مستوطنون إسرائيليون يشعلون حريقا في بلدة بالضفة الغربية مع تصاعد الهجمات ضد الفلسطينيين

(CNN)-- قال ناشطون فلسطينيون إن عشرات المستوطنين الإسرائيليين أشعلوا حريقا متعمدا في منطقة زراعية بالضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، في أحدث هجوم من نوعه ضمن موجة عنف مستوطنين متصاعدة .

ووقع الهجوم في بلدة بيت ليد شرقي طولكرم، مما ألحق أضرارًا بقرية دير شرف البدوية ومصنع الجنيدي للألبان، وفقًا لما أظهرته مقاطع فيديو، وقاله سكان لشبكة CNN.

وتُظهر لقطات حصلت عليها CNN دخانًا يتصاعد من المنطقة، مع سماع صراخ نساء فلسطينيات في الخلفية، ورجال يحملون طفايات حريق ودلاء مياه يسارعون لإخماد الحرائق،وكذلك شاحنات محترقة وخيامًا وحظائر معدنية، ونوافذ سيارات محطمة .

وقال سكان إن الدفاع المدني الفلسطيني ورجال الإطفاء وصلوا إلى مكان الحادث بعد حوالي ساعة من اندلاع الحرائق .

ويُظهر مقطع فيديو آخر صوّره أحد السكان الفلسطينيين المستوطنين وهم ينزلون من تلة باتجاه البلدة البدوية .

ويُعدّ هذا الهجوم الأحدث في موجة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي تُرتكب بشكل شبه يومي منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.

ويزعم تقرير للأمم المتحدة صدر، الجمعة، أن المستوطنين الإسرائيليين شنّوا ما لا يقل عن 264 هجومًا في أكتوبر، وهو أكبر عدد منذ أن بدأت الأمم المتحدة في رصد الحوادث عام 2006، حيث شاب موسم قطف الزيتون هذا العام عنف شديد .

ثم تُظهر لقطات من كاميرات المراقبة لهجوم الحريق المتعمد، حصلت عليها شبكة CNN ، المستوطنين وهم يهاجمون مصنع الألبان، ويشهرون الهراوات ويُشعلون النار في المركبات المتوقفة.

ويبدو أن إحدى المركبات - وهي شاحنة بضائع تحمل شعار مصنع الألبان - قد احترقت بالكامل، وتتصاعد منها سحابة كثيفة من الدخان الأسود .

وندد جلعاد كاريف، النائب الإسرائيلي عن حزب الديمقراطيين اليساري، بهجوم المستوطنين، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، وقال: "هدفهم هو إشعال انتفاضة ثالثة، تُعيد الجيش الإسرائيلي إلى العمل بطريقة تُذكر بعملية غزة، هذه الخطوة ستُودي بحياة مئات الجنود والمدنيين الإسرائيليين وآلاف الفلسطينيين ".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أرسل جنوده إلى المنطقة عقب "ورود بلاغ عن قيام عشرات المدنيين الإسرائيليين الملثمين بمهاجمة الفلسطينيين وإشعال النار في ممتلكات في المنطقة ".

وأضاف في بيان: "خلال الحادث، أُصيب 4 فلسطينيين ونُقلوا لتلقي العلاج، وعملت قوات الأمن على فضّ المواجهات باستخدام وسائل تفريق الشغب، واعتقلت عددًا من المدنيين الإسرائيليين".

وذكر أن المستوطنين هاجموا الجنود وألحقوا أضرارًا بمركبة عسكرية إسرائيلية .

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 4 إسرائيليين "مشتبه بهم" وأحالتهم للاستجواب، عقب "العنف الشديد " .

وأضاف البيان أن "محققي الشرطة، بالتعاون مع قوات الأمن، يجمعون حاليًا الأدلة من موقع الحادث، بما في ذلك الوثائق وإفادات الشهود ونتائج الطب الشرعي ".

العنف يتصاعد

ويُعد هجوم الحرق العمد هذا الأحدث في فترة تصاعد فيها العنف في الضفة الغربية خلال موسم قطف الزيتون .

وأصيب السبت، ما لا يقل عن 10 أشخاص في هجوم على قرية بيتا أثناء قيام المزارعين الفلسطينيين بجمع الزيتون، من بينهم 3 مسعفين و4 صحفيين و 3 نشطاء، وفقًا للناشط الإسرائيلي جوناثان بولاك الذي كان حاضرًا وهو نفسه مصاب .

وأضاف بولاك أن الناشط عوديد يدايا، المصور الإسرائيلي ومدير مدرسة منشار للفنون في تل أبيب، اضطر إلى نقله إلى المستشفى بعد تعرضه لضرب مبرح.

وتُظهر الصور التي حصلت عليها CNN وجه يدايا وجذعه ملطخين بالدماء، مع لف قطعة قماش بيضاء حول رأسه .

وأخبر بولاك شبكة CNN أن يدايا أصيب بكسور في عظم الوجنة والفك .

وقال الجيش الإسرائيلي، لـ CNN ، في بيان، السبت، إنه على علم بالحادثة، وأنه أرسل جنودًا إلى منطقة إيفياتار، وهي بؤرة استيطانية إسرائيلية قريبة "عقب ورود بلاغ عن مواجهة بين مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين " .

وفي قرية بورين المجاورة، أصيب ناشطون إسرائيليون وأجانب، من بينهم يوفال بن آري، جندي الاحتياط الإسرائيلي الذي كان خارج الخدمة .

وفي مقابلة هاتفية مع CNN ، قال بن آري إن مشاهدته مقاطع فيديو لفلسطينيين يتعرضون "للضرب المبرح" على يد المستوطنين يوميًا دفعته للخروج ودعمهم .

وردًا على استفسار من CNN ، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنوده "أُرسلوا إلى منطقة بورين، عقب ورود بلاغ عن رشق سيارة إسرائيلية بالحجارة ".

وأضاف البيان: "أُصيب مدنيون إسرائيليون وفلسطينيون على حد سواء، ونُقلوا لتلقي العلاج الطبي... يُدين الجيش الإسرائيلي أي عمل عنف، وسيواصل عمله للحفاظ على الأمن والنظام في المنطقة ".

وقال بن آري لشبكة CNN إن الجنود الذين وصلوا إلى مكان الحادث لم يوقفوا الهجوم، وهو اتهامٌ وجّهه العديد من الفلسطينيين والناشطين في حوادث أخرى أيضًا .