يُعد فوز زهران ممداني، السياسي الديمقراطي الشاب من أصول أوغندية هندية ومسلمة، بعمدية مدينة نيويورك في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2025 حدثا سياسيا غير مسبوق في التاريخ السياسي الأميركي، وليس لنيويورك فحسب، بالنظر إلى أصوله من جهة، وحداثة جنسيته الأميركية من جهة أخرى، حيث لم يحصل على الجنسية الأميركية إلا في سنة 2018.
وبالنظر إلى توجهاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فهو على النقيض من الجمهوريين، وعلى اختلاف راديكالي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو أيضا أحد أكبر مهاجمي اللوبي الصهيوني في نيويورك، المدينة التي تضم أكبر تجمع لليهود المناصرين لإسرائيل.
وبما أن مواقفه الأكثر إثارة للجدل في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وعموم العالم شمالا وجنوبا، شرقا وغربا تتمثل في جرأة غير مسبوقة بخصوص القضية الفلسطينية، والتي جعلت منه صوتا جديدا في السياسة الأميركية، فإنها حتما ستعمل على إعادة تشكيل النقاش العام حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعموم قضايا الشرق الأوسط.
لا يمكن تحليل مواقف ممداني السياسية من القضية الفلسطينية وعموم قضايا الشرق الأوسط من خلال تصريحاته الجريئة فحسب، بل يقتضي الأمر الحفر عميقا في بنيات متخيله الجمعي التي تشكلت عبر انتمائه المتعدد للجنوب كما للشرق، فنشأة والديه في أوغندا من أصول هندية مسلمة، وتوجهاتهما اليسارية السابقة لهجرتهما إلى الولايات المتحدة الأميركية سنة 2006، وزواجه من سورية، جعلت السياق الثقافي والاجتماعي الذي نشأ فيه يتشكل عبر انصهار الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وفق رؤية يسارية ما بعد كولونيالية، فوالده محمود ممداني أستاذ للدراسات الأنثروبولوجية والأفريقية بجامعة كولومبيا، وأمه ميرا نيرة مخرجة أفلام وحائزة جوائز دولية.
ليس هذا فحسب، فقد نشأ في جو عائلي وسياق ثقافي تشكلت معالمه عبر الحضور المكثف لندوات وحلقات الفكر ما بعد الكولونيالية، إذ يكفي أن نعرف أن ممداني نشأ فكريا على كتب ومحاضرات إدوارد سعيد وزوجته مريم سعيد والمفكر الفلسطيني والمؤرخ رشيد الخالدي الذي شغل منصبا في كرسي إدوارد سعيد للدراسات العربية في جامعة كولومبيا وحرمه لورين غاردي، المؤرخة الأميركية المختصة في التاريخ العربي.
وقد تُوج هذا البناء الثقافي بأطروحته حول فرانز فانون لنيل درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والفلسفة والتاريخ من جامعة هارفارد، في موضوع "علاقة فرانتس فانون بفكر جان جاك روسو".
ناهيك عن مساهمته في تأسيس الصحافة الطلابية بالجامعة، وأنشطته الجمعوية الديمقراطية والإيكولوجية.
من هنا، يبدو أن تصريحاته العلنية المناهضة للاحتلال الاستيطاني والإبادة العرقية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك انتقاده لسياسة ترامب الداعمة لإسرائيل، هي نتاج هذا التكوين الثقافي، وهذا السياق الذي نشأ فيه، فهو القائل: إن ما يجري في قطاع غزة، هو تطهير عرقي"، و"إنه سوف يعتقل بنيامين نتنياهو إذا ما زار نيويورك".
وهو القائل أيضا: "أعتقد أن لإسرائيل حقا في الوجود- ولكن مع ضمان المساواة في الحقوق للجميع"، والقائل: "نحن على حافة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة الآن… حان الوقت لكل أصحاب الضمائر أن يطالبوا بوقف لإطلاق النار ووقف التمويل العسكري"، والقائل: "غزة اليوم مكان نضبت فيه اللغة من كثرة الحزن… وحكومتنا شريكة في كل ذلك، يجب أن ينتهي هذا الوضع، يجب أن ينتهي الاحتلال ونظام الفصل العنصري"… إلخ من التصريحات التي لم تنفصل عن تشجيعه الصريح حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.
لم يكن فوز زهران ممداني صدفة في سياق أميركي شديد الحساسية للمهاجرين على عهد سياسة دونالد ترامب، حيث الإسلاموفوبيا عرفت انتعاشا كبيرا؛ بسبب توترات الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، خاصة في مدينة مثل نيويورك، حيث يقطن أزيد من مليونَي يهودي من أصل تسعة ملايين أميركي، وحيث أكبر تجمع للوبي الصهيوني، إذ كشفت مجلة "فوربس" أن 26 مليارديرا أميركيا توحدوا تحت شعار: "أي شخص إلا ممداني"، وأنفقوا أزيد من 22 مليون دولار في أسبوع واحد؛ لمنعه من الفوز في حملة انتخابية مضادة لم تعرفها نيويورك من قبل.
ناهيك عن تصريحات ترامب التي كانت تبتغي تأليب الرأي العام الأميركي عليه، فهو القائل: "هو شيوعي واشتراكي أيضا"، وأنه "سوف يسحب جنسيته ويطرده من البلاد"، "وإذا فاز الشيوعي ممداني في نيويورك، فسأخنق الولاية ماليا وأمنيا، والمفاتيح بيدي"… إلخ من التصريحات التي لم تنل من شهرة ممداني ولا من شعبيته، والتي جعلت نبرة ترامب تتغير بمجرد فوزه، إذ قال: "إن على عمدة مدينة نيويورك المنتخب زهران ممداني أن يسعى إلى إقامة علاقة جديدة مع واشنطن، ويبدي اللطف بدلا من تبني خطاب غاضب تجاهي… ورغم خلافي السياسي مع ممداني، أود رؤية عمدة نيويورك الجديد يحقق نتائج جيدة لأنني أحب المدينة".
بيد أن المثير في الأمر، وحسب استطلاعات للرأي قبل يوم الاقتراع، أن ممداني سيحوز 40% من أصوات يهود نيويورك، وهو معطى يؤشر على تحولات الرأي العام الأميركي بشكل كبير، وخاصة يهود نيويورك، ويعكس الفجوة ما بين السردية الغربية الإعلامية والواقع الحقيقي للرأي العام الأميركي.
كما يعكس حجم التذمر الذي أصاب اليهود في الولايات المتحدة الأميركية؛ نتيجة ما أقدمت عليه حكومة نتنياهو من إبادة للشعب الفلسطيني، ولنزعاته الحربية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك حربه على إيران وقصفه قطر، بلد المفاوضات والوساطة من أجل السلام.
إن هذا الشاب المسلم اليساري التقدمي المهاجر المنتقد إسرائيل، والذي استطاع أن يحظى بدعم شعبي في قلب مدينة نيويورك، يعكس في الحقيقة التحول الكبير الذي عرفه الرأي العام الغربي عموما، والأميركي خاصة، بالنظر إلى حجم المسيرات الاحتجاجية والحركات الطلابية التي عمت الجامعات الأميركية، بما في ذلك المسيرة المليونية ضد سياسة دونالد ترامب.
وهي سياسة تترجم رؤية الجمهوريين الرأسمالية الاحتكارية التي لا تميز بين الداخل والخارج، والتي أتت على ما تبقى من سلم اجتماعي داخلي؛ نتيجة ارتفاع الأسعار والتضخم وارتفاع مستويات البطالة والعوز، وهي نقاط ضعف استغلها ممداني في حملته الانتخابية معلنا وقوفه إلى جانب الفقراء والعمال وعموم المواطنين ضِدا على احتكارية أصحاب المال والعقار والنيوليبرالية المتوحشة.
إن اجتماع اليهود المناصرين للعدالة الاجتماعية والإنسانية من دعاة السلام والعرب والمسلمين والآسيويين وعموم المهاجرين على شخص ممداني، يعتبر في حد ذاته تفكيكا كبيرا للخطاب السياسي الأميركي وبنيات المتخيل التقليدية التي هيمنت على المشهد طوال عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية.
بالرغم من أن عمدة نيويورك دستوريا لا يملك سلطة مباشرة على السياسة الخارجية الأميركية، فإن رمزية المنصب بالغة الأهمية، فمدينة نيويورك تُعد مركزا إعلاميا وسياسيا عالميا، واحتضانها مقر الأمم المتحدة، يجعل صوت عمدة المدينة مسموعا في القضايا الدولية، خاصة أن الرأي العام الأميركي شديد الصلة بما تنتجه المؤسسات السياسية المحلية، والإعلام أكثر ارتباطا بما هو محلي، مما هو مركزي في ولايات فدرالية غير خاضعة لحكم مركزي على المستوى الترابي.
هذا الشاب برهن في حملاته الانتخابية أنه شديد الارتباط بالشباب من الأجيال الجديدة التي باتت أكثر انتقادا سياسات إسرائيل، وأكثر تعاطفا مع الفلسطينيين.
كما برهنت على ذلك أجيال الشباب في حراكها الطلابي في أعتى الجامعات الأميركية المرموقة، وهي الجامعات التي تغذي السياسة والإدارة الأميركيتين بالنخب التي باتت في الحزب الديمقراطي تعرف تحولا كبيرا في موقفها من إسرائيل وعموم الصراع في الشرق الأوسط.
إن فوز ممداني سيُعطي دون شك دفعة قوية لحملات التضامن مع فلسطين في الجامعات ووسائل الإعلام، مما سيعزز من الدبلوماسية الشعبية والثقافية الفلسطينية، حيث ستتوسع شبكة الناشطين من أجل السلام وإنهاء الاحتلال، وهو ما سيخلق قنوات مدنية موازية للقنوات الرسمية، مما سيحدث ضغطا شعبيا من المؤكد أنه سيؤثر على القرارات الأميركية تجاه القضية الفلسطينية والتوتر في الشرق الأوسط.
بيد أن الأهم هو إعادة ترسيم العلاقات والحدود بين الجاليات العربية والمسلمة والسلطة المحلية في نيويورك، والتي سرعان ما سوف تنتقل إلى مدن أخرى، بالنظر إلى التأثير الكبير الذي سيحدثه هذا الفوز غير المتوقع على عموم الشباب من أصول عربية ومسلمة من أجل مساهمتهم ومشاركتهم في مراكز القرار المحلي، ما يمنحهم قدرة أكبر على التأثير في الخطاب العام المتعلق بالشرق الأوسط.
إن العلاقة بين نيويورك وواشنطن ليست مجرد علاقة مدينة عادية بمركز القرار السياسي كما هو الحال في البلدان الأخرى، بين عاصمة سياسية وباقي المدن، بل هي علاقة معقدة تتجاوز منطق التبعية السياسية إلى التأثير المباشر، فحين يصدر موقف أو تصريح من عمدة نيويورك، فإن ذلك يُحدث صدى كبيرا وأحيانا زلزالا سياسيا في واشنطن، بل ودوليا، مما سيشكل ضغطا كبيرا على الإدارة الأميركية نحو مزيد من التوازن والوسطية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
ضمن هذا السياق، لا بد من استحضار معطى أساسي، يكمن في كون أن السياسة الخارجية الأميركية تصدر وتُقرر في واشنطن وتخضع لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل داخل الكونغرس والإعلام الأميركي، وهي جماعات ستعمل على شيطنة ممداني ووصفه بمعاداة السامية، كما رأينا من تصريحات بعض أعضاء حكومة نتنياهو، كوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عقب فوز ممداني بعمديّة نيويورك: "إنها لحظة انتصرت فيها معاداة السامية على الحس السليم، إنه عدو لإسرائيل ومعادٍ لليهود ومؤيد لحماس".
وهو ما انعكس بشكل مباشر بعد فوزه في الانتخابات، إذ تشكلت منظمة يهودية أميركية لتتبع ومراقبة سياسات ممداني، حيث وفرت خطا ساخنا للتبليغ عن حوادث معاداة السامية والتدقيق في سياساته وتعييناته وقراراته في مجلس المدينة.
ورغم ذلك، فإن الشعبية التي حازها في صفوف أزيد من 40% من يهود نيويورك المناصرين للسلام تجعل مسؤوليته في الحفاظ على هذه الشعبية وتقويتها مسؤولية كبيرة، ستحدد مستقبلا مآل هذه التجربة السياسية الفريدة من نوعها، خاصة أن من بين مناصريه يهودا من طبقات إعلامية وثقافية وفكرية مهمة.
وإذا كان اليهود الأميركيون ليسوا طبقة واحدة، وليسوا كلهم من دعاة الصهيونية، بل منهم دعاة سلام، وهم كثر، فإن العمل على تقوية لوبي جديد مناصر للقضية الفلسطينية وتفكيك المعاقل الداعمة للإبادة، سيجعل نيويورك في قلب التحول الإستراتيجي للرأي العام الأميركي والعالمي على حد سواء، لأن فوز ممداني بات اليوم مصحوبا بنقاش أكاديمي ومدني غربي حول ضرورة إعادة إحياء البُعد الأخلاقي في النقاش حول فلسطين وعموم القضايا العادلة في العالم، والنقد الأخلاقي للحداثة.
فهو، كما باقي الأجيال الجديدة من الطلاب الأميركيين والغربيين بشكل عام، يتحدث من منطلق العدالة وحقوق الإنسان، لا من منطلق الانتماء الديني أو العرقي.
هذا الخطاب الإنساني الشامل يجعل القضية الفلسطينية أقرب إلى الضمير الأميركي العام، وليس مجرد نزاع خارجي كباقي النزاعات، وهنا نكون أمام بداية حقيقية لتفكيك السردية الغربية حول فلسطين والشرق الأوسط، والتي اتخذت من الإسلام والعرب عدوا إستراتيجيا مفترضا، حسب ما ذهب إليه المحافظون الأميركيون الجدد، وسرده بتفصيل فرانسيس فوكوياما وصامويل هنتنغتون، وكما يمثله في السياق الأوروبي برنار هنري ليفي وتوني بلير.
تأسيسا على ما سبق، يبدو أن مستقبل الشرق الأوسط، على ضوء تحولات المشهد السياسي الأميركي، سيتحدد انطلاقا من طبيعة الرؤية الشرق أوسطية للقضية الفلسطينية وللرأي العام الأميركي والدولي، إذ من المؤكد أن قواعد اللعبة سوف تتغير مع بروز جيل جديد من السياسيين، وهو جيل يجب أن يكون في صلب اهتمام القادة السياسيين في الشرق الأوسط وعموم العالم العربي والإسلامي، في أفق خلق تحالفات إستراتيجية وتدعيم الدبلوماسية الثقافية.
إذ يقتضي الأمر تغيير الإستراتيجية السياسية للشرق الأوسط من الداخل، بتشجيع الاستفادة من الامتيازات بين المدن العالمية، مثل نيويورك، والممثلين في الشرق الأوسط، عبر التبادل الثقافي والجامعي والاقتصادي، وخاصة مع مجتمعات الشتات.
وهو ما يجب أن يقودها إلى ضرورة العمل على دعم قوتها الناعمة وتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية، عبر دعم شبكات الشباب المدنية على كافة المستويات، ما دام العالم يعرف اليوم ميلاد هويات شبابية جديدة، وبالتالي تحولات في الرأي العام وفي الإستراتيجيات.
يشكل فوز زهران ممداني مجموع إشارات شديدة الحساسية والأهمية، وجب أخذها بعين الاعتبار، فهذا الفوز هو إشارة إلى بروز فاعل شبابي، بما يضفي على التحولات الجيلية أهمية إستراتيجية، وهو إشارة إلى قضايا الأقليات في الولايات المتحدة الأميركية، بما يعني أن الرؤية التقليدية للطبقية في المجتمع الأميركي أصبحت محط نقاش وإعادة تعريف.
وهو إشارة أيضا إلى تجاوز الثنائية الكلاسيكية المرتبطة بالصراع الديني والإسلاموفوبيا والعنصرية، بما يعني أن الانتصار للإنسانية والعدالة الاجتماعية قد يتفوق على الأيديولوجيات التصنيفية والاستعمارية.
وهو إشارة أيضا إلى انتصار الإنسانية وما بعد الكولونيالية على العنصرية والإبادة العرقية باسم التفوق الغربي، بما يحمل في قلبه من تفكيك وأفول للسردية الصهيوأميركية حول فلسطين وعموم الشرق الأوسط.
إن فوز ممداني بعمدية نيويورك ليس مجرد صدفةٍ أو حظٍ سياسي، بل هو انقلاب ناعم في المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي الأميركي، وهو ما يشي بتحولات عميقة ستعرفها البنية السياسية الأميركية في السنوات المقبلة، بما في ذلك تراجع اللوبي الصهيوني بشقيه اليهودي والمسيحي، وتغير في الخلفية المرجعية للحزب الديمقراطي نحو مزيد من التقارب مع التيارات اليسارية والإيكولوجية والاجتماعية، وحركات الهجرة ما بعد الكولونيالية، بما يجعلنا أمام دورة نقدية جديدة للنيوليبرالية والرأسمالية الاحتكارية.
هذا التحول يعني أن الشعب الأميركي، بفضل الوعي السياسي الجديد، سيحول المجتمع الأميركي، وخاصة الشباب، من متلقٍ للخطاب السياسي إلى مساهم في نقده وإنتاجه وفق آليات جديدة تنهي الاحتكارية السياسية التقليدية.. تحولات لا بد للعالم العربي والإسلامي أن يستفيد منها بضرورة مواكبتها بمزيد من الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك تشجيع الشباب على الانفتاح على التحولات السياسية الجديدة في العالم.
أكيد أن هذا الفوز لن يُغير، على المستوى القريب، موازين القوة في الشرق الأوسط، بالنظر إلى تشعب وتعقد هذه الموازين، لكنه سيغير اللغة التي يتحدث بها العالم عن فلسطين وعن الشرق الأوسط وفق رؤية ما بعد كولونيالية، تبتغي ما أمكن الإنصاف والانتصار إلى القانون الدولي.
وبما أن المجتمع الأميركي اليوم، وعموم المجتمعات الغربية، خاصة في أوروبا، باتت مقتنعة بزيف السردية الصهيوأميركية حول فلسطين، فإن فوز ممداني يعد انتصارا رمزيا يبرهن على أن السردية العربية الفلسطينية باتت تجد صدى داخل أهم المراكز السياسية والإعلامية في الغرب.
وإذا ما استطاع ممداني استخدام موقعه لتوسيع النقاش العالمي حول العدالة وحقوق الإنسان وحوار الشمال والجنوب وفق ثقافته ما بعد الكولونيالية، فإن أثره سيتجاوز حتما حدود نيويورك ليصل إلى الشرق الأوسط وعموم العالم العربي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
المصدر:
الجزيرة