آخر الأخبار

"المعركة شاقة".. هل ينجح "ستارمر" فيما فشل فيه "ماكرون" ويُعيد "ترامب" للتحالف الغربي؟

شارك

في عالم يزداد تعقيدًا، حيث تتصاعد التوترات بين الشرق والغرب، تبرز زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن كحدث سياسي محوري، فهذه الزيارة ليست مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، بل هي اختبار حقيقي لقدرة ستارمر على إعادة ترتيب أوراق التحالف الغربي في مواجهة التحديات الروسية والأزمات الدولية، ومع اقتراب موعد اللقاء، يتساءل المراقبون: هل ينجح ستارمر فيما فشل فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويقنع ترامب بالابتعاد عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعودة إلى أحضان الغرب؟

علاقة متوترة

تُعتبر العلاقة بين ستارمر وترامب واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا في المشهد السياسي الحالي. على الرغم من الجهود التي بذلها ستارمر لبناء جسور الثقة مع الرئيس الأمريكي، إلا أن الخلافات العميقة في الرؤى السياسية والتاريخ المشحون بينهما يضعان هذه العلاقة على المحك. ستارمر، الذي يعتمد على الخطاب الدبلوماسي الهادئ، يواجه تحديًا كبيرًا في إقناع ترامب، المعروف بمواقفه المتقلبة وحبه للتصريحات الصادمة، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

ويقوم ستارمر بزيارته لأميركا في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، حيث تتصاعد المخاوف من إمكانية توقيع اتفاقية سلام تفرضها روسيا على كييف. ستارمر، الذي يرى نفسه جسرًا بين أوروبا والولايات المتحدة، يحمل على عاتقه مهمة إقناع ترامب بضرورة دعم أوكرانيا والحفاظ على مصالح الغرب. ومع تزايد الضغوط، يبدو أن ستارمر أمام معركة شاقة لتحقيق التوازن بين مصالح أوروبا ورغبات ترامب.

جهود دبلوماسية

وبريطانيا وفرنسا تقودان جهودًا دبلوماسية مكثفة لتشكيل قوة حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، لكن هذه الجهود تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي. ستارمر يدرك أن أي اتفاقية سلام دون ضمانات أمنية أمريكية ستكون عديمة الفائدة، وقد تفتح الباب أمام هجمات روسية مستقبلية.

ويواجه ستارمر بالإضافة إلى أزمة أوكرانيا، تحديات أمنية أخرى، أبرزها قضية جزر تشاغوس. الخطة المثيرة للجدل لتسليم الجزر إلى موريشيوس تثير مخاوف أمنية، خاصة مع الاعتماد الكبير لموريشيوس على الواردات الصينية. هذه القضية، التي تثير جدلاً واسعًا في بريطانيا وواشنطن، ستكون أحد النقاط الشائكة في محادثات ستارمر مع ترامب.

استراتيجية حذرة

ويعتمد ستارمر على استراتيجية دبلوماسية هادئة وحذرة، بعيدًا عن المواجهات العلنية. وعلى عكس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لم يتردد في تصحيح ترامب أمام الكاميرات، يفضل ستارمر الحوار خلف الأبواب المغلقة. هذه الاستراتيجية قد تكون مفتاح نجاحه في إقناع ترامب، لكنها أيضًا تحمل مخاطر الفشل في تحقيق نتائج ملموسة.

وزيارة ستارمر إلى واشنطن ليست مجرد اختبار لعلاقته مع ترامب، بل هي أيضًا اختبار لمستقبل التحالف الغربي في عالم يزداد انقسامًا. مع تصاعد التوترات الدولية وتغير التحالفات، يجد ستارمر نفسه في قلب معركة دبلوماسية قد تحدد مصير العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة لعقود قادمة.

وتبقى الأسئلة معلقة: هل ستنجح جهود ستارمر في إعادة ترامب إلى حضن الغرب؟ أم أن الجسور التي بناها ستارمر ستؤدي إلى طريق مسدود؟ في عالم السياسة، حيث المفاجآت هي القاعدة، يبدو أن الإجابات ستكشفها الأيام القادمة.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا