في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، تلوح في الأفق بوادر أمل جديدة مع استعداد إسرائيل وحركة حماس للدخول في جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار، وسط جهود وساطة مكثّفة تقودها مصر وقطر بدعمٍ أمريكي، تبرز مؤشرات إيجابية قد تمهّد الطريق لإنهاء الصراع الدامي الذي استمر لأشهر، فهل تكون هذه المحادثات المقبلة نقطة تحول نحو السلام؟
أعلنت إسرائيل وحركة حماس استعدادهما للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار، وذلك بعد جهود وساطة مكثّفة تقودها مصر وقطر. وأكّدت "حماس" وجود "مؤشرات إيجابية" لبدء محادثات المرحلة الثانية من الاتفاق، بينما أعلنت إسرائيل إرسال وفدٍ إلى الدوحة غداً (الإثنين)؛ للمشاركة في هذه المفاوضات، وفقاً لـ"رويترز".
وتعمل الوساطة المصرية والقطرية بشكلٍ متواصلٍ لتسهيل المحادثات بين الجانبَيْن، حيث يجري وفدٌ من حركة حماس محادثات مكثّفة في القاهرة، وتهدف هذه الجهود إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي قد تشمل الإفراج عن الرهائن المتبقين ووضع خُطط نهائية لإنهاء الحرب.
أكَّدَ المتحدث باسم حركة حماس، عبداللطيف القانوع؛ استعداد الحركة للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، مشدداً على ضرورة تلبية مطالب الشعب الفلسطيني. ودعا القانوع؛ إلى تكثيف الجهود الدولية لإغاثة قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه، معرباً عن أمله في تحقيق تقدمٍ ملموسٍ خلال الأيام المقبلة.
وأفادت "حماس" بأنها وافقت على تشكيل لجنة إدارية من شخصيات وطنية ومستقلة لإدارة قطاع غزة حتى إجراء الانتخابات. جاء هذا الإعلان بعد لقاء وفد الحركة برئيس جهاز المخابرات العامة المصري حسن محمود رشاد.
وأعلنت إسرائيل قبولها دعوة الوساطة المدعومة من الولايات المتحدة، مشيرة إلى إرسال وفد إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات. وأكَّدَ مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ أن الهدف من هذه المفاوضات هو دفع الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية الجارية، شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً في قطاع غزة، حيث قالت مصادر طبية إن غارة إسرائيلية استهدفت رفح في جنوب القطاع، مما أدّى إلى مقتل فلسطينيين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربة جاءت رداً على محاولة تهريب طائرة مسيّرة عبر الحدود.
وفي ظل التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجه قطاع غزة، تبقى المفاوضات المقبلة بين إسرائيل وحركة حماس محط أنظار العالم، فهل ستكون هذه المحادثات نقطة تحول نحو السلام، أم مجرد فصل جديد في صراع طويل الأمد؟