شهد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، إجراء عملية جراحية دقيقة لإنهاء معاناة مراجعة تبلغ من العمر 15 عاماً، وصلت قسم الطوارئ بالمستشفى في حالةٍ صحيةٍ حرجة نتيجة تعرُّضها لنوباتٍ شديدة من الصرع والتشنجات الحادّة وشللٍ بالأطراف.. ذكر ذلك الدكتور ناجي مسعود؛ استشاري جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج، الحاصل على الزمالة الألمانية.
وأضاف د. ناجي مسعود؛ فور وصول المراجعة للطوارئ، تمَّ تحويلها مباشرة إلى قسم العناية المركّزة، وجرى العمل على تقليل حدّة الأعراض بالأدوية التحفظية، ومَن ثم اخضاعها لعددٍ من الفحوصات الطبية الدقيقة بالرنين المغناطيسي بالصبغة (M.R.I CONTRAST)، وتخطيط الدماغ (E.E.G)، والتحاليل المخبرية.
وقال الدكتور مسعود؛ إن المراجعة عانت قبل 3 أسابيع من وصولها للمستشفى من تشنجاتٍ بسيطة زادت حدّتها بمرور الأيام الأولى، حتى أُصيبت بشللٍ في الجزء الأيمن من الجسم بالأطراف العلوية والسفلية، وتعرُّضها لنوباتٍ شديدة من الصرع، مشيراً إلى أن نتائج الفحوصات كشفت عن وجود ورمٍ ضخمٍ متمركزٍ في الجزء الأيسر من الدماغ وضاغطٍ على مراكز الحركة، كما أنه متغلغلٌ في أكبر وأعمق وريد بالمخ، والمسؤول عن نقل الدم إلى كامل الدماغ، والمعروف باسم (Sagittal Sinus)، كما بيَّن فحص تخطيط الدماغ وجود شحنات كهربائية عالية حول منطقة الورم، وهو الأمر الذي يفسّر حدوث الشلل بالجزء الأيمن من الجسم، وكذلك تعرُّضها لمثل هذه النوبات الصرعيّة الحادّة.
وأشار د. "مسعود"؛ إلى أن الفريق الطبي المعالج عقب دراسته معطيات النتائج كافة، اتخذ القرار بسرعة التدخُّل الجراحي العاجل، للحيلولة دون إصابتها بمزيدٍ من الأعراض الحادّة، وأبرزها الشلل الكامل، وأخضعت لعملية جراحة دقيقة تحت التخدير العام استغرقت 5 ساعات متواصلة، إذ تمّ استخدام مجموعة من الأجهزة الحديثة والمتطورة، مثل: الملاحة العصبية (Neuro Navigation USS)، ومراقبة الأعصاب وتقنيات الأشعة الصوتية (Electrophysiology)، والميكروسكوب (Microscope Pentero)، وعقب الوصول إلى مكان الورم بحذرٍ شديدٍ، تمَّ تحريره من الوريد الدماغي وإزالته بالكامل دون أي مضاعفاتٍ أو حدوث نزيفٍ.
وأفاد الدكتور مسعود؛ بأن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح -ولله الحمد-، إذ تمَّت إزالة أجهزة التنفس بعد العملية مباشرة مع تحسُّن المؤشرات الحيوية، والتأكّد من سلامة مراكز الحركة بالمخ، كما استطاعت تحريك أطرافها العلوية والسفلية بعد 4 ساعاتٍ فقط على الجراحة، وفي اليوم الثالث نُقلت إلى جناح التنويم، وخرجت في اليوم الرابع مع إلزامها ببرنامج علاج طبيعي مكثّف لتقوية العضلات، مشيراً إلى أنه تمَّت متابعتها بالعيادة خلال 3 أسابيع وقد تحسنت بشكلٍ كاملٍ، وعادت لتمارس حياتها بصورة طبيعية.