في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن- "أسوأ سيناريو يمكن أن يتعرض له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حال زيارته مدينة نيويورك بعد الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، موعد تنصيب زهران ممداني كعمدة جديد للمدينة، هو الاحتجاز لساعة، أو أكثر، قبل أن يتدخل أي قاض فدرالي ليعلن حتمية الإفراج الفوري عنه لعدم اختصاص عمدة المدينة تنفيذ القانون الدولي الذي يقع على عاتق الحكومة الفدرالية وليس حكومات المدن أو الولايات".
بهذه الكلمات تحدثت محامية وخبيرة قانونية أميركية للجزيرة نت، طلبت التحفظ على هويتها نظرا لحساسية جهة عملها. ولكنها في الوقت ذاته اعتبرت أن "الإجراءات القانونية التي تعهّد بها ممداني، وما قد يتبعها من حتمية لجوء الجانب الإسرائيلي لمحكمة أميركية، يُمثّل في حد ذاته انتصارا للعمدة الشاب الجديد، وهو ما سيراه الملايين من أنصاره بمثابة الوفاء بأحد أهم وعوده الانتخابية".
وكان ممداني، الذي يُعد أول رئيس بلدية مسلم ومن أصول جنوب آسيوية أفريقية، قد تعهّد بإرسال شرطة نيويورك لتنفيذ أوامر توقيف المسؤولين المطلوبين من المحكمة الجنائية الدولية ، ومنهم نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
عقب تصريحات ممداني عن اعتقال نتنياهو في المطار إذا جاء إلى المدينة، شكّك خبراء قانونيون كثر فيما إذا كان ممداني سيتمكن من تنفيذ خطوته عمليا.
وقال المحامي الأميركي حسام الدين عمر " الولايات المتحدة لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، وهي ليست من أعضائها، وكذلك إسرائيل، وقد فرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات واسعة على المحكمة وعدد من قضاتها في فبراير/شباط الماضي بسبب موقفها من إسرائيل".
وفي حال أمر ممداني باعتقال نتنياهو، يقول عمر للجزيرة نت "من المرجح أن يؤدي ذلك إلى نشوب صراع مع الحكومة الفدرالية في أحد محاكم المدينة التي سيقرر أي قاض فيها الإفراج عنه".
وشكّك في قيام ممداني بذلك، واعتبر أن "اللقاء الودي الذي جمعه بترامب في المكتب البيضاوي لا يوحي بأنه يريد أن يواجه الرئيس في قضية ليست أساسية بالضرورة لأغلب سكان المدينة الذين تعهد لهم ممداني بالعمل على تحسين ظروفهم المعيشية اليومية".
كما اعتبر المحامي عمر أن تعهّد ممداني باعتقال نتنياهو "ذو أهمية سياسية كبيرة، لكنه سيكون من الصعب الوفاء به على أرض الواقع، لكن مجرد مضايقة نتنياهو سيعد رسالة رمزية كبيرة على تغير المناخ العام ضد السياسات والساسة الإسرائيليين في أكبر مدينة بها يهود خارج إسرائيل".
وتشير تقديرات قانونية إلى أن رؤساء الدول والحكومات لديهم حصانة مطلقة بموجب القانون الدولي، حتى في مواجهة الجرائم الكبيرة، والاستثناء الوحيد في هذه الحالات يقع فقط إذا تمت إحالة القضية إلى مجلس الأمن ، لكن هذا أمر مستحيل عمليا، ولم يحدث، ولن يكون له قيمة إذا حدث بسبب الفيتو الأميركي المعرقِل لأية قرارات تدين إسرائيل أو كبار مسؤوليها.
وخلال لقاء البيت الأبيض ، كشف ترامب أنه يتشارك مع ممداني الرغبة بإحلال السلام في الشرق الأوسط ، وذكر أنه لم يتحدث معه حول تعهده باعتقال نتنياهو إذا زار نيويورك.
وبعد تأكيد نتنياهو، الأربعاء الماضي، أنه لا يزال يعتزم زيارة نيويورك، رغم تهديدات عمدتها الجديد زهران ممداني بتوقيفه امتثالا لمذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، قال الرئيس ترامب، يوم الخميس، إنه "سيتدخل إذا أمر المرشح الديمقراطي ممداني، باعتقال نتنياهو".
ودستوريا، تعد الشؤون الدبلوماسية والسياسة الخارجية حصرا على الحكومة الفدرالية، ومن شبه المؤكد أن إدارة ترامب ستطالب بحصانة رئيس وزراء إسرائيل.
وتحتضن نيويورك المقر الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة ، وتوفر اتفاقية مقر المنظمة عددا من الامتيازات والحصانات تحمي الدبلوماسيين الزائرين من الاعتقال، والمساءلة أمام القانون الأميركي، وهو ما يزيد من تعقيد قدرة ممداني على تنفيذ تهديداته.
نيويورك تايمز: زهران ممداني يتعهد في حال انتخابه باعتقال نتنياهو إذا وصل إلى مدينة #نيويورك#حرب_غزة pic.twitter.com/ClRmSbNbzq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 14, 2025
وعقب لقائه في البيت الأبيض مع ترامب، جدّد ممداني رغبته في اعتقال نتنياهو، وقال لشبكة "إيه بي سي نيوز" إن نيويورك "مدينة القانون الدولي" التي ستؤيد أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة، والتي اتهمت نتنياهو بمهاجمة المدنيين عمدا واستخدام الجوع كوسيلة للحرب.
وأضاف "قلت مرارا وتكرارا إنني أؤمن أن هذه مدينة قانون دولي، وأنّ كونك فيها، يعني السعي للحفاظ عليه"، وتابع "هذا يعني تأييد أوامر التوقيف من المحكمة الجنائية الدولية، سواء كانت ضد نتنياهو أو بوتين".
من جانبهم، يصف الخبراء القانونيون تعهّد ممداني على نطاق واسع بأنه "بيان سياسي أو لفتة رمزية"، وليس خطة قانونية واقعية، وبعض التقارير تصفه بأنه "وعد انتخابي" وليس مسارا قانونيا منفذا.
ووفقا للقانون الأميركي والممارسة الدولية، يتمتع نتنياهو بحصانة من الاعتقال الجنائي والملاحقة القضائية أثناء شغله منصبه، وتعامل إرشادات وزارة الخارجية الأميركية رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية على أنهم محصنون من الاختصاص الجنائي والمدني خلال فترة ولاياتهم.
من هنا، بادرت إينا فيرنيكوف، اليهودية العضو مجلس نيويورك، وتُمثّل فيه أجزاء من منطقة بروكلين، بدعوة نتنياهو لزيارة المدينة في الأول يناير/كانون الثاني المقبل، وهو موعد تنصيب ممداني كعمدة جديد لها.
وفي رسالة مؤرخة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نشرتها عدة مواقع إخبارية يهودية، قالت فيرنيكوف "دعوة نتنياهو شرف عظيم"، وأضافت علينا "تأكيد الرابطة العميقة والدائمة بين دولة إسرائيل وشعب نيويورك، التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل".
كما عبّرت أيباك ، كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي عن دعمها تشريعا قدمه السيناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا ريك سكوت والنائبة الجمهورية من نيويورك إليز ستيفانيك، ويمنع "ضباط إنفاذ القانون المحليين وعلى مستوى الولايات من اعتقال الأجانب داخل الولايات المتحدة فقط بناء على لائحة اتهام أو مذكرة أو طلب صادر عن المحكمة الجنائية الدولية".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة