ضاعفت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، مسارات إثراء تجربة القاصدين في المسجد الحرام؛ وفق الخطة التشغيلية لموسم شهر رمضان المبارك؛ التي ترتكز على تعزيز محورية الضيف وإثراء تجربته بعدة لغات؛ لإيصال رسالة الحرمين الوسطية للعالم.
ولتعزيز هذا المسار الإثرائي، التقى رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور: عبدالرحمن السديس بمكتبه بالمسجد الحرام، وفداً من قيادات القوات المسلحة الباكستانية (ضيوف وزارة الدفاع)، مستهلاً اللقاء بالترحيب بهم، وتهنئتهم بالشهر الكريم، مؤكداً لهم سعادته البالغة بلقائهم من جوار البيت العتيق في هذا الشهر الفضيل.
وأكد رئيس الشؤون الدينية، أنَّ تهيئة الأجواء التعبُّدية الإيمانية لزائري وقاصدي الحرمين، وإثراء تجربته الإيمانية، وتكثيف التوعية الدينية الميدانية، وتعزيز الدروس العلمية والتوجيهية وحلقات تحفيظ القرآن، وإيصال هدايات الحرمين الوسطية للعالمين؛ هدفٌ إستراتيجي إثرائيّ. وحضر اللقاء الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحسيني؛ رئيس لجنة التنسيق والمتابعة لنشر الوعي الديني في القطاعات الأمنية والعسكرية في الديوان الملكي. ومستشار وزارة الدفاع واللواء مسفر بن حسن آل عيسى مدير عام الادارة العامة للشؤون الدينية للقوات المسلحة.
وشدَّد السديس، على حرص رئاسة الشؤون الدينية على توفير الأجواء التعبّدية والروحية، والبيئة الإيمانية؛ فضلّا عن تبنّي قيم الاعتدال والفكر الوسطي، وتحقيق رسالة الإسلام في نشر السلام والعدل، وتنمية التعارف والتعاون بين الشعوب.
ويسود السلام والوئام كافة أرجاء المعمورة، وأن يستلهم المسلمون من الحرمين مبادئ دينهم الحنيف؛ الذي يدعو إلى وحدة الصف، ولمِّ الشمل، والاستمساك بالعروة الوثقى، وتعزيز منهج الوسط والاعتدال ونطاقات العقيدة ومنهج السلف الصالح والكتاب والسنة، والحرص على جمع كلمة المسلمين، ونبذ الفُرقة والخلاف والتنازع والشقاق، كما قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
وأوضح أنَّ العلاقات السعودية الباكستانية، تعدُّ نموذجاً يُحتذى به في العالم، مشدداً على أنَّ القيادتين الحكيمتين في البلدين تعملان معاً لتحقيق الأمن والسلام، وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الإسلامية والأمن والاستقرار والسلام العالمي. وتابع رئيس الشؤون الدينية، قائلاً: "العلاقة السعودية الباكستانية تعدُّ مثل الجسد الواحد، والرأس الواحدة بعينين".
وثمَّن جهود المملكة وجمهورية الباكستان الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين والشعوب الإسلامية والإنسانية، لافتاً إلى أن المملكة لم تألُ جهداً في مناصرة قضايا العالم الإسلامي في كافة المحافل الدولية العالمية، ودعم البرامج التوعوية، ونشر منهج الوسطية والاعتدال، بما ينعكس على دور الأمة الإسلامية في تحقيق الرخاء والنماء لمجتمعاتها وأفرادها، مقدِّراً جهود جمهورية الباكستان الإسلامية في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، ودعم قضايا المسلمين المعاصرة وحماية مقدساتهم، ودعمه لحوار الحضارات ونشر ثقافة الحوار بين الثقافات والحضارات بما يخدم رسالة الدين الإسلامي الحنيف إلى جانب دورها في محاربة التطرُّف الديني والغلو، وتعزيز السلام والتسامح، ونبذ الصراع والكراهية ومحاربة الإسلاموفوبيا، وتعزيز قيم الحوار بين أتباع الثقافات والحضارات .
وخاطب السديس، القيادات الباكستانية، قائلاً "لقد منَّ الله عليكم أن سخركم للدفاع عن وطنكم والأمة الإسلامية، حاثّاً إياهم على محاربة الأفكار الضالة والتنظيمات الإرهابية والعناية بالجيل الجديد وتوعيتهم بتبني الأفكار المعتدلة والتسامح، إلى جانب مكافحة التطرف والتعصب والتحزب والانحلال والغزو الفكري". وحثّهم أيضاً على الاستفادة من الإعلام الرقمي للتناصح، والإخاء، والبُعد عن الاختلاف والتناحر والعصبية وجمع الكلمة، والحرص على تأليف قلوبهم، ومراعاة أدب الخلاف، والتنوع والتعدد الثقافي والفقهي على ضوء الكتاب والسنة.
وحذّر من المذهبية والطائفية وبواعث الخلاف والتصنيف والفتنة، والتأكيد على أن المملكة كانت حريصة على تبنّي قيم التسامح والاعتدال والعيش في سلام وأمان. وأكد أن المملكة تسعى خلال جهودها إلى نشر ثقافة التسامح والوسطية، ونبذ العنف والإرهاب، وأن ثقافة التسامح هي السبيل الوحيد للتعايش بين معتنقي الأديان.