خصّص البرنامج الثقافي لـمعرض جدة للكتاب الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ندوة مميزة ضمن ورشة حملت عنوان "إشراقة من أدب المكفوفين".
جاءت هذه الورشة لتسلط الضوء على مسيرة الأديب محمد بلو، قصة كفيف تجاوز الصعاب ليضيء بقلمه سماء الأدب.
واستعرض "بلو" رحلته الملهمة بقوله: "كنت أعمل في الخطوط السعودية، وعند بلوغي سن الخامسة والعشرين فقدتُ بصري، مما أجبرني على التقاعد المبكر. أصابني ذلك بإحباط شديد، لكن حياتي تغيّرت عندما وجدت كتاب "نكث الهميان في نكت العميان" في مكتبة جدي الأديب الراحل طه زمخشري، كان هذا الكتاب نقطة التحول التي أخرجتني من الظلام إلى عالم الكتابة".
ومن هنا بدأ "بلو" مسيرته الأدبية، فكانت حصيلتها أربعة كتب يعتز بها: "رحلتي عبر السنين"، و"حصاد الظلام"، و"الماسة السمراء"، و"سطور مضيئة".
كما أعلن عزمه على إصدار موسوعة للمكفوفين، إيماناً منه بأهمية دعم هذه الفئة.
وأشار "بلو" خلال الورشة إلى أن الإبداع ليس حكراً على المبصرين، مستشهداً بأسماء أدبية خالدة كالشاعر بشار بن برد، وأبو العلاء المعري، وعميد الأدب العربي طه حسين.
وأضاف بأسف: "رغم الإبداع المتأصل في المكفوفين، نجد أن العالم العربي يعاني من تغييب لدورهم الأدبي، على عكس الغرب حيث تحظى قصص المكفوفين بتقدير كبير".
إلى جانب كتاباته، عَمِل "بلو" أميناً عامًّا لجمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بجدة، وشغل عضويات عديدة، منها تمثيله المملكة في المجلس الدولي لتعليم المعاقين بصريًّا، ومشاركته في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى.
هذه الفعالية تأتي لتؤكد أن الأدب لغة يتحدثها الجميع، وأن الإرادة الصادقة قادرة على تحويل الإحباط إلى إنجازات ملهمة.