حذر المدعي العام الإيراني محمد كاظم موحدي آزاد الأربعاء بأن القضاء سيتصدى بصورة "حاسمة" للتظاهرات ضد غلاء المعيشة في حال تم استغلالها من أجل "زعزعة الاستقرار".
وقال موحدي آزاد في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "من وجهة نظر السلطة القضائية، فإن التظاهرات السلمية حول كلفة المعيشة جزء من الواقع الاجتماعي الذي يمكن تفهمه"، محذرا في الوقت نفسه من أن "أي محاولة لتحويل الاحتجاجات الاقتصادية إلى أداة لزعزعة الاستقرار وتدمير أملاك عامة أو تنفيذ سيناريوهات أعدت في الخارج ستقابل حتما برد قانوني متناسب وحاسم".
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء، أن السلطات باشرت تنفيذ أولى الاعتقالات على خلفية المظاهرات التي شهدتها العاصمة طهران وعدد من المدن الأخرى. وأفادت صحيفة "الشرق" بأن أربعة طلاب جرى توقيفهم داخل جامعة طهران، دون أن تتضح حتى الآن الجهة التي نفذت الاعتقالات أو مكان احتجاز الطلبة.
وفي سياق متصل، دعا جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" يوم الأربعاء المتظاهرين الإيرانيين إلى تكثيف احتجاجاتهم الاجتماعية، مؤكداً دعمها لهم "على الأرض".
ويأتي ذلك في وقت توسعت فيه التظاهرات يوم الثلاثاء لتشمل طلابًا في عشر جامعات على الأقل.
وجاء في بيان نشره الموساد باللغة الفارسية عبر حسابه على منصة "إكس": "شعب إسرائيل يقف إلى جانب الشعب الإيراني.. نأمل ونؤمن أنكم سترون الجانب الآخر من هذه اللحظة."
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد إيران بشن المزيد من الضربات في حال عادت لبناء برامجها النووية أو الصاروخية البالستية.
واتهمت طهران مرارًا إسرائيل بمحاولات تخريب منشآتها النووية واغتيال علماء ومسؤولين عسكريين وسياسيين على أراضيها، وقد أثبت الموساد عبر عقود قدرته على التغلغل حتى في أركان السلطة الإيرانية.
وفي يونيو 2025، شنت إسرائيل هجومًا غير مسبوقًا على إيران استهدف مواقع عسكرية ونووية إضافة إلى مناطق سكنية، ما أشعل حربًا استمرت 12 يومًا، ردّت خلالها إيران بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية أن الهجوم تم باستخدام طائرات مسيّرة تم إدخالها مسبقًا إلى إيران، إلى جانب صواريخ وطائرات مقاتلة.
كما شهد يوليو 2024 حادثة اختراق خطيرة باغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
على صعيد الاحتجاجات الداخلية، شهدت إيران يوم الثلاثاء استمرار الاحتجاجات ضد غلاء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي، مع انضمام طلاب من عشر جامعات على الأقل.
وفي المقابل، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الاستماع إلى "المطالب المشروعة" للمتظاهرين.
لكنّ هذه الموجة من الغضب الاجتماعي تبقى حتى الآن أقل اتساعًا مقارنة بالاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد أواخر عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها على يد الشرطة.
المصدر:
يورو نيوز