آخر الأخبار

جائزة زايد للاستدامة: ريادة عالمية لتحقيق الاستدامة والابتكار

شارك الخبر


تُعدّ جائزة زايد للاستدامة إحدى أهم المبادرات العالمية التي تهدف إلى تمكين الابتكار، ودعم الحلول المستدامة التي تسهم في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم. وأُطلقت هذه الجائزة عام 2008 لتصبح رمزاً عالمياً للتحفيز والإلهام في مواجهة القضايا الإنسانية والبيئية.

وسيقام حفل الجائزة لهذا العام في 14 يناير 2025، ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، الحدث الذي يعقد في الفترة من 12 إلى 18 يناير، وتستضيفه شركة "مصدر" الرائدة في مجال الطاقة النظيفة 2025، لتكون امتداداً لالتزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة. فهذه الجائزة لا تهدف فقط إلى تكريم الفئات المتميزة من الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية، والمدارس الثانوية العالمية، بل تسعى إلى تقديم دعم حقيقي لمشاريع ذات تأثير واسع على المجتمعات الفقيرة والنامية، من خلال ما تقدمه من حلول مستدامة تمتلك مقوّمات التأثير والابتكار والأفكار الملهمة. وبالتالي، فإن ما يميزها هو تركيزها على القطاعات الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة البشر، وهي: الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والعمل المناخي.


تأثير عالمي في 6 مجالات

لقد أحدثت الجائزة منذ انطلاقها تأثيراً عميقاً في حياة ما يزيد على 384 مليون شخص في أكثر من 150 دولة، وهو ما يعكس دورها الفاعل في تعزيز التنمية المستدامة ودعم المجتمعات الهشّة. وحققت الجائزة هذا النجاح بفضل رؤيتها الواضحة واستراتيجيتها المتكاملة التي تركز على التغيير الإيجابي الملموس.

ومن أهم الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها، الإسهام في توفير مصادر طاقة نظيفة للمجتمعات التي تعاني من نقص في الموارد، باعتبارها أحد العوامل الحاسمة لتحفيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة. ولكن بالنسبة إلى العديد من المجتمعات في المناطق النائية، فإن الوصول إلى الطاقة يعد تحدياً حقيقياً. ومن خلال دعم الابتكارات التي تقدم حلولاً للطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ساعدت الجائزة في توفير طاقة نظيفة وآمنة لهذه المجتمعات.

وبما أن المياه أحد أهمّ أسس عيش المجتمعات قاطبة، ركزت الجائزة على دعم المشاريع المبتكرة في مجال المياه، لتسهم في تحسين الوصول إلى مياه الشرب في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. وباستخدام تقنيات مثل تحلية المياه، والاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية، ساعدت الجائزة في تمكين مئات الآلاف من الحصول على مياه شرب نقية وآمنة. إن هذا الإنجاز يعكس التزام الجائزة بالمساهمة في تلبية أحد أهم احتياجات الإنسان الأساسية، وهو ما يسهم في تحسين الصحة العامة، وتقليل معدلات الأمراض المرتبطة بالمياه غير النظيفة، ويعزز التنمية المستدامة في المجتمعات المستهدفة.

ونظراً لمعاناة العديد من المناطق النائية من ضعف الأنظمة الصحية، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية، أولت جائزة زايد للاستدامة اهتماماً بدعم المشاريع التي تهدف إلى تحسين نظم الرعاية الصحية في هذه المناطق. إن هذا الجانب لا يقتصر على تحسين الحالة الصحية للمجتمعات، بل يعكس أيضاً روح العطاء التي تسعى الجائزة لتحقيقها، والتي تسهم في توفير حياة أفضل لملايين الأشخاص الذين كانوا بحاجة ماسّة إلى تلك الرعاية.

ويعدّ الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تتطلب حلولاً مبتكرة ومستدامة في عالمنا الذي يواجه تحديات بيئية واقتصادية متعددة. ومن خلال دعم جائزة زايد للاستدامة للمزارعين في تبني أساليب الزراعة المستدامة، استطاعت الجائزة إحداث تأثير إيجابي في الأمن الغذائي في العديد من البلدان. ويمثل العمل المناخي أولوية قصوى على أجندة الجائزة في ظل تسارع آثار التغير المناخي. وعلى صعيد المجال السادس المتعلق بالمدارس الثانوية العالمية، تهدف هذه الفئة إلى تمكين الجيل القادم من الابتكار في مجتمعاتهم.

رؤية شاملة

ومع تزايد التحديات العالمية، قامت الجائزة بزيادة قيمتها الإجمالية من 13 مليون درهم (3.6 مليون دولار) إلى 21 مليون درهم (5.9 مليون دولار). ويحصل كل فائز في الفئات الخمس الأولى على 3.6 ملايين درهم (مليون دولار) لدعم تنفيذ مشاريعهم. إن هذه الخطوة تؤكد التزام الجائزة بتعزيز تأثيرها وتوسيع دائرة المستفيدين. واختارت لجنة التحكيم 33 مرشحاً نهائياً ضمن ست فئات تشمل الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والعمل المناخي، والمدارس الثانوية العالمية.

وكانت الجائزة قد تلقت في دورتها الحالية 5,980 طلب مشاركة بنسبة زيادة تمثل 15% مقارنة بالدورة السابقة. وشملت قائمة المرشحين النهائيين عن فئة الغذاء، منظمة «أبالوبي» من جنوب أفريقيا، وشركة «نافارم فودز» من نيجيريا، و«معهد شينجيانغ شاوان أويسيس للتنمية المستدامة» من الصين. وعن فئة الطاقة، تم ترشيح «دي أولفيت جلوبال إنتربرايس» من نيجيريا، و«توربولينت» من بلجيكا، و«بالكي موتورز ليميتد» من بنغلاديش.

وضمن فئة المياه، شملت قائمة المرشحين النهائيين، «إيلمان تكنولوجي المحدودة» من تركيا، و«مؤسسة الأطلس الكبير» من المغرب، ومنظمة «سكاي جوس فاونديشن» من أستراليا. وعن فئة العمل المناخي، تم ترشيح «ديستنت إيمجري» من الإمارات، و«هييرا إنك» من الولايات المتحدة، و«أوبن ماب ديفلوبمنت تنزانيا» من تنزانيا.

إن ارتباط جائزة زايد للاستدامة بفعاليات مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة، يؤكد الدور الريادي لدولة الإمارات في تعزيز الاستدامة عالمياً، كما أن الجائزة تنسجم مع مبادرات كبرى مثل استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف "كوب 28" لتغيّر المناخ، وهو ما يعزز صورة الإمارات كمنصة عالمية للعمل المناخي.


الوطن المصدر: الوطن
شارك الخبر


إقرأ أيضا