آخر الأخبار

"المختال الفخور".. صفة مذمومة في القرآن وعاقبتها الخسف والخذلان

شارك

في الحلقة الثانية من "سلسلة الله لا يحب" في شهر رمضان الفضيل؛ إذ إن هناك أكثر من 16 موضعًا في القرآن الكريم يوجِّه فيها الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين إلى أنه لا يحب هذه الأفعال، ولا هذه الصفات؛ فلذلك أمرهم باجتنابها، وتحريم فعلها.

وذكر النهي عن الخيلاء في القرآن الكريم ثلاث مرات، في سور النساء الآية 36 قال تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}. وفي سورة لقمان بالآية الـ18 حين قال تعالى {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأرض مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. وفي سورة الحديد في الآية الـ23 في قوله تعالى {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.

و"مختال فخور" أي معجبًا بنفسه، متكبرًا على الخلق، فخورًا، يثني على نفسه ويمدحها على وجه الفخر والبطر على عباد الله. فهؤلاء ما بهم من الاختيال والفخر يمنعهم من القيام بالحقوق؛ ولهذا ذمهم تعالى بقوله: {الذين يبخلون} أي: يمنعون ما عليهم من الحقوق الواجبة. و{يأمرون الناس بالبخل} بأقوالهم وأفعالهم، و{يكتمون ما آتاهم الله من فضله}.

والمختال هو المتكبر، والفخور هو الذي يفتخر على الناس بغير الحق تكبرًا. ذكر هذا بعدما ذكر من الحقوق؛ لأن المتكبر يمنع الحق تكبرًا.

وفي تفاسير القرآن الكريم ذكر حسان بن سعيد المنيعي عن همام بن منبه قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة".

وأخبر أبو الحسن السرخسي عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء". وقال مجاهد في قوله: {إن الله لا يحب من كان مختالاً} يعني: متكبرًا، {فخورًا} يعني: يُعِدُّ ما أُعطي، وهو لا يشكر الله -عز وجل-. يعني: يفخر على الناس بما أعطاه الله من نعمه، وهو قليل الشكر لله على ذلك.

وقال ابن جرير: حدثني القاسم، حدثنا الحسين، حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد أبي رجاء الهروي قال: لا تجد سيئ الملكة إلا وجدته مختالاً فخورًا، وتلا {وما ملكت أيمانكم. إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورًا}. ولا عاقًّا إلا وجدته جبارًا شقيًا، وتلا {وبرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًّا} مريم: 32.

وروى ابن أبي حاتم، عن العوام بن حوشب، مثله في المختال الفخور. وقال: حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: قال مطرف: كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر، بلغني أنك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم: "إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة"؟، قال: أجل، فلا أخالني أكذب على خليلي، ثلاثًا. قلت: مَن الثلاثة الذين يبغض الله؟ قال: المختال الفخور، أوليس تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل؟ ثم قرأ الآية: {إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورًا} [النساء: 36 ].

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا