يقع مسجد خيف الحزامي في وسط بلدة خيف الحزامي بوادي الصفراء، التابعة لمحافظة بدر بمنطقة المدينة المنورة، في منطقة كانت سابقًا محطة شهيرة لقوافل الحجيج والتجارة. يعود بناء المسجد إلى منتصف القرن الحادي عشر الهجري، ويُعد أحد المساجد التي أدرجها مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية.
وسيجدد المشروع مسجد خيف الحزامي على الطراز التراثي للمدينة المنورة، مع زيادة مساحته من 527.94 م² إلى 603.35 م²، ورفع طاقته الاستيعابية إلى 180 مصلٍ بعد أن كانت 150 مصلٍ فقط. وسيُعاد بناء المسجد باستخدام المواد الطبيعية مثل الطين والحجارة وأخشاب الأشجار المحلية.
يتميز بناء المسجد بعمارة قادرة على التكيف مع المعطيات المناخية والطبيعية، حيث تعتمد جدرانه على الحجارة المقطوعة بأحجام مختلفة والمبنية بمونة الطين، بينما تُستخدم مكونات النخيل في بناء الأسقف كطبقة حاملة وعازلة. وسيعمل المشروع على تطوير الواجهات وإكسائها بحجر البازلت، المعروف باستدامته وسهولة تشكيله وصقله ومقاومته للعوامل الطبيعية.
ويهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية إلى تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تضمن الاستدامة، مع الحفاظ على الخصائص التراثية والتاريخية للمساجد. ويجري تنفيذ أعمال التطوير من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية وذات خبرة في هذا المجال.
يأتي مسجد خيف الحزامي ضمن المرحلة الثانية من المشروع، التي تشمل 30 مسجدًا موزعة على 13 منطقة في المملكة، بواقع 6 مساجد في منطقة الرياض، 5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، 4 مساجد في المدينة المنورة، 3 مساجد في عسير، ومسجدين في كل من المنطقة الشرقية، الجوف، وجازان، ومسجد واحد في كل من الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم.
يذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من المشروع جاء بعد استكمال المرحلة الأولى، التي شهدت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق بالمملكة.
ويستند المشروع إلى أربعة أهداف إستراتيجية تشمل:
- تأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة.
- استعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية.
- إبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية.
- تعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية.
كما يسهم المشروع في إبراز البعد الثقافي والحضاري للمملكة، تماشيًا مع رؤية 2030، من خلال المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.