في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تشهد الساحة الإقليمية تصاعدا جديدا في التوتر بين إسرائيل وإيران، بعد تقارير إسرائيلية تحدثت عن خطة تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني قبل نهاية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2029، مستفيدة من الدعم السياسي والعسكري الذي توفره واشنطن لتل أبيب في هذه المرحلة الحساسة.
وذكرت صحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو جعلت من هذا الهدف محورا لاستراتيجيتها الإقليمية، في وقت تتسارع به وتيرة تطوير إيران لقدراتها النووية والصاروخية، بينما تواصل إسرائيل تعزيز دفاعاتها الداخلية استعدادا لأي مواجهة محتملة.
وفي المقابل، كشفت تقارير أميركية عن إنشاء إيران مركز تخصيب نووي جديدا داخل جبل بيكاكس قرب موقع نطنز، من دون السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إليه.
وتصف هذه التقارير الموقع بأنه الأخطر من بين المنشآت الإيرانية السابقة، في حين تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن استعداد طهران لإطلاق نحو ألفي صاروخ دفعة واحدة في أي مواجهة مقبلة، ما يثير قلقا واسعا داخل إسرائيل بشأن قدرة منظوماتها الدفاعية على الصمود.
الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز قال في حديث لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، إن "الهدف الاستراتيجي المشترك بين إسرائيل و الولايات المتحدة هو إسقاط النظام في إيران"، موضحا أن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما كانت اختبارا لهذا المسعى، إذ استخدمت خلالها تل أبيب وواشنطن "كل أوراقهما السياسية والعسكرية والاستخباراتية من دون أن تتمكنا من إحداث شرخ داخل النظام الإيراني أو تحريك الشارع ضده".
وأضاف أمهز أن "إسرائيل لعبت في تلك الحرب كما في لعبة القمار عندما توضع كل الأوراق على الطاولة"، مؤكدا أن بنك الأهداف الإيراني ومنظومات الدفاع وشبكات التجسس جرى استنزافها لكن من دون تحقيق النتائج المرجوة، واعتبر أن "هذه الخسارة تجعل من الصعب على إسرائيل تكرار السيناريو ذاته مستقبلا".
ويرى الباحث أن إسرائيل غير قادرة على شن عدوان جديد في المدى المنظور "إلا في حالة واحدة استثنائية، وهي استهداف مباشر للمرشد الإيراني"، وهو احتمال ضعيف للغاية نظرا للإجراءات الأمنية المحكمة داخل إيران، وفق رأيه.
وأكد أن "طهران تضع خططا جاهزة لمواجهة أي طارئ، وأن نظامها يمتلك آليات دستورية تضمن استمراريته في حال شغور منصب القيادة، ما يجعل سقوطه بعيدا عن الواقع السياسي والمؤسسي".
وأشار أمهز إلى أن أجهزة الأمن الإيرانية في حالة تأهب دائم، وأن العمل في المنشآت الصاروخية يجري "على مدار 24 ساعة"، بينما تواصل إسرائيل "المبالغة في تصوير إنجازاتها العسكرية، رغم فشلها في الوصول إلى المدن الصاروخية المحصنة"، مضيفا أن "التجربة اللبنانية أثبتت محدودية هذه المزاعم".
ووفقا للمتحدث ذاته، فإن الخطاب الإسرائيلي جزء من "دعاية سياسية تهدف إلى رفع المعنويات وتبرير الإخفاقات اللاحقة"، مشيرا إلى أن "تل أبيب تضخم قدرات إيران عندما تريد حشد الدعم الدولي ضدها، وتقلل من شأنها عند الحاجة إلى تهدئة الداخل الإسرائيلي".
وختم الباحث بالقول إن إسقاط النظام الإيراني يظل "هدفا قديما" للولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه يصطدم بتعقيدات الجغرافيا السياسية والدعم المتزايد من روسيا و الصين، اللتين تعتبران طهران ركنا أساسياًفي معادلة توازن القوى الدولية، وتقدمان لها دعما لوجستيا وتقنيا متواصلا.
وبحسب أمهز، فإن "إسرائيل تبدو اليوم وقد استنفدت معظم أوراقها دون تحقيق غايتها، بينما تواصل إيران تعزيز قدراتها العسكرية والسياسية، مما يجعل رهان تل أبيب على إسقاط النظام الإيراني مغامرة غير واقعية في الظروف الراهنة".
المصدر:
سكاي نيوز