آخر الأخبار

البروفيسور ابراهيم عارف لـ"سبق": الدولة تبذل جهودًا وأموالاً لتطوير البحث العلمي لكن مخرجاته غالبًا تُحفظ على رفوف المكاتب

شارك

- اكتشافات عالمية في البحر الأحمر مثل "الثقوب الزرقاء" و"موميات الفهود" في شمال المملكة

- الذكاء الاصطناعي خدم العلم لكنه قد يخرج عن السيطرة كما حدث في حادثة تهجم "روبوت" على الحضور بمعرض للروبوتات الصناعية

- المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية نجح في الحد من انتشار قرود "البابون" ومعالجة تكاثرها وإطعامها

- يجب على الجامعات ربط أبحاث أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا بالتطبيقات العملية لخدمة المجتمع

- السياحة البيئية تُعد رافدًا اقتصاديًا مهمًا حيث تعرّف بتراثنا وتقاليدنا وتبرز جمال بيئاتنا البرية والبحرية

- بعض الطلاب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في إعداد التقارير والواجبات ما قد يؤثر سلبًا على مستقبلهم العلمي

- نشهد زيادة في براءات الاختراع السعودية وتطوير تقنيات جديدة في المجالات الطبية والبيئية

حوار/ شقران الرشيدي-سبق-الرياض : يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم بن عبد الواحد عارف، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الحياة، وعضو مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، المشرف على كرسي بحث الأمير سلطان للبيئة والحياة الفطرية :"إن مبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، المتعددة مثل السعودية الخضراء، والرياض الخضراء، ورفع مساحة المحميات الطبيعية أدت إلى تحسين جودة الحياة واستدامة بيئية".

ويشير في حواره مع "سبق" إلى أبرز التحديات التي تواجه البحث العلمي، والتي تتلخص في توفير مزيد من الدعم المالي لإجراء البحوث والدراسات التطبيقية بمشاركة القطاع الخاص.

كما يؤكد أن واقع البحث العلمي في العالم العربي وخصوصًا في المملكة قد تقدم كثيرًا، ويثبت هذا الرأي الإنجازات العديدة التي تم تحقيقها في الأعوام الأخيرة.

ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة فإلى التفاصيل.

واقع البحث العلمي

Q

** باعتبارك أحد الأسماء البارزة في مجال البحث العلمي، كيف ترى واقع البحث العلمي في المملكة والعالم العربي؟ وما التحديات التي تواجهه اليوم؟

أرى أن واقع البحث العلمي في العالم العربي وخصوصًا في المملكة قد تقدم كثيرًا، ويثبت هذا الرأي الإنجازات العديدة التي تم تحقيقها في الأعوام الأخيرة، والتي يعد بعضها عالميًا، فمثلاً نلمس زيادة ملحوظة في الحصول على براءات الاختراع، وعلى تطوير تقنيات جديدة في مختلف المجالات الطبية والبيئية وغيرها، لكن هذا التقدم ينبغي ألا يتوقف بل يكون محفزًا لمزيد من النجاحات لخدمة الأوطان والإنسانية بشكل عام، وربما يعود هذا التقدم بصفة أساسية إلى توفير مزيد من الدعم المالي في ميزانيات البحث العلمي بالدول العربية عمومًا بعد أن كانت الميزانيات محدودة نوعًا ما، وذلك من خلال إنشاء عدة جهات معنية بتشجيع ودعم البحث العلمي سواء في الجامعات أو المراكز البحثية، وأبرز التحديات التي تواجه البحث العلمي تتلخص في توفير مزيد من الدعم المالي لإجراء البحوث والدراسات التطبيقية بمشاركة القطاع الخاص بشكل ملموس في طرح مشروعات تنموية مدعومة، كذلك ينبغي تسهيل الإجراءات الإدارية مثل حضور المؤتمرات الدولية للاطلاع على التقنيات والتجهيزات الحديثة ونقلها إلينا، وقد تشرفت خلال عملي مستشارًا بوزارة التعليم العالي برئاسة وفد من جامعات المملكة لحضور ورشة عمل "استراتيجية البحث العلمي في الدول العربية" التي نظمتها الجامعة العربية عام 1431هـ. وقدمت خلالها تجربة جامعة الملك سعود في إنشاء برامج كراسي البحث العلمية والتي كان لها دور في دفع مسيرة البحث العلمي في سائر جامعات المملكة.

الذكاء الاصطناعي

Q

** في ظل التطور السريع في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كيف يمكن توظيف البحث العلمي لتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات؟

يخدم التطور التقني السريع بلا شك البحث العلمي، فكثير من التجارب العلمية أو حتى العمليات الطبية أصبحت تُجرى بدقة أكثر وبوقت أقصر من السابق نتيجة لاختراع أجهزة أو تقنيات حديثة، على سبيل المثال حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي قبل أيام إنجازًا عالميًا، حيث تم زراعة مضخة قلب اصطناعي باستخدام روبوت صناعي بالكامل، كما أن الذكاء الاصطناعي يسر الحصول على أي معلومة بزمن قصير، والتقنيات الحديثة أو الذكاء الاصطناعي مفيدة بالطبع في كثير من المجالات حين يحسن استخدامها، لكن أخيرًا بدأت تظهر بعض التحذيرات خصوصًا من التطور السريع في الذكاء الاصطناعي، حيث قد تخرج هذه التقنية من سيطرة الإنسان، وبالتالي قد تسبب حوادث قد تعاني الإنسانية بسببها، فمثلاً قبل أيام نُشر خبر عن روبوت خرج عن السيطرة وتهجم على الحضور في معرض للروبوتات الصناعية، وعلى المستوى الأكاديمي تمت ملاحظة أن بعض الطلاب الذين طلب منهم أساتذتهم إعداد تقرير أو حل واجب معين، كانت إجاباتهم تفتقد لترابط المعلومات، وأخشى أن هذا سينعكس مستقبلاً على قدرتهم العلمية، تمامًا مثلما حصل عندما تم إدخال الآلات الحاسبة للمدارس، فأصبح الطلاب لا يحسنون العمليات الحسابية لتعودهم على الاعتماد الكلي للحاسبات اليدوية، عمومًا أتمنى أن تكون أي تقنية حديثة مفيدة للبشر، وفي الوقت نفسه أخشى أن يندم الإنسان يومًا ما على ما صنعه بيده.

السياحة البيئية

Q

** تعد السياحة البيئية رافدًا اقتصاديًا مهمًا للعديد من دول العالم، فكيف ترى صناعة السياحة البيئية في المملكة، وما أبرز الصعوبات؟

لا شك في أن السياحة رافد اقتصادي مهم للدول، وقد شرعت المملكة منذ أعوام عديدة بالاهتمام بالسياحة والتراث الوطني، وفي العام 1441هـ تم تحويل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إلى وزارة السياحة، وتهدف السياحة البيئية إلى استكشاف البيئات الطبيعية المتنوعة الموجودة في المملكة سواء البرية أو البحرية والتعرف على مدى جمال هذه البيئات واحيائها الفطرية مع المحافظة على استدامتها، ومن مميزات هذه السياحة إشراك المجتمع في فعاليّاتها من خلال التعريف بالتراث الثقافي كالفنون والعادات والتقاليد الوطنية والحِرف اليدوية، وقد لمسنا من خلال مبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، المتعددة مثل السعودية الخضراء والرياض الخضراء ومبادرة رفع مساحة المحميات الطبيعية في المملكة إلى 30 % من مساحة المملكة مدى اهتمام الدولة، رعاها الله، بهذا الجانب لما له من تحسين جودة الحياة و استدامة بيئية أما عن الصعوبات التي يمكن أن تواجه السياحة البيئية، فمع توجه قيادة الدولة الكريمة لتطوير هذا القطاع، فإني أعتقد أن أي صعوبة سيتم التغلب عليها في ظل الإرادة القوية للقيادة، وستكون المملكة رائدة إن شاء الله في هذا المجال.

دور الجامعات

Q

** كيف ترى دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في إعداد الأجيال القادمة لمواكبة التغيرات العالمية في سوق العمل والاقتصاد المعرفي؟

من المهم جدًا ربط البحث العلمي سواء لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات أو طلاب وطالبات الدراسات العليا بالأبحاث التطبيقية التي يمكن أن تستفيد منها القطاعات المختلفة، لأن هذا هو ما يخدم المجتمع والإنسانية بشكل عام، لم يعد مقبولاً أن تبذل الدولة الجهود والمال لخدمة البحث العلمي وتطويره وتكون مخرجاته مجرد أبحاث يتم الاحتفاظ بها على رفوف المكاتب، حتى وإن كانت الأبحاث للحصول على ترقية أكاديمية، والأبحاث التي لها جدوى تطبيقية هي التي تخدم المجتمع والوطن وتُسهم في إيجاد حلول للتحديات التي يمكن أن يواجهها سواء القطاع العام أو الخاص. ولهذا تقوم غالبًا الجهات الداعمة، والممولة للبحث العلمي بالإعلان عن مشروعات بحثية محددة تلبية لما قد تراه مطلوبًا للدراسة من قِبل جهات مختصة، وأصبحنا حاليًا نرى هذا التوجه في البحث العلمي لدينا بازدياد في مختلف المجالات، وقد يكون أحد مؤشراته ارتفاع نسبة تسجيل براءات الاختراع في جامعاتنا ومؤسساتنا ومراكزنا البحثية.

فرص عمل للشباب

Q

** بصفتك عضوًا في مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، كيف ترى دور المركز في حماية الحياة الفطرية وتوفير فرص عمل للشباب في هذا المجال؟

مع التقدير الكامل لجميع الجهود التي كانت تبذلها الهيئة السعودية للحياة الفطرية السابقة، فإن تحويل الهيئة إلى مراكز وطنية متخصصة قد أدى إلى نقلة نوعية في عمل هذه المراكز، ويشهد المجتمع حاليًا بسائر أطيافه بمدى الجهود الكبيرة التي يبذلها مسؤولو هذه المراكز في خدمة المجتمع والوطن، ولعلي أتحدث هنا عن مركز الحياة الفطرية حيث إني عضو في مجلس إدارته، ولدي علم بما يقوم به المركز من جهود أدت إلى معالجة بعض التحديات التي تواجهها بعض مناطق المملكة سواء في البيئة البرية أو البحرية، فعلى سبيل المثال مشكلات انتشار قرود البابون في بعض مناطق المملكة التي كان يعانيها المواطنون قد انخفضت بشكل كبير نتيجة معالجة المركز لانتشارها سواء بمعالجة ازدياد أعداد هذه القرود أو بنشر التوعية للحد من تقديم الطعام لها، وهو أحد أهم أسباب زيادة انتشارها وتكاثرها، وهذا يتم عادة بالتعاون مع إمارات المناطق وأمانات البلديات، وفي مجال حماية الحياة الفطرية، يسعى المركز بشكل حثيث إلى تحقيق رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، حفظه الله، في رفع نسبة مساحة المحميات الطبيعية لتكون 30 % من مساحة المملكة مما سيكون له دور كبير في الحفاظ على الاحياء الفطرية وتنوعها ويحقق استدامتها، إلى جانب الأهمية البيئية لهذه الرؤية، وفي البيئة البحرية حقق المركز اكتشافات مهمة عالمية مثل الثقوب الزرقاء في البحر الأحمر، كما كان اكتشاف "موميات" الفهود في الدحول في شمال المملكة إنجازًا قد يعيد استيطانها في هذه المناطق، ولدى المراكز مختبرات علمية، ومراكز بحثية سيتم تزويدها بأحدث الأجهزة العلمية، والخبرات الفنية خصوصًا من الشباب السعودي لاستقطاب أكبر عدد ممكن منهم للعمل فيها مما يشكل توفيرًا لفرص وظيفية للشباب السعودي، وخير دليل ارتفاع نسبة السعوديين في المركز نتيجة لحرص رئيس المركز التنفيذي، وفريقه في العمل على ذلك سواء في العمل الميداني أو الإداري أو الفني.

دور الجمعيات العلمية

Q

** تحتفل الجمعية السعودية لعلوم الحياة بمرور خمسين عامًا على تأسيسها، بحكم رئاستك للجمعية، ما أبرز إنجازاتها، وما دور الجمعيات العلمية في تنمية المجتمع؟

أُنشئت الجمعية السعودية لعلوم الحياة عام 1396هـ بقسم النبات والأحياء الدقيقة بكلية العلوم بجامعة الملك سعود بالرياض، وبهذا فقد مر على إنشائها 50 عامًا حققت فيها الجمعية إنجازات عديدة نفتخر بها بدءًا بتشرفنا بقبول الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، لرئاستها الفخرية وحتى إصدارها لمجلة علمية عالمية اسمها (المجلة السعودية في علوم الحياة) وهي مجلة صنفت دوليًا ISI استفاد منها جميع المتخصصين في علوم الحياة محليًا ودوليًا بنشر أبحاثهم فيها، كما قامت الجمعية بتنظيم 33 لقاءً سنويًا علميًا استضافت كل لقاء جامعة من داخل المملكة، وكانت مخرجاتها توصيات تم رفعها للجهات المختصة لمعالجة بعض التحديات التي قد تواجه القطاعين العام والخاص، وقد حققت الجمعية جائزة أفضل جمعية علمية لعدة أعوام، كما حقق معرضها أخيرًا هذا العام جائزة أفضل جناح لجمعية علمية في معرض الملتقى العاشر للجمعيات العلمية بجامعة الملك سعود، بجانب ذلك نظمت الجمعية عدة دورات تدريبية وورش عمل، وندوات علمية، وأصدرت كتبًا باللغة العربية والإنجليزية، وأطلقت مبادرات متنوعة منها مبادرة الحزام الأخضر، وهي مبادرة حظيت برعاية من الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، كان هدفها زيادة المساحة الخضراء في الرياض، وقد توافقت هذه المبادرة مع مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله الرياض الخضراء، والسعودية الخضراء، ولعل تحقيق الجمعية لزيادة ربط وتواصل أعضائها مما يخدم البحث العلمي في المملكة نتيجة للنقاشات المستمرة فيما بينهم، يعد هدفًا مهمًا لإنشائها.

أبرز المحطات

Q

**حدثنا عن رحلتك الأكاديمية والمهنية، وما أبرز المحطات التي شكلت مسيرتك العلمية؟

بدأت رحلتي الأكاديمية والمهنية بعودتي بدرجة الدكتوراه من أمريكا بعد أن تعينت معيدًا بقسم النبات بكلية العلوم بجامعة الملك سعود، وحظيت بابتعاث الجامعة لي لدراسة الماجستير والدكتوراه. فتعينت أستاذًا مساعدًا أولاً بالقسم ثم ترقيت لدرجة أستاذ مشارك فأستاذ، فكانت هذه أولى محطاتي في خدمة الوطن، وفي هذه المحطة قمت بتدريس عدة مقررات في تخصصي لطلاب وطالبات درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وأفخر بكل من سعدت بتدريسه خاصة، وأن بعضهم حاليًا في مراكز قيادية في الوطن والبعض على تواصل معي، كما قمت بنشر 110 أبحاث علمية في مجلات عالمية مصنفة دوليًا ISI وألفت 16 كتابًا علميًا منها 12 باللغة العربية، و4 باللغة الإنجليزية وترجمت كتابين إلى اللغة العربية، وأعتز بأن أحد كتبي قدم له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، حين كان أميرًا للرياض، وكان عنوانه "سلطان بن عبدالعزيز رجل البيئة والحياة الفطرية"، وكتابًا آخر قدم له وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بعنوان "الإنسان والبيئة في المملكة العربية السعودية"، وقد تخرج تحت إشرافي 14 طالبًا وطالبة لدرجة الدكتوراه و10 لدرجة الماجستير، ومحطتي الثانية كانت في العمل الإداري بالجامعة، حيث تعينت رئيسًا لقسمي النبات والأحياء الدقيقة، وكان أهم إنجازاتي في القسم تطوير برامج القسم الأكاديمية، وإنشاء حديقة نباتية بجوار القسم تضم نباتات طبيعية من بيئتنا المحلية إذ كانت تضم أجنحة مختلفة مثل النباتات الاقتصادية، والطبية والرعوية والصحراوية، والغابات والمائية، ثم عينت وكيلاً للكلية فوفقني الله للحصول على دعم كبير من الجامعة جهزت به مختبرات الكلية بأحدث الأجهزة العلمية والحاسبات الآلية، بعدها تم اختياري لأكون مشرفًا على إدارة التعاون الدولي بالجامعة، ولأقوم بتأسيس إدارة الجمعيات العلمية، حيث عينت مشرفًا على هذه الإدارة، وهي أول إدارة للجمعيات العلمية بجامعات المملكة، نظمت فيها عمل الجمعيات العلمية بالجامعة. ومحطتي الثالثة تم انتخابي رئيسًا للجمعية السعودية لعلوم الحياة وما زلت، وكان أهم إنجازاتي في هذه المحطة أولاً حصولي على موافقة الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، وكان حينها وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والطيران للرئاسة الفخرية للجمعية، ولإنشاء كرسي بحث الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية، وقد حصلنا في ذلك الوقت على براءتي اختراع في دراسة الصفات الوراثية للأحياء الفطرية كما نشرنا عدة أبحاث علمية مهمة في مجلات مصنفة دولية في مجال الحياة الفطرية، وكان إنجازي الثاني في هذه المحطة إنشاء مجلة علمية عنوانها "المجلة السعودية في علوم الحياة"، مصنفة عالميًا ولها معامل تأثير (4،4)، وأفخر بأن كل مختص في علوم الحياة قد استفاد منها بنشر بحث أو أكثر فيها، وأنا الآن بصدد إنشاء مجلة علمية أخرى متخصصة في أحد فروع علوم الحياة، والمحطة الرابعة، عملت مستشارًا في إدارة التعاون الدولي بوزارة التعليم العالي، وكنت أمثل الوزارة في اجتماعات هيئة الخبراء وفي اللجان الدولية، كما تعاونت في ذلك الوقت مع وزارة الخارجية في مجال التعاون الدولي. والمحطة الخامسة، تشرفت بتعييني مشرفًا عامًا على المراكز العلمية في المملكة وكانت تتبع مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم حيث بدأنا في إنشاء عدة مراكز في مدن مختلفة من المملكة، والمحطة السادسة وهي الحالية، امتدادًا لاهتمامي وإنجازاتي في مجال الحياة الفطرية تم تعييني عضوًا في مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بقرار من وزير البيئة والمياه والزراعة وما زلت، هذه مسيرة حياتي والحمد لله، وأسأل الله أن يوفقني دومًا في خدمة وطني وقيادته وشعبه.

للباحثين الشباب

Q

** ما رسالتك للباحثين الشباب والطامحين للتميز في مجالاتهم العلمية والمهنية؟ وما النصائح التي تقدمها لهم؟

رسالتي للباحثين الشباب والطامحين للتميز في مجالاتهم العلمية والمهنية هي أن يستفيدوا مما يقدمه الوطن من توفير لأجهزة علمية حديثة، ومختبرات علمية متقدمة، وما يقدمه من دعم مالي ومعنوي للعمل بجدية لخدمة الرفع من مستوى البحث العلمي في المملكة ليضاهي الأبحاث العالمية خصوصًا الأبحاث التطبيقية التي تعود بالنفع العام للوطن، فالدولة، أيدها الله، لم تقصر في هذا المجال والآن هو دورهم، وباعتقادي أن أهم مرحلة عمرية للباحث هي ما بين 20-30 عامًا من العمر، فكلما استفاد الشاب من هذه المرحلة وهي مرحلة الطموح والإنجاز حقق إنجازات عديدة، ومن تجربتي في الحياة فإن الإصرار على تحقيق الطموح في فترة الشباب هو مفتاح النجاح لتحقيق الأهداف، وان يكون الطموح عاليًا ويرافقه الصبر والإصرار على تجاوز كل العقبات، لعلي أذكر مثلاً هنا من تجربتي على أن يكون الطموح عاليًا مع الإصرار عليه، حين فكرت بطلب الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية لعلوم الحياة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ذهبت إلى مكتب معالي رئيس الجامعة لاستئذانه في أن أرفع خطابًا لمكتب سمو الأمير، وحينها أجابني معالي المدير: "يا دكتور الأمير سلطان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران قد لا يسمح انشغاله بالموافقة على طلبك"، فقلت لمعاليه أنا جئت للاستئذان من معاليك فأذن لي وأنا وحظي، وافق معاليه مشكورًا، فأرسلت الخطاب، وبعد تقريبًا 10 أيام اتصل بي معاليه، وقال لي :"والله منتب سهل جت الموافقة"، حفظ الله قيادتنا الرشيدة ووفق الله باحثينا الشباب ووفقنا لخدمة الوطن وقيادته وشعبه.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا