آخر الأخبار

"إرهابيو الغد سيتلقون تدريبهم أونلاين" – مقال في التلغراف

شارك
مصدر الصورة

في لحظة إقليمية مضطربة، تتقاطع فيها جهود إعادة الإعمار مع سباق التكنولوجيا ومناقشات الأخلاق السياسية، تطرح ثلاث مقالات قراءات مختلفة لما يشهده الشرق الأوسط حالياً.

تمتد هذه القراءات من اقتصاديات ما بعد الحرب وتوازنات النفوذ، إلى تطورات التنظيمات الجهادية في البيئة الرقمية، وصولاً إلى إعادة اختبار العلاقة بين واشنطن والرياض.

في هذا الإطار، يتوقف روجر بويز في صحيفة "ذا تايمز" عند حجم المعضلة الاقتصادية. يشير إلى أن كلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز 70 مليار دولار في مراحلها الأولى، بينما تُقدَّر كلفة إعادة إعمار سوريا بما يتراوح بين 250 و400 مليار دولار.

يرى بويز أن هذه الأرقام لا تُقرأ بمعزل عن حسابات القوة. فولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب المقال، يواجه خياراً بين توجيه موارد بلاده نحو تثبيت نفوذ إقليمي متوسع أو مواصلة الإنفاق على المشاريع الضخمة داخل المملكة. ويستدعي الكاتب مقارنة مع خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية بوصفها نموذجاً لفهم ما قد يشكّل إعادة ترتيب جديدة لعلاقات الشرق الأوسط، رغم اختلاف الظروف السياسية وتشابكها اليوم.

هل تحتاج المنطقة إلى خطة مارشال جديدة؟

مصدر الصورة

في مقاله في صحيفة "ذا تايمز"، يعيد روجر بويز طرح سؤال محوري يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب: من سيمول إعادة إعمار غزة وسوريا؟ يقدم بويز مقاربة تربط بين الكلفة الاقتصادية والاعتبارات السياسية، مشيراً إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بات لاعباً مركزياً في هذه المعادلة بحكم قدرات المملكة المالية ورغبتها في ترسيخ نفوذها الإقليمي.

يستدعي الكاتب نموذج "خطة مارشال" التي أعادت بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، باعتبارها إطاراً مرجعياً لفهم إمكانية قيام الولايات المتحدة والسعودية بصياغة ترتيبات جديدة عبر استثمارات مالية يُقابَل بها نفوذ سياسي. لكنه يلفت إلى أن تردد الرياض في التطبيع مع إسرائيل يجعل أي ترتيبات أوسع رهينة بالعامل الفلسطيني. ويذكر بأن أصول الصندوق السيادي السعودي تُقدر بنحو 941 مليار دولار وفق بيانات منشورة.

يعتمد بويز على تقديرات البنك الدولي التي تشير إلى أن إعادة إعمار غزة قد تتطلب نحو 70 مليار دولار في مرحلتها الأولى، إضافة إلى إزالة ما يقرب من 60 مليون طن من الأنقاض بكلفة تتجاوز مليار دولار. ويرى أن هذا الحجم من الإنفاق قد يتيح للرياض موقعاً مؤثراً في إعادة تشكيل النفوذ داخل غزة، أو يدفعها إلى التركيز على سوريا، حيث تتراوح تقديرات كلفة إعادة الإعمار بين 250 و400 مليار دولار، بحسب تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

ويمضي المقال إلى مناقشة أسباب إحجام السعودية عن لعب دور قيادي مباشر في إعادة بناء مناطق مثل غزة أو حلب، رغم امتلاكها أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم. ويضع هذا التردد في سياق المشاريع الضخمة التي تتبناها المملكة، ومن بينها مشروع "ذا لاين" الذي قد تصل كلفته إلى نحو 4.5 تريليون دولار. ويخلص إلى أن توجيه جزء من الاستثمارات نحو إعادة بناء المدن المنكوبة قد يمنح السعودية دوراً سياسياً وإنسانياً أكثر حضوراً في المنطقة.

الجهاديون والتكنولوجيا... جبهة جديدة

مصدر الصورة

في مقاله في صحيفة "ذا تلغراف"، يقدم ليام دافي قراءة تتابع التحول التقني داخل الجماعات الجهادية، من تسجيلات الإعدام منخفضة الجودة إلى مرحلة التجريب بالذكاء الاصطناعي. يذكر بأن هذه الجماعات اعتادت تبني الأدوات الرقمية مبكراً، بدءاً من مواقع بدائية في التسعينيات وصولاً إلى جهاز الدعاية المتطور الذي استخدمه تنظيم الدولة وترك أثراً واضحاً على سياسات شركات التكنولوجيا الكبرى.

يشير دافي إلى تقارير إعلامية، من بينها ما رصدته خدمة بي بي سي الإعلامية BBC Monitoring، حول محاولات التنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج نشرات أخبار مفبركة وترجمة مواده الدعائية. ويوضح أن النقاشات الداخلية داخل التنظيم تتعلق بتحفظات عقائدية على ظهور الوجوه في المحتوى المصنوع آلياً.

يرى الكاتب أن هذه القدرات ما زالت محدودة، وأن التنظيمات لم تصل بعد إلى مستوى إتقان يمنحها تفوقاً تقنياً. ويؤكد أن التقييم الأمني يحتاج إلى موازنة بين تتبع التطورات التقنية وتجنب المبالغة في تقدير تأثيرها الفعلي.

بحسب المقال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر أدوات لمواجهة التطرف عبر رصد المحتوى الإرهابي وتحليل البيانات المرتبطة بشبكات التجنيد. لكنه يخلص إلى أن الخطر الأكثر حسماً ما زال يتمركز في الشبكات التقليدية على الأرض، خصوصاً داخل السجون في أوروبا والشرق الأوسط، حيث تستمر عمليات التجنيد والتنسيق بعيداً عن الفضاء الرقمي.

ترامب، خاشقجي، ومسؤولية القوة

مصدر الصورة

في افتتاحيتها، تقول هيئة تحرير "واشنطن بوست" إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدّمت خلال استقبال ولي العهد السعودي مشهداً اعتبرته الصحيفة "ضعيفاً" و"مخزياً"، منتقدة تبرير ترامب لقتل جمال خاشقجي بعبارة: "الأمور تحدث".

تذكّر الافتتاحية بأن خاشقجي، الكاتب في الصحيفة، كان ينتقد سياسات القمع في السعودية، وتشير إلى تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عام 2018 الذي خلص إلى أن ولي العهد هو من أصدر الأمر باغتياله في القنصلية السعودية بإسطنبول. وترى أن نفي محمد بن سلمان مسؤوليته، رغم وصفه العملية بأنها "خطأ كبير"، لا يقدّم رواية مقنعة.

وتوضح الصحيفة أن المشكلة لا تقتصر على تبرئة ولي العهد، بل تمتد إلى مديح ترامب له باعتباره "من أكثر الأشخاص احتراماً في العالم"، وهجومه على صحفية طرحت سؤالاً بشأن الجريمة، وصولاً إلى دعوته لسحب ترخيص شبكة "إيه بي سي". وتعتبر أن هذا السلوك يعكس هشاشة سياسية، وقد يشجع قادة آخرين على التصرّف بلا محاسبة.

وتختتم الافتتاحية بالإشارة إلى أن العلاقة مع السعودية تظل ذات أهمية استراتيجية لواشنطن، لكن ذلك لا يتعارض مع احترام ذكرى خاشقجي أو ملاحقة المسؤولين عن قتله. وترى أن تجاهل وحشية الحادثة اختيار سياسي، وتخلص إلى أن الإدارة الأميركية اختارت المسار الخطأ.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا