تحدَّثت الشابة السعودية فرح اليوسف، نجمة رياضة السيارات وسفيرة المواهب النسائية، في حوار مع "سبق" عن رحلتها الملهمة في عالم رياضة السيارات، منذ بداياتها كهواية في سن الرابعة عشرة إلى تحقيقها إنجازات عالمية، تبرز اسم المرأة السعودية في المحافل الدولية، وسلطت الضوء على التحديات والطموحات التي جعلتها أيقونة للتميز والإلهام. وفيما يأتي الحوار:
بدأتُ مسيرتي برياضة السيارات كهاوية في سن الـ14، وتعلقت بها، وأصبحت بعد ذلك شغفي الدائم وطموحي لمستقبل باهر في هذه الرياضة عالميًّا؛ لرفع عَلَم بلادي عاليًا خفاقًا. وعزز ذلك مجالي الدراسي في هندسة الطيران والفضاء، الذي كان خير أساس لمعرفة المفاهيم العلمية خلف أداء المركبات السريعة والطائرات. كما نما تعلقي برياضة السيارات فائقة السرعة بدعم وتمكين عائلتي لي، وزاده تعاظمًا شغفي ورغبتي المتوثبة في تمثيل المرأة السعودية في الساحة العالمية، فكانا خير ملهم لي لخوض عالم السيارات الرياضية والسرعات الفائقة ممثلة في سباقات "فورمولا".
التحدي الأكبر كان تغيير الصورة النمطية غير الصحيحة عن المرأة السعودية، وذلك بدعم قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- من دعم وتمكين للمرأة السعودية في الحصول على حقوقها، الذي انطلق بقرار تاريخي لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في 26 سبتمبر 2017 بمنح النساء حق القيادة، وتوجُّه سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، في حواره مع مجلة «ذا أتلانتيك» في 22 سبتمبر 2023، الذي أكد فيه أهمية المرأة كشريك رئيسي في تنمية المجتمع؛ باعتبارها أحد المكونات الأساسية والرافعة لرؤية السعودية 2030، قائلاً: "أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء".
ولن ننسى نحن الشابات والنساء السعوديات هذه المقولة لسيدي الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى التزامي المطلق وتمسكي بهدفي الأسمى برفع راية وطني في المحافل الدولية، والتدريب المستمر والمكثف. وقد تمكنت -بفضل من الله- إثبات أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق المستحيل في أي مجال، وذلك أمام العالم من خلال سباقات السيارات.
البطولة لم تكن خاصة بالسيدات، ولكن كنت البطلة السعودية للكارتينج في مسار السيدات. وبعد التتويج طلبت اللجنة المنظمة للبطولة اختيار بطل من الرجال وبطلة من السيدات لتمثيل السعودية عالميًّا، وكنت أول سعودية تصل إلى هذه المنافسة ممثلة لوطني المملكة العربية السعودية. وقد كان هذا الفوز نقطة تحوُّل؛ إذ فتح لي أبواب المنافسات الدولية، وأكد أنني على الطريق الصحيح لرفع اسم وطني عاليًا، وتحقيق أحلامي كفتاة سعودية، وجدتْ الدعم والتمكين من قيادتها وأسرتها وفريق عملي الإبداعي، إضافة إلى التخطيط الاستراتيجي مع شركائي الاستثنائيين (شركة روتز)، الذين لعبوا دورًا محوريًّا فيما وصلتُ له، وما تحقق لي حتى الآن. ولا شك أن البطولة تُمثل حجر زاوية في مسيرتي الرياضية، وقفزة رائعة جدًّا، أكدت جودة ونجاعة خطتنا الاستراتيجية مع "روتز".
يمثل هذا الاختيار شرفًا عظيمًا ومسؤولية كبيرة في الوقت ذاته؛ فأنا لا أمثل نفسي فقط، بل أمثل طموحات قيادة عظيمة، ووطن طموح، والمرأة السعودية التي أذهلت العالم في المحافل الدولية؛ وبالتالي هذا الاختيار يُتعبر مؤشر نجاح، أكد لي أن القادم أكثر إبهارًا إقليميًّا ودوليًّا؛ فطموحنا "عنان السماء" كما قال سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
وضوح الرؤية والهدف والعمل الدؤوب والتدريب والتركيز العالي خير استعداد وجهوزية. والأمر لدي ينقسم إلى شقين، هما: تدريبات عملية على الحلبة وبدنية مكثفة، وتدريبات نظرية وتمارين ذهنية؛ للحفاظ على التركيز تحت الضغط. فكل لحظة تحضير تجعلني أقرب إلى تحقيق المزيد من المنجزات والبطولات التي تُدوَّن باسم وطني العظيم قبل اسمي الشخصي.
الثقة بالنفس، والعمل الجماعي، هما المفتاح السحري للتغلب على أي عقبة، وأن النجاح يتطلب التزامًا صارمًا ومستمرًّا بالتدريب والتعلم والتطوير. والإنسان الطموح يجب أن يتسلح بالعلم والمعرفة، ويكون جاهزًا للتحدي وحصد المجد؛ وبالتالي نجد أن مثلث النجاح هو (المعرفة، المهارة والسلوك)، وقد تمثلت فيما سبق.
رسالتي بسيطة: لا تخافي من طموحاتك الكبيرة، بل احلمي؛ فكما قال سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان "أنا واحد من 20 مليون نسمة، أنا لا شيء بدونهم، لديهم شغف وطموح كبير جدًّا على مستواهم الشخصي، وعلى مستواهم الوطني لديهم الحرص والدقة والاحترافية والذكاء العالي جدًّا لتحقيق المستحيل. لدينا شعب مقتنع، نعمل معه بشكل قوي للوصول بالسعودية ومشاريعها وبرامجها إلى آفاق جديدة في العالم".
كما ألمح سموه الكريم إلى أنه يطمح "لوجود شعب حالمين لصناعة وطن جديد"؛ لذلك مع العمل الجاد والدعم المتوافر من قيادتنا الرشيدة يمكنك تحقيق أي شيء تطمحين إليه.
السعودية قدمت دعمًا غير مسبوق للمرأة، ورياضة السيارات أصبحت منصة لتحقيق الأحلام.
الدعم الرسمي والمجتمعي يمثل قوة دفع هائلة لكل امرأة سعودية.
أطمح للمشاركة في سباق "لومان 24 ساعة"، وهو أحد أكبر السباقات في العالم، ورفع علم السعودية على منصة التتويج بإذن الله تعالى.
إنجازاتي تثبت أن المرأة السعودية قادرة على التميز عالميًا، وأشعر بفخر كبير بأنني أساهم في تغيير هذه الصورة وإلهام الجيل القادم. والمرأة السعودية خطت مراحل متقدمة من المشاركة والتمكين على الصعيد الرياضي، سواء من ناحية ممارسة جميع أنواع الرياضات على اختلاف شدتها، أو تولي المناصب القيادية؛ لتوثق انطلاقتها المبهرة والمبشرة بمستقبل مزدهر على هذا الصعيد الحيوي والجذاب، وذلك وفق رؤية 2030 الطموحة بقيادة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، صانع التغيير الرياضي والتنموي والاقتصادي للمملكة.