آخر الأخبار

عقدة "المقارنات" وتقليد "المشاهير".. نفَقٌ مظلم وقلق واضطرابات سلوكية تهدد الأسر

شارك الخبر
مصدر الصورة

تُمثل ظاهرتا المقارنات بين الأسر وتقليد المشاهير معضلةً كبيرة تؤرق الكثير من المجتمعات وتؤثر على استقرارهم، وتشكل قلقًا على ثقتهم بذاتهم والتزامهم بالقيم الثقافية والدينية التي تحمي هويتهم، وباتت عقدةً تُلَاحق الأسر من قِبَل أبنائهم الذين يرصدون تحركات "المشاهير" الفارهة، ويحللون ما يعيشه أقرانهم تحت دائرة "المقارنات" لتحقيقها، وملاحقة مشتريات الملابس ومستحضرات التجميل والسلع الفاخرة لمحاكاة أسلوب حياة الآخرين.

وأشارت "الدراسات" إلى أن حوالى 70% من الفتيات المراهقات يشعرن بالضغط لتقليد أسلوب حياة المشاهير؛ مما يؤثر سلبًا على تقديرهن لذواتهن، ويشعر حوالى 40% من الشباب بأن عليهم الظهور بمظهر المشاهير ليكونوا مقبولين اجتماعيًّا.

كما أشارت الأبحاث إلى أن 60% من الأسر تعتبر المشاهير نماذج يحتذى بها؛ مما يؤدي إلى مقارنات اجتماعية غير صحية؛ حيث أكدت دراسة من جامعة كاليفورنيا، أبدى خلالها 75% من الآباء شعورهم بالضغط لمقارنة حياتهم بأسلوب حياة المشاهير؛ مما يؤدي إلى شعور بالاستياء وعدم الرضا.

التأثير على الثقة بالنفس

وتؤدي هذه المقارنات إلى إنشاء معايير غير واقعية للجمال والنجاح، ويشعر 70% من الفتيات بعدم الرضا عن مظهرهن بسبب هذه المقارنات؛ مما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية، كما أن قضاء وقت طويل في تصفح وسائل التواصل يمكن أن يزيد من مشاعر عدم الكفاءة؛ وفقًا لأبحاث من جامعة بنسلفانيا الأمريكية.

مختصون عبر "سبق"

الأخصائي النفسي والمستشار الأسري "ماجد الناصر"، قال لـ"سبق": الضغوط الناتجة عن المقارنات الاجتماعية يمكن أن تؤدي إلى توترات داخل الأسر؛ حيث يتسبب الاختلاف في الأولويات المالية في نشوب خلافات بين الأزواج، كما قد تؤدي هذه المقارنات إلى مشاعر القلق والاكتئاب، خصوصًا عندما يشعر الأفراد بعدم قدرتهم على تحقيق المعايير التي يضعها المشاهير.

وأضاف: "يجب أن ندرك أن الصور التي نراها على وسائل التواصل غالبًا ما تكون معدلة وغير واقعية؛ مما يؤثر سلبًا على صورة الذات لدى أفراد الأسرة، ونستشهد بأبحاث نشرتها جامعة "هارفارد" الأمريكية، التي أشارت إلى أن 40% من الأسر التي تعاني من ضغوط مالية تفيد بتراجع الروابط الأسرية، وقد تؤدي هذه الضغوط إلى احتمالية تفكك الأسرة بنسبة 25%، وهذا مؤشر خطير على تأثير المقارنات المجتمعية في حياتنا".

ونصح "الناصر" الأسر بعدة نصائح قال فيها: "يجب على الأسر تعليم أبنائها "القيم الذاتية"، وأن الجمال والنجاح لا يقتصران على المظاهر، وتشجيعهم على تقدير أنفسهم بطرق متنوعة، وكذلك من المهم أن يناقش الأهل مع أبنائهم كيف أن الصور التي يرونها على الإنترنت غالبًا ما تكون معدلة وغير واقعية".

حدود وضوابط للحماية

وأوصى "المختص النفسي والأسري" بضرورة وضع حدود لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث سيساعد ذلك على تقليل التعرض للمحتوى المسبب للقلق، وكذلك بتخصيص وقت للتواصل الأسري، باعتباره يمكن أن يعزز من الروابط ويقلل من الضغوط النفسية، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على متابعة نماذج مشهورة تُظهِر القيم الإيجابية بدلًا من التركيز فقط على المظاهر.

معايير غير واقعية

وحذر الداعية "خالد بن عبدالحميد الجهني"، عبر "سبق" من الانجراف وراء معايير غير واقعية قد تؤثر على الهوية الإسلامية، وشدد على أهمية الالتزام بالقيم الإسلامية في مواجهة هذا النوع من التأثيرات التي تتطلب تربية الأبناء على فهم عميق لأخلاق الإسلام، وتعزيز قيمة الذات من خلال الالتزام بالقيم الأخلاقية.

وأضاف: "تقليد المؤثرين قد يؤدي إلى فقدان البصيرة، ويجب أن نعلم أبنائنا كيفية التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وأن نكون نحن القدوة الصالحة لهم، ونوجههم نحو تقدير الذات المبنيّ على القيم الحقيقية، وأن نبين لهم بعض السلوكيات الخاطئة الصادرة من المؤثرين، وقد تتعارض مع مبادئ ديننا الحنيف، قال تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}".

سبق المصدر: سبق
شارك الخبر

إقرأ أيضا