آخر الأخبار

العراق.. صندوق الانتخابات بين نفوذ إيران والهيمنة الخارجية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

العراق.. استمرار فرز الأصوات ونسبة المشاركة تتجاوز 54%

مع احتدام الصراع الإقليمي وتقاطعات النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران، يجد العراق نفسه مرة أخرى في قلب المعادلة، ليس كلاعب مستقل بل كساحة مفتوحة لتجاذبات القوى الإقليمية والدولية.

ومع انعقاد الانتخابات البرلمانية، تتزايد المؤشرات على حضور إيراني مباشر في المشهد السياسي، في مقابل تراجع الدور الأميركي الذي يوصف بأنه "تسليم للملف العراقي لطهران".

الخبير في الشؤون الاستراتيجية أعياد الطوفان أوضح في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، أن التدخل الإيراني في الانتخابات بدأ منذ إعلان طهران رفضها لأي تدخل أميركي في الشؤون العراقية، وهو موقف وصفته بغداد بالمستفز والمرفوض.

إلا أن التحولات السريعة في المواقف الرسمية العراقية، مثل تصريحات وكيل وزارة الخارجية محمد بحر العلوم التي اعتبرت التدخل الإيراني "إيجابيا"، تكشف عن ارتباك رسمي بين رفض معلن وتبرير ضمني للتأثير الإيراني.

وأشار الطوفان إلى مشاهد على الأرض تؤكد حجم النفوذ الإيراني، منها رصد مستشار في السفارة الإيرانية يتنقل بين مراكز الاقتراع من دون إذن رسمي، مما يثير تساؤلات عن حدود الدور الدبلوماسي وإشرافه على العملية الانتخابية.

ويضيف أن " العراق أصبح نقطة توازن حساسة بين قوتين: إيران التي تدير اللعبة عبر الفصائل المسلحة، و أميركا التي تسيطر على الملفات المالية والنفطية وتلوح بعقوبات محتملة عبر الفصل السابع للأمم المتحدة".

ويصف الطوفان دور واشنطن في تعزيز النفوذ الإيراني بأنه "تسليم العراق لطهران على طبق من ذهب"، مشيرا إلى أن السياسات الأميركية المتعاقبة سمحت لإيران بالتمدد داخليا، مستغلة تفاهمات البرنامج النووي الإيراني.

وفي الوقت ذاته، تؤكد تحليلاته أن العراق بات الرئة الاقتصادية والسياسية الأخيرة لإيران بعد فقدانها تأثيرها في لبنان و سوريا وغزة، مما يجعل طهران متمسكة بالحفاظ على نفوذها مهما كانت نتائج الانتخابات.

والانتخابات الحالية هي الأهم والأكثر تكلفة في تاريخ العراق الحديث، بمشاركة 7700 مرشح ضمن 114 قائمة، على 329 مقعدا، وبإنفاق يقدر بين 3 و5 مليارات دولار، مما يحول العملية الانتخابية إلى، وفق رأي الطوفان، معركة تمويل سياسي ضخم بدلا من منافسة إصلاحية أو تنموية.

ويشير إلى أن إيران "حركت أدواتها السياسية والمذهبية، وامتد تأثيرها إلى أطراف سنية وقومية لضمان السيطرة على القرار العراقي عبر صناديق الاقتراع".

ومن زاوية الشارع، يؤكد الطوفان وجود إرادة شعبية لمواجهة النفوذ الإيراني، لكنها "تصطدم بسيطرة الأحزاب المسلحة التي تجمع بين العمل السياسي وحمل السلاح، مما يجعل الانتخابات عرضة للابتزاز والهيمنة، والنتائج خاضعة لعلاقات القوة لا لإرادة الناخبين".

وعلى المستوى الإقليمي، يشير الطوفان إلى أن العراق يمثل موقعا استراتيجيا بين النزاعات، حيث تترقب إسرائيل الوضع متوقعة أن أي تصعيد قد يشمل استخدام قواعد داخل العراق، بينما تحذر أميركا من أي تدخل عراقي في الصراعات الإقليمية.

ويؤكد أن الفصائل الموالية لطهران "تأتمر بالأوامر الإيرانية ولا تملك قرارا وطنيا مستقلا"، مما يجعل العراق طرفا في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

ويختتم الطوفان بالتأكيد على أن "استعادة القرار الوطني تتطلب إرادة داخلية مستقلة، بعيدا عن الرهان على الخارج"، وأن جهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لضبط المواقف الإقليمية "تمثل محاولة محدودة لتجنب الانخراط في صراعات ليست للعراق مصلحة فيها".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا