بعد نحو 100 عام من الصخب والحياة البسيطة، ثم هجرة الملاك والسكان منها، أعاد "مترو الرياض" قرية "سكيرينة" المتاخمة لوادي حنيفة للواجهة مجددًا؛ وذلك باعتماد محطة فيها على المسار الأزرق؛ ليطرب اسمها أسماع المئات من الركاب يوميًّا أثناء رحلاتهم.
وتقع محطة "سكيرينة" العلوية 1F9 في المسار الأزرق متوسطة أحياء منفوحة وسكيرينة وجبرة وغبيرة، عند تقاطع طريق البطحاء وشارع عمار بن ياسر، بين محطة منفوحة (1G1) ومحطة العود (1F8).
وتتكون المحطة من العناصر الآتية:
المستوى الأرضي: يحتوي على مدخلين للمحطة على طريق البطحاء، إضافة إلى مخرج درج خارجي من الجانب الشمالي لغرض الطوارئ. وتقع المحطة وسط الطريق.
المنصة العلوية: تقع على ارتفاع نحو 15 مترًا فوق سطح الأرض، وتخدم الخط الأزرق المتجه شمالاً وجنوبًا، ويتم الوصول إليها من خلال مستوى الميزانين.
والمساحة الإجمالية للأرض تبلغ 5097 م²، وإجمالي مساحة المحطة 4267 م²، وعدد الطوابق 4 طوابق.
وسكيرينة قرية قديمة من قرى وادي حنيفة، وكانت ملاصقة للرياض قبل أن تتسع العاصمة في العصر الحديث وتتحول منفوحة إلى حي من أحيائها، وحدودها حاليًا على مستوى الشوارع: شارع منفوحة، وآل فريان، والأعشى، والشيخ عبداللطيف آل الشيخ.
وذكر "ياقوت" في معجم البلدان أن منفوحة الأم تأسست على يد قوم من بني قيس بن ثعلبة من بكر وائل على أرض أعطيت لهم من قِبل أبناء عمومتهم بني حنيفة، وذلك قبل الإسلام بقرون عدة.
وقد دخلت منفوحة في القرن الثامن عشر الميلادي (الثاني عشر الهجري) في حرب مع دهام بن دواس أمير الرياض النشيط الذي طرده أبناء عمومته من منفوحة عندما قاوم توسع الدولة السعودية الناشئة آنذاك لما يزيد على عشرين عامًا حتى استسلمت القريتان للحكم السعودي.
وتحتفظ ذاكرة الأجداد والآباء بذكرى جميلة في سكيرينة، حيث العلماء والأدباء، ونشأة المطاعم ونهضة الحياة الثقافية، وسيارات "الشفر"، والمشلح الذي يرتديه الرجال في كل تفاصيل يومهم، وتوجُّه الشباب لمهن البيع والشراء، وممارسة كرة القدم بين الأزقة الضيقة.