"إنها تسرق طفولة أطفالنا".. هكذا تحدثت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتا فريدركسن، عن وسائل التواصل الاجتماعي، في خطابها خلال افتتاح البرلمان، وهي تعلن خطط الحكومة، لحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، دون سن الخامسة عشر، متهمة الهواتف المحمولة وشبكات التواصل بأنها تسرق طفولة الأطفال.
ومضت رئيسة الوزراء الدنماركية قائلة "لم يعانِ من قبل هذا العدد الكبير من الأطفال والشباب من القلق والاكتئاب"، مشيرة إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من العام القادم.
ويأتي القرار الدنماركي، ضمن توجه عالمي مشابه، إذ أطلقت أستراليا حظرًا، على استخدام الأطفال دون السادسة عشر عاما، لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وسناب شات وتيك توك ويوتيوب، وهو الحظر الذي سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من غد الأربعاء 10 كانون الأول/ ديسمبر.
من جانبه أعلن رئيس وزراء النرويج، جوناس جار ستور، عزمه رفع الحد الأدنى، لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى 15 عامًا، بدلاً من 13 عامًا، مشيرًا إلى ضرورة حماية الأطفال من "قوة الخوارزميات" على حد قوله.
أما وزير الاتصالات الماليزي فهمي فاضل، فقد أعلن أيضا الأحد 7 كانون الأول/ديسمبر، أنه سيتم منع الأطفال دون سن 16 عاماً من فتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبارا من العام المقبل، معتبرا أن القيود العمرية، التي فرضتها أستراليا على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن دروساً قد تُفيد في توجيه تطبيق مثل هذه الإجراءات في ماليزيا.
ماذا عن منطقتنا العربية؟
يثير هذا التوجه العالمي المتزايد، في المرحلة الحالية، لتقييد وصول الأطفال دون الخامسة عشر، لوسائل التواصل الاجتماعي، تساؤلات حول الحالة نفسها في المنطقة العربية، وما إذا كانت الأسر العربية، تواجه نفس المشكلة، وكيف تتعامل معها، كما يثير تساؤلات، حول مدى إدراك السلطات في المنطقة العربية، لخطورة تلك المشكلة، وما إذا كانت تستعد للمضي في نفس الاتجاه الذي سلكته عدة دول في العالم.
وتشير التقارير إلى أن استخدام الأطفال، لوسائل التواصل الاجتماعي في الدول العربية، ينتشر على نطاق واسع، خاصة في دول مثل مصر والسعودية، كما أنه يُظهر توجها أكبر نحو المحتوى المرئي والمختصر، لكنه يثير مخاوف كبيرة تتعلق بالصحة النفسية للأطفال، وتأثيراته السلبية التي تظهر في عدة مناحي، منها تشتت الانتباه، القلق، الاكتئاب، والتنمر الإلكتروني، وكذلك تأثيره على القيم الثقافية والترابط الأسري.
وكانت قناة العربية، قد نقلت عن مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، قوله إن نحو 90% من الأطفال السعوديين يستخدمون الإنترنت، مشيراً إلى أن دول الخليج تتمتع بنسبة وصول لافتة للفضاء الرقمي، تصل لأكثر من 96%.
ووفق دراسة نشرتها المجلة العلمية، لبحوث الإذاعة والتليفزيون، في مصر للدكتورة مايا أحمد البيضا، عن استخدامات الطفل المصري لمواقع التواصل الاجتماعي، فإن "الأطفال المصريين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل منتظم ويومي، حيث يتفاعلون مع محتوى متنوع، مثل الفيديوهات والنصوص والصور، وأن الفيسبوك واليوتيوب هما الأكثر شعبية بين الأطفال، حيث يلبيان احتياجاتهم بشكل أكبر، مقارنة بمنصات أخرى".
مخاوف وطرق للعلاج
غير أن الأسر في المنطقة العربية، تعبر دوما عن قلقها، من قضاء أطفالها أوقاتا طويلة، على منصات التواصل الاجتماعي، وتؤكد دوما على أن اغراق الأطفال، في استخدام تلك الوسائل، يؤدي إلى فجوة كبيرة بينهم وبين الأسرة، وعدم إقبال منهم على التواصل وجها لوجه، وحضور الجلسات العائلية.
والذي يطالع وسائل الإعلام العربية، يمكنه أن يرى سيلا من التوصيات والتنبيهات للأسر، في مجال مواجهة الآثار السلبية، لاستخدام أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي، إذ يقول مختصون إن الأمر يرجع إلى الآباء والأمهات، في مجال وضع اعتبارات وضوابط صارمة، فيما يتعلق باستخدام أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
ومن بين ما يطرحه المختصون من توصيات، تفعيل إعدادات خاصة توجد في بعض التطبيقات، تمنع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي تلقائيًا من عرض المحتوى الخاص بالبالغين أو المحتوى العنيف.
وكذلك حظر والإبلاغ عن الأشخاص المجهولين، وقبول طلبات الصداقة فقط من الأشخاص الذين يعرفهم الطفل، وتحديد جدول استخدام صارم للطفل، لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يفقد الأطفال إحساسهم في غالب الأحيان بالوقت، عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يُعيق دراستهم ونومهم، ويصيب البعض منهم بأعراض الاكتئاب، والأرق.
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 10 كانون الأول /ديمسبر.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة