يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حصاره المشدَّد لمستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا- شمال قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي، وبداخله 91 مريضاً، وسط مناشداتٍ بضرورة التدخُّل لإنقاذ المرضى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمستلزمات الطبية، والطعام.
ونقلت وكالة وفا للأنباء عن مصادر طبية، أن طائرات الاحتلال المسيّرة، ألقت صباح اليوم الإثنين، قنابل في ساحات المستشفى، وعلى سطحه؛ ما يهدّد مرة أخرى الإمدادات من الوقود والأوكسجين.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن 91 مريضاً لا يزالون في المستشفى، بمَن في ذلك الكِبار في السن والأطفال والنساء، والخدمات التي تُقدَّم لهم بالحد الأدنى، بسبب الحصار المتواصل والمشدَّد الذي يتعرَّض له منذ قرابة شهرين، ومُنع خلاله إدخال الدواء أو الطعام، أو طواقم طبية، وإسعاف، وأي خدمات أخرى.
وأشارت إلى أن دبابات وجرافات الاحتلال اقتربت بشكلٍ مفاجئ، أمس، من البوابة الغربية للمستشفى، وسط وابلٍ كثيفٍ من الرصاص، اخترقت وحدة العناية المركّزة، وقسم الولادة، وقسم الجراحة المتخصّصة، وبعض الرصاصات انفجرت داخل الأقسام، ما أوجد حالة من الخوف والذعر بين المرضى.
ونوَّهت إلى أن الاحتلال استهدف أحد المولدات؛ ما أدّى إلى إخراجه تماماً عن الخدمة بسبب الحريق، كما كانت هناك محاولاتٌ لاستهداف خزان الوقود، وسط قصفٍ متواصلٍ للمنازل والمباني المحيطة.
يُذكر أن جيش الاحتلال شنَّ غارات عنيفة على مستشفى الشهيد كمال عدوان، منذ مساء السبت، عقب المطالبة بإخلائه دون إعطاء وسائل لإخراج المرضى.
وبشكلٍ يومي، يستهدف الاحتلال مستشفى الشهيد كمال عدوان؛ ما أسفر عن استشهاد وإصابة عددٍ من الكوادر الطبية والمواطنين في محيطه، وألحق أضراراً بمولدات الكهرباء وبأقسام المستشفى.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي، اجتاحت قوات الاحتلال، مجدداً، شمال قطاع غزة، وسط قصفٍ دموي، وحصارٍ مشدَّد، ومنع إدخال الغذاء، والماء، والأدوية
ويمعن الاحتلال بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في بلدة بيت لاهيا، ويشكّل مستشفى كمال عدوان ملاذاً أخيراً لمرضى ومصابي الشمال، الذين لم يجدوا بديلاً، يُقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والإنسانية.
ورغم ذلك، فإن الكادر الطبي داخل المستشفى والمكوّن من طبيبَيْن على الأكثر، وعددٍ قليلٍ من الممرضين يواصلون أداء واجبهم الإنساني، كما رفضوا الانصياع لأوامر الجيش المتعدّدة بإخلاء مبانيه ومغادرة المحافظة رغم تواصل الجرائم بحقهم.
يُذكر أن "كمال عدوان" كان أكبر مستشفيات محافظة الشمال، ويقدّم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، فيما يعمل اليوم وسط ظروفٍ وإمكاناتٍ معدومة من جرّاء استهداف الاحتلال المباشر له منذ أكتوبر 2023، حيث يواصل شن غارات مكثّفة على محيطه، فضلاً عن نسفه مباني ومربعات سكنية بجواره؛ ما أسفر عن أضرارٍ في مبانيه، وارتقاء شهداء وجرحى داخل المستشفى أو خارجه.
ويحمل المستشفى اسم أحد قادة الثورة الفلسطينية، وأبرز رموز حركة "فتح"، وهو الشهيد كمال عدوان؛ الذي اغتاله جهاز "الموساد" الإسرائيلي مع القائدَيْن محمد يوسف النجار "أبو يوسف النجار"؛ وكمال ناصر؛ في العاشر من أبريل عام 1973، بالعاصمة اللبنانية بيروت؛ لنشاطهم البارز في المقاومة الفلسطينية.