آخر الأخبار

"د. بدوي" لـ"سبق": بعض الآباء أصبح لا يمانع في أن يورث ابنه مهنته اليدوية

شارك الخبر
مصدر الصورة

يشهد مجال الطهي في السعودية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة؛ حيث برز العديد من الطهاة السعوديين -وتحديدًا من فئة الشباب- على المستويات المحلية والدولية.. ويعود ذلك إلى عدة عوامل؛ منها التوجه الحكومي لدعم القطاعات غير النفطية، ويشمل ذلك السياحة والتراث، إضافة إلى الاهتمام بتطوير فنون الطهي التقليدية والحديثة؛ مما ساهم في إبراز المواهب السعودية في هذا المجال.

دعم الحكومة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة

فمع انطلاق رؤية 2030، أُطلِقت العديد من المبادرات الحكومية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشمل ذلك تلك المتعلقة بقطاع المطاعم وفنون الطهي. هذا الدعم ساعد العديد من الطهاة السعوديين في افتتاح مطاعمهم الخاصة وتجربة وصفات مستوحاة من المطبخ السعودي التقليدي.

تعزيز الهوية الثقافية

ويسعى العديد من الطهاة السعوديين إلى تعزيز الهوية الثقافية من خلال تقديم أطباق مستوحاة من المطبخ السعودي التقليدي؛ ولكن بطريقة حديثة وإبداعية؛ حيث يتم الجمع بين النكهات الأصيلة والتقديم العصري؛ مما يجذب جمهورًا محليًّا ودوليًّا.

الظهور في الساحة العالمية

وتَمَكن بعض الطهاة السعوديين من الحصول على فرص للتدريب والعمل في مطابخ عالمية، وهذا ساعدهم في اكتساب مهارات جديدة وتطوير أساليب مبتكرة، كما شارك بعضهم في مسابقات وبرامج طبخ دولية؛ مما ساهم في زيادة شهرتهم خارج السعودية.

أستاذ علم الاجتماع والجريمة في كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني، الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله بن بدوي، قال: ثقافة العيب المهنيّ بلا شك موجودة داخل المجتمع ولا يمكن إنكارها، وهي نتيجة لعادات وتقاليد قللت من بعض المهن اليدوية والحرفية لأسباب سابقة تتعلق بمستوى الدخل والمؤهلات العلمية لمن يعمل بتلك المهن، وللأسف كان المجتمع إلى فترة زمنية ليست بالبعيدة يوصم أصحاب المهن الحرفية ويقلل من شأنهم.. هذه النظرة جعلت تلك المهن تتراجع بعد أن ابتعد الناس عنها ولم يعد يتوارثها الأبناء لرفض آبائهم للفكرة بسبب النظرة التي لا يتمناها الأب لابنه.

وأضاف الدكتور بدوي في حديثه لـ"سبق": كان معظم من يمارس تلك المهن يمارسها كهواية، بالإضافة إلى عمله الرسمي الأساسي؛ لكن هذه الثقافة بدأت تتلاشى في ظل تغيرات اجتماعية وحراك اجتماعي رافق تلك المهن، وجعل بعض الآباء لا يمانع في أن يورث ابنه مهنته اليدوية وغيّر نظرة المجتمع إلى نظرة تقدير لتلك المهن وممارسيها، خصوصًا بعضُ المهن مثل (الطهي)، بعد أن تحولت إلى رافد اقتصادي لبعض الأشخاص وذات دخل عالٍ يفوق دخل الوظيفة، ولم يعد العمل في تلك المهن نتيجة الفشل الدراسي وعدم وجود وظيفة؛ بل بسبب ارتفاع الدخل وتلاشي المعوقات الاجتماعية؛ بل تحولت إلى (برستيج) يفاخر به الكثير من الأشخاص ويرون أنه علامة فارقة بالنسبة لهم.

وأردف: لا شك أن الإعلام لعب دورًا أساسيًّا في تبديل تلك النظرة الدونية وجعل المجتمع يتقبل (الطاهي) وحوّل الشباب ممن يمارسون مهنه مثل (الطهي) إلى مشاهير ونموذج استطاع أن ينمي هوايته؛ بل واستطاع أن يجعلها مصدر دخل عالٍ تجاوز بها دخل بعض المهن (غير الحرفية) والتي يراها المجتمع سابقًا أنها الأفضل.

وتابع: أيضًا هناك جهود مميزة قامت بها بعض الجهات الربحية نحو احترام المهنة (الطهي) والاهتمام بها أكاديميًّا ورفع تقدير سوق العمل لمن يؤهل نفسه علميًّا ومهنيًّا، وإيجاد فرص عمل مناسبة وبأجور عالية خصوصًا في القطاع الخاص (الفنادق والمطاعم).

وأضاف: وكانت تجربة ما يسمى (الأسر المنتجة) من المبادرات التي غيّرت النظرة ودمجت الفكرة بسلاسة داخل المجتمعات.. هذا شجع الأسر على دمج الأبناء والتحرر من ثقافة العيب، بعد أن تأكد للمجتمع أن مهنة الطاهي ليست الحل الوحيد للفاشل دراسيًّا؛ وإنما هي خيار مميز لمن يبحث عن الأفضل ماديًّا ومهنيًّا في ظل توجهات حكومية تدعم المهن الحرفية واليدوية وتقدم تسهيلات لأصحاب المشاريع النوعية التي من شأنها خلق فرص عمل عديدة وخلق ثقافة جديدة تدعو للتطور والتعايش والنمو في كافة مجالات الحياة.

سبق المصدر: سبق
شارك الخبر

إقرأ أيضا