لكونه أكبر خاتم للقرآن الكريم في حفل جمعية "مكنون".. عبد العزيز الربحي: حفظت القرآن الكريم في 38 سنة#الراصد pic.twitter.com/yB9N8yUTKn
— الراصد (@alraasd) December 25, 2024
في حدث مؤثر ومليء بالإلهام، كرّمت جمعية “مكنون” لحفظ القرآن الكريم أحد أبرز النماذج الملهمة، الشيخ عبدالعزيز الربحي، الذي أتم حفظ كتاب الله الكريم بعد مسيرة استمرت 38 عامًا، بدأها في سن الشباب وأكملها بعد سن الستين.
إذ تعد قصة الشيخ عبدالعزيز الربحي بمثابة درس حيّ بأن الإنجاز في حفظ القرآن الكريم هو مشروع الحياة ولا يعترف بالعمر، بل يتطلب إرادة حقيقية وإيمانًا قويًا بأن الله يوفق المجتهدين.
في لقاء مع برنامج “الراصد”، شارك الشيخ الربحي تفاصيل رحلته الطويلة مع القرآن الكريم، التي بدأت منذ عام 1410هـ، حين اتخذ قرارًا بأن يصبح إمامًا لأحد المساجد. يقول الشيخ : “كان هدفي أن أكون إمامًا، وهو ما حفزني على بدء حفظ القرآن. بدأت بحفظ جزءي “النبأ” و”تبارك”، ثم اجتزت اختبار الإمامة بنجاح. ومن هنا، جاءت نصيحة مَن اختبرني بأن أُكمل حفظ القرآن الكريم”.
أوضح الشيخ الربحي أن رحلته مع الحفظ لم تكن سهلة، إذ استغرقت سنوات طويلة من الحفظ والمراجعة المستمرة، خصوصًا بعد تقاعده من العمل. وأضاف: “واجهت صعوبات كثيرة في البداية، حيث لم تكن لدي خبرة أو منهج واضح للحفظ. كنت أراجع مع نفسي أحيانًا وأبحث عن شيخ يرشدني”.
وفي لحظة فاصلة في مسيرته، التقى شيخًا سودانيًا في الحي، وهو ما غيّر مسار حفظه بشكل كبير. يقول الشيخ عبدالعزيز: “كان الشيخ صارمًا جدًا، لكن بفضل الله ثم بفضل نصائحه، بدأت أحفظ القرآن بطريقة منهجية. حتى إنني أحضرت أولادي معي للحلقة، وكانوا يشاهدونني أثناء الحفظ”.
على الرغم من التحديات التي واجهها، لم يتخلَّ الشيخ عبدالعزيز الربحي عن حلمه، واستمر في الحفظ والمراجعة حتى أتمّ القرآن الكريم بفضل الله. وأكد الشيخ أن الالتزام والمتابعة مع المشايخ ساعدته في تثبيت الحفظ : “الحفظ يحتاج إلى صبر ومثابرة، ومن المهم أن يلتزم الشخص بالمنهج الصحيح وألا ييأس”.
رسالة ملهمة
تكريم الشيخ الربحي في حفل جمعية “مكنون” لم يكن مجرد تكريم لشخصه، بل كان تكريمًا للجهد والصبر والالتزام بقيم الدين. رسالته لكل من يرغب في حفظ القرآن الكريم واضحة : “لا تيأسوا، مهما طالت المدة. حفظ القرآن ليس مجرد هدف، بل هو رحلة إيمانية تقرّبكم من الله وتزرع السكينة في قلوبكم”.