آخر الأخبار

"سلسلة الله لا يحب".. حرم الله الفساد في الأرض والأعمال التي تنافي الأقوال فخذوا حذركم

شارك

نُقدِّم لكم الحلقة الخامسة من "سلسلة الله لا يحب" في شهر رمضان الفضيل؛ إذ إن هناك أكثر من 16 موضعًا في القرآن الكريم يوجِّه فيها الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين إلى أنه لا يحب هذه الأفعال، ولا هذه الصفات؛ فلذلك أمرهم باجتنابها، وتحريم فعلها.

يقول الله -عز وجل- في سورة البقرة ﴿وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأرض لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ الآية ٢٠٥. وفي تفسير الآية {وَإِذَا تَوَلَّى} هذا الذي يعجبك قوله إذا حضر عندك {سَعَى فِي الْأرض لِيُفْسِدَ فِيهَا}، أي: يجتهد على أعمال المعاصي، التي هي إفساد في الأرض، {وَيُهْلِكَ} بسبب ذلك {الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}، فالزروع والثمار والمواشي تتلف وتنقص، وتقل بركتها؛ بسبب العمل في المعاصي. {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}. وإذا كان الله لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض، وإن قال بلسانه قولاً حسنًا.

ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلاً على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها، المزكي لها، وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس، بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.

والمعنى الثاني أن الـمنافق يُظهر لك ما تحبُّ، فإن غاب عنك ارتكب كلَّ خطيئة، وهو كافرٌ مراوغ، ينمِّق مُراده فيقلب الحقائقَ، ويفعل بالمسلمين الأفاعيل بإهلاك الحرث والنسل، وهو فسادٌ عريض، ويدخل فيه كلُّ ما يُزخرفه أهل الباطل من وجوه الفساد التي لا تَرعى لشرع الله حُرمة.

وقوله {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ} أي لا يرضى عن الذي منه الإفساد في الأرض، ويظهر للناس الكلام الحسن وهو يبطن لهم الفعل السيئ؛ لأنه -سبحانه- أوجد الناس ليصلحوا في الأرض، لا ليفسدوا فيها.

فالجملة الكريمة تحذير منه -سبحانه- للمفسدين، ووعيد لهم على خروجهم عن طاعته.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا