آخر الأخبار

"عودته الاقتصاد حيًّا وميتًا".. حكاية "أبي العتاهية" وخادمه

شارك

في أروقة التاريخ، تبرز قصص تحمل بين طياتها دروسًا عميقة في الحياة، ومن بين تلك القصص، تروي لنا الأيام موقفًا عجيبًا بين الشاعر الزاهد أبي العتاهية وخادمه الأسود الطويل.

كان الخادم يعمل بجد طيلة النهار، لكنه لم يكن يحصل إلا على رغيفين من الخبز يوميًا، وهو ما لم يكن يكفيه. ضاق به الحال، فذهب يشكو إلى ابن عيسى، طالبًا منه التوسّط لدى أبي العتاهية ليزيد له رغيفًا واحدًا فقط. رقّ له ابن عيسى، ووعده بالتدخل.

وبالفعل، في أحد الأيام، جلس ابن عيسى مع أبي العتاهية وطرح عليه الأمر، مشفقًا على حال الخادم. لكن ردّ الشاعر جاء غير متوقع، إذ قال: "من لم يكتفِ بالقليل، فلن يكتفي بالكثير، ومن ترك لشهوته العنان، هلك"، رفض زيادة نصيبه من الطعام، وظل على موقفه.

مرّت الأيام، ورحل الخادم عن الدنيا. وعندما جاء وقت تكفينه، فوجئ ابن عيسى بأن أبا العتاهية قد كفّنه بكفن قديم بالٍ. اعترض ابن عيسى على ذلك، وطالبه بكفن جديد، لكن ردّ أبي العتاهية كان صارمًا: "الكفن سيبلى، والحيّ أولى بالجديد من الميت".

عندها، تنهد ابن عيسى وقال معجبًا بحكمة الرجل: "يرحمك الله يا أبا إسحاق، فقد عوّدته الاقتصاد حيًا وميتًا".

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا