلمات.

رسالة حب في خدمة الإنسان

ما تقدمه فتيات الكشافة في خدمة المرضى والمحتاجين في الحرمين الشريفين ليس مجرد عمل تطوعي، بل هو رسالة إنسانية، تجسد أسمى معاني الرحمة والعطاء.

هن لا يقتصرن على تقديم الدعم اللوجستي، بل يحملن في قلوبهن إنسانية تشع دفئًا وأمانًا؛ ليكون وجودهن وسط الزحام بلسمًا يخفف الألم، ونورًا يضيء طريق المحتاجين إلى العناية والاهتمام.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا