آخر الأخبار

مخطوطات العرب.. فنون خالدة بين الجمال والتاريخ في حلقة نقاشية بمركز الملك فيصل

شارك

نظّم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، حلقة نقاش بعنوان "فنون المخطوط ودراسة النص الجمالي"، بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة مها الفيصل، الأمين العام للمركز، قدّمها الدكتور إدهام محمد حنش، أحد أبرز المختصين في فنون المخطوطات والفنون الإسلامية، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الخنيفر.

وفي هذه الحلقة التي أقيمت بمعهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية والتدريب؛ تناول الدكتور إدهام حنش الأبعاد الجمالية والفنية للمخطوطات العربية، مسلّطًا الضوء على العناصر التي تجعلها إرثًا ثقافيًا ذا قيمة تاريخية وجمالية عميقة، مؤكدًا على أهمية فن المخطوطات العربية في التراث الثقافي الإسلامي، وموضحًا أن فن المخطوط ليس مجرد تقنية كتابية، بل هو منظومة فنية متكاملة تشمل الخط، الزخرفة، التذهيب، التجليد، وصناعة الورق، وشددا على أن دراسة المخطوطات يجب أن تراعي السياقين التاريخي والجمالي، حيث تداخلت مدارس فنية عدة في تشكيل هويتها البصرية.

ومن المحاور الأساسية التي تم التطرق إليها، الفرق بين "الكاليغرافي" و"التايبوغرافي"، حيث أوضح الدكتور حنش أن الأول يعتمد على المهارة اليدوية في تنفيذ الحروف، بينما يرتبط الثاني بالطباعة الحديثة وتقنيات التنضيد. واستعرض تطور فنون المخطوطات العربية، مشيرًا إلى استخدام تقنيات مثل التجزيع والتذهيب، والتي كانت بارزة في المصاحف الشريفة والمخطوطات العلمية. كما استعرض نماذج لمخطوطات تاريخية مميزة، موضحًا التقنيات المستخدمة في زخرفتها وتجليدها، وعلاقة النص المكتوب بالعناصر الزخرفية المحيطة به.

وشهدت الحلقة تفاعلًا لافتًا من الحضور، حيث طرح ماجد الحجيلان تساؤلًا حول مدى تأثر المخطوطات العربية بالأنماط الغربية في التصميم، فأوضح الدكتور حنش أن الخط العربي حافظ على تفرده رغم بعض التأثيرات الخارجية، بفضل تطوره ضمن سياق ثقافي خاص به. كما أبدت الأستاذة دانة لاوند اهتمامها بتأثير المخطوطات على الفنون المعاصرة، متسائلةً عن كيفية توظيف فنون المخطوطات العربية في التصميم الحديث، وهو ما أكده الدكتور حنش، موضحًا أن الاهتمام بالمخطوطات لا يقتصر على الجوانب الأكاديمية، بل يمتد إلى مجالات التصميم الحديث وإحياء الفنون التقليدية.

وفي مداخلة أخرى، تساءل رئيس قسم المخطوطات بالمركز عمار تمالت عن أهمية توثيق المخطوطات في العصر الرقمي، وكيفية الحفاظ على أصالتها في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة. وأكد الدكتور حنش أن التوثيق الرقمي يعد أداة مهمة للحفظ، لكنه لا يغني عن الأصول المادية التي تحمل قيمة تاريخية وجمالية فريدة.

واختُتمت الحلقة بالتأكيد على ضرورة دراسة المخطوطات من منظور متعدد الأبعاد، يجمع بين الفهم التاريخي والجمالي والتقني، وأهمية توثيق هذه الأعمال الفنية للأجيال القادمة، وقد لاقت الحلقة النقاشية استحسان الحضور، وأثارت نقاشًا مثمرًا حول سبل الحفاظ على هذا التراث الفني، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالمخطوطات العربية كجزء من الهوية الثقافية للعالم العربي والإسلامي.

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا سوريا إيران

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا