آخر الأخبار

"ورقة التصعيد العسكري".. ما النفوذ الذي يمتلكه "ترامب" على "بوتين" في مفاوضات أوكرانيا؟

شارك

في خضم الأزمة الأوكرانية المستمرة، تبرز تساؤلاتٌ حول مدى النفوذ الذي تمتلكه الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب؛ لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بوقف إطلاق النار، بينما تُظهر موسكو تمسكها بموقفها القوي، تُحاول واشنطن استخدام أدوات مختلفة لدفع بوتين نحو المفاوضات.. فما أوراق الضغط التي يمتلكها ترامب؟

موقف قوي

يتمسك بوتين بموقف قوي، مدعوماً بتقدُّم قواته العسكرية رغم الخسائر الكبيرة. مصدر رفيع في الكرملين أكّد أن روسيا لن توافق على وقف إطلاق النار إلا بضمانات إطارية من الولايات المتحدة، مما يعكس ثقة موسكو بتفوقها الإستراتيجي الحالي.

ويعتقد الكرملين أن الوقت يعمل لمصلحته، خاصة مع استمرار التقدُّم البطيء للقوات الروسية. هذا التقدُّم، وإن كان مكلفاً، يُعطي بوتين ورقة ضغط قوية في المفاوضات، حيث يُصرّ على أن أي هدنة يجب أن تعكس الواقع الميداني، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

الأدوات الاقتصادية

رغم العقوبات الغربية الشديدة، إلا أن الاقتصاد الروسي لم ينهر بالشكل المتوقع. ومع ذلك، تظل روسيا عُرضةً لضغوط اقتصادية إضافية. ترامب قد يلجأ إلى رفع بعض العقوبات المصرفية أو السماح بالوصول إلى التكنولوجيا الغربية كحافزٍ لبوتين، لكن هذه الخطوة قد تواجه معارضة أوروبية.

وكشفت المحادثات الأمريكية الأوكرانية في جدة، عن نقاط خلافية جوهرية، أبرزها المطالبة بتنازلات إقليمية. ما عرضه ترامب حتى الآن يبدو أقرب إلى وعود مرنة، لكنها تُهدّد بشرخٍ في الجبهة الغربية، خاصة مع تمسك الحلفاء الأوروبيين بموقفٍ رافضٍ للتنازلات.

المطالب الروسية

ولم تتغيّر شروط بوتين منذ بداية الصراع: نزع سلاح أوكرانيا، وإبعادها عن حلف الناتو، والاعتراف بضم القرم. هذه المطالب تُعد خطاً أحمر لأوروبا، مما يُعقّد احتمالات التوصل إلى تسوية سريعة.

ويبدو أن بوتين يُراهن على عامل الوقت لتحقيق مكاسب إستراتيجية. ارتفاع تكاليف الحرب على الغرب، والانقسامات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، تُعزّز من قناعة الكرملين بأن التحالف الغربي قد يبدأ بالتصدع تحت وطأة الأزمات المتلاحقة.

الخيار العسكري

يُشكل الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا الرافعة الوحيدة الفاعلة، لكن تعليق المساعدات أخيراً كشف عن هشاشة هذا الخيار. محللون يُحذرون من أن أي تراجعٍ في الدعم قد يُغري روسيا بتصعيد هجماتها قبل الانتخابات الأمريكية.

والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار حرب الاستنزاف، مع محاولات طرفَي المفاوضات كسب الوقت لتحقيق مكاسب رمزية. السؤال الذي يظل عالقاً: هل يجرؤ ترامب على استخدام ورقة التصعيد العسكري، أم أن حسابات الحملة الانتخابية ستجعل منه ورقة في يد بوتين؟

الأبعاد الإقليمية

ولا يمكن إغفال الدور الإقليمي في هذه المعادلة. الدول المجاورة لأوكرانيا، مثل بولندا ودول البلطيق، تُبدي قلقاً متزايداً من أي تسوية قد تُضعف موقف أوكرانيا. هذه الدول، المدعومة من حلف الناتو، قد تُشكل ضغطاً إضافياً على ترامب لعدم تقديم تنازلات كبيرة.

والدبلوماسية الأمريكية تواجه تحديات كبيرة في توحيد الموقف الغربي. وبينما تُصرّ واشنطن على ضرورة وقف إطلاق النار، تختلف الأولويات الأوروبية، مما يُضعف من قدرة ترامب على ممارسة ضغطٍ فعّالٍ على بوتين.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا