نائب أمير مكة المكرمة يفتتح مؤتمر ومعرض الحج بجدة تحت شعار "الطريق إلى النسك"

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، افتتح الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، مساء اليوم فعاليات مؤتمر ومعرض الحج في نسخته الرابعة تحت شعار "الطريق إلى النسك"، وذلك في "جدة سوبر دوم".

وتنظم المؤتمر وزارة الحج والعمرة بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن (أحد برامج رؤية السعودية 2030)، ويستمر حتى الخميس المقبل، معززًا جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وبناء جسور تعاون مع مكاتب شؤون الحجاج ومقدمي خدمات الحج.

ولدى وصول الأمير سعود بن مشعل مقر الحفل عُزف السلام الملكي، واستمع الحضور في مستهل الحفل لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، التي ألقاها نيابة عنه نائب أمير منطقة مكة المكرمة، ورحب فيها بوزراء الشؤون الدينية ورؤساء مكاتب شؤون الحج والحضور الكرام.

وقال: يسرني أن أرحب بكم جميعًا في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، ويشرفني أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- راعي مؤتمر ومعرض الحج والعمرة في نسخته (الرابعة) لعام 2025م.

وأضاف: قد شرفني -أيده الله- بإلقاء كلمة مقامه الكريم في هذا المؤتمر.

وبيَّن أن المملكة العربية السعودية تفخر منذ تأسيسها بأن شرَّفها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية بقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، والسهر على أمنهم وسلامتهم، وتقديم كل ما من شأنه تيسير أدائهم المناسك، وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم.

وقال: إن ما يشهده الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من مشاريع تطويرية يأتي في إطار حرص السعودية على بذل جميع الجهود، وتسخير الإمكانات؛ لتحسين خدمات الحج والعمرة. كما أن مستهدفات رؤية السعودية 2030 أولت خدمة ضيوف الرحمن اهتمامًا بالغًا منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين.

وأضاف: ستواصل السعودية -بحول الله تعالى وتوفيقه- أداء هذه المهمة الجليلة، مستشعرة في ذلك عظم المسؤولية وشرف الخدمة.

وختم بقوله: نُثمِّن لكم حضوركم ومشاركتكم، وندعو الله -عز وجل- أن يوفقنا في هذا المؤتمر لخدمة ضيوف الرحمن من جميع بقاع الأرض.

وألقى وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة كلمة، رحب فيها بالضيوف في مهبط الوحي (المملكة العربية السعودية)، مشيرًا إلى أن هذه النسخة من المؤتمر يشارك فيها 280 عارضًا من قطاعات متعددة، وأكثر من 100 متحدث، مع وجود مقدمي الخدمة محليًّا ودوليًّا، والمهتمين بشأن الحج من 95 دولة حول العالم، إضافة إلى وجود 300 جهة، تُقدِّم خدماتها بتنافسية عادلة.

وتابع الوزير "الربيعة": كما يحظى بمشاركة عدد من الوزراء والسفراء، وكبرى الشركات من مقدمي الخدمة محليًّا ودوليًّا، وسط توقعات استقطاب أكثر من 150 ألف زائر هذا العام، وتوقيع 250 اتفاقية.

وأعلن إطلاق النسخة المحدثة لتطبيق "نسك"؛ ليكون من اليوم فصاعدًا تجربةً متكاملةً، تضم 100 خدمة إضافية، وتنفيذ مشروع تطوير تجربة زيارة الروضة الشريفة، وتأهيل وتدريب كادر بشري متميز، يتحدث لغات متعددة، مع تسهيل حجز المواعيد إلكترونيًّا؛ إذ يتم إنهاء 50 فوجًا يوميًّا بفضل حلول تقنية، تُنظِّم وتُسرِّع الدخول والخروج؛ ما أدى لارتفاع أعداد زوار الروضة الشريفة من أربعة ملايين عام 2022 إلى أكثر من 13 مليون زائر في 2024م.

وأردف: كما قفزت نسبة رضا الزوار من 57% في 2022 إلى 81% في 2024، مشيرًا إلى وصول عدد ضيوف الرحمن من خارج السعودية عام 2024م إلى أكثر من 18.5 مليون حاج ومعتمر، وهو إنجاز مميز، وتقدُّم مُفرح؛ يأتي نتيجة توفيق الله، ثم حرص قيادة رشيدة، تبذل الغالي والنفيس لكل مُلبٍّ، هدفه الرحمة والمغفرة، ودعوات تلامس السماء تضرعًا وإخلاصًا.. منوهًا باستمرار التطوير، والحرص على أن يكون ضيف الرحمن الأولوية الأولى بإذن الله.

وأضاف بأنه لتعزيز خدمة ضيوف الرحمن تم تقديم 2500 برنامج تدريبي بلغات متعددة، استفادة منها 120 ألف موظف؛ إذ إن الحاج منذ أن يغادر بيته تبدأ سلسلة من الخدمات والتسهيلات؛ ليعود بتجربة لا تُنسى "من الفكرة إلى الذكرى". كما توسعت الوزارة في مبادرة طريق مكة بـ322.901 حاج في الموسم الماضي 1445هــ من 7 دول إلى 700 ألف حاج منذ إطلاق المبادرة من 8 دول، إلى جانب أن عدد الشركات التي كانت تقدم الخدمات للحجاج لم تتجاوز ست شركات قبل ثلاثة أعوام؛ لتصبح اليوم 35 شركة.

بعدها ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمة ضيوف الشرف، أكد فيها الخدمات الاستثنائية التي تقدمها السعودية لضيوف الرحمن، التي تُضاف بتدابير عالية لسجل العمل الإسلامي النوعي الذي تُغبط عليه المملكة العربية السعودية في إطار شرف خدمة خير وفد لخير مكان، وذلك في امتداد استحقاق تاريخي كبير، تضطلع به قيادتها الرشيدة لتقديم خدمة جليلة للحرمين الشريفين، ورعاية دؤوبة لقاصديهما.

وقال: إن لرابطة العالم الإسلامي مع الجمع الكريم لحجاج بيت الله الحرام أكثر من 60 عامًا، وذلك في مقرها في منى وعرفات والمشعر الحرام، ووفد حجيج الرابطة، وهم كبار علماء الأمة الإسلامية، الذين يشهدون على ما أجراه الله تعالى من الخير والتيسير على أيدي القيادة الرشيدة في جملة خدمات تتجدد سنويًّا.

وأكد اضطلاع بعثات الحج بواجبها في تبصير حجيجهم بما يجب عليهم نحو نسكهم وسلوكهم، والأنظمة التي وضعت لخدمتهم وسلامتهم، وأن يكون ذلك من خلال توعية مسبقة.. وهناك عدد من الدول اضطلعت بهذا الواجب؛ فكانت أمثلة يُشار إليها ويُشاد بها. داعيًا الله أن يجزل المثوبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله-، على ما يقدمانه من غالٍ ونفيس لخدمة ضيوف الرحمن.

بعد ذلك شهد نائب أمير منطقة مكة المكرمة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون، وتدشين المشاريع الكبرى.

وفي ختام الحفل تسلَّم نائب أمير منطقة مكة المكرمة هدية تذكارية من وزير الحج والعمرة، ثم جرى تكريم الفائزين بجائزة "لبيتم"، وشركاء النجاح والمتميزين في خدمات ضيوف الرحمن.

يُذكر أن مؤتمر ومعرض الحج تستمر فعالياتهما على مدى أربعة أيام وسط توقعات استقطابهما 100 ألف زائر.

ويعد المؤتمر الأبرز في تقديم الخدمات النوعية والمبتكرة المخصصة لضيوف الرحمن؛ إذ يستعرض الأفكار والمنتجات والمشاريع للمبتكرين والشركات مقدمة الخدمة.

ويستضيف المؤتمر صناع القرار وقادة الفكر؛ بهدف إيجاد حلول فعَّالة، واستعراض قصص وتجارب ناجحة في تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

كما يشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 120 متحدثًا من القادة والخبراء؛ لتبادُل الخبرات، ومناقشة الأفكار الطموحة؛ بوصفه منصة دولية، تهدف إلى تطوير منظومة خدمة ضيوف الرحمن من خلال تمكين المبتكرين ورواد الأعمال ومقدمي الخدمة، وتحفيزهم لتقديم منتجات ومشاريع، تُسهم في تحسين تجربة الحج لضيوف الرحمن من كل مكان.

ويستهدف المؤتمر من خلال أكثر من 75 جلسة حوارية بحث أوجُه التعاون في تطوير الخدمات مع الجهات ذات العلاقة، والسعي لتشكيل رؤية واضحة؛ لإحداث أثر ملموس محليًّا وعالميًّا باستخدام الأساليب المبتكرة؛ لتقديم الحلول الفعالة وفق رؤية السعودية 2030 في تقديم كل جديد، وبما يستشرف مستقبل الخدمات المقدمة للحجاج.