تحدث أستاذ المناخ سابقًا بجامعة القصيم أ.د. عبدالله المسند، عن اختلاف سرعة دوران الأرض باختلاف دوائر العرض وتأثير ذلك على الظواهر الطبيعية المختلفة.
وشرح أن سرعة دوران الأرض تعتمد على الطول الفعلي لدائرة العرض عند كل موقع، مما يؤدي إلى تباين ملحوظ في السرعات بين المواقع المختلفة.
ويقول المسند : في خط الاستواء، حيث يبلغ طول الدائرة نحو 40,000 كم، تصل سرعة دوران الأرض إلى 1667 كم/ساعة، وهي السرعة الأعلى نظرًا لطول الخط الأكبر. بالمقابل، في دائرة عرض 45 درجة، ينخفض الطول إلى 28,284 كم، ما يؤدي إلى تقليل السرعة إلى 1179 كم/ساعة.
ويتابع : عند دائرة عرض 60 درجة، يقل الطول أكثر ليصبح 20,000 كم، ما يجعل السرعة 833 كم/ساعة. وعند القطبين، تصبح السرعة صفرًا، حيث تتمحور الحركة حول نقطة واحدة فقط.
وأشار المسند إلى أن مكة المكرمة، الأقرب إلى خط الاستواء، تدور بسرعة أعلى مقارنة بالمدينة المنورة، التي بدورها تدور بسرعة أبطأ نظرًا لوقوعها شمالاً أما القدس، فهي تدور بسرعة أقل مقارنة بالمدينتين نظرًا لموقعها على دائرة عرض أعلى.
وأضاف أن هذه الفروقات في السرعة لها تأثير على عدة ظواهر طبيعية، منها قوة الطرد المركزي التي تكون أكبر عند خط الاستواء. كما أن هذه الظاهرة تفسر اختلافات طفيفة في الزمن بين المواقع المختلفة، وهو أمر بالغ الأهمية في الحسابات الدقيقة لأنظمة الأقمار الصناعية والملاحة.
في ختام حديثه، أشار المسند إلى عظمة النظام الكوني الذي خلقه الله بدقة متناهية، مشددًا على قوله تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)، حيث تعمل الأرض بنظام متوازن على الرغم من التباين الكبير في سرعات الدوران.