في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
دمشق- أكد محمد يعقوب العمر مدير الإدارة القنصلية والمكتب التنفيذي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية نجاح الوزارة في إعادة تفعيل الخدمات القنصلية في جميع البعثات الدبلوماسية حول العالم مع التركيز على الشفافية والكفاءة وإنهاء ممارسات الابتزاز السابقة.
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، كشف العمر عن خطط توسعية تشمل افتتاح قنصليات جديدة في أوروبا وتركيا، وتسهيلات "غير مسبوقة" للعائدين، مشددا على أن التحول الرقمي والرقابة الصارمة أصبحا "أساسا لخدمة كريمة تحفظ كرامة المواطن السوري".
وفيما يلي نص الحوار:
الوزارة نجحت خلال الفترة الماضية في إعادة تفعيل الخدمات القنصلية في جميع بعثاتها حول العالم، بالتوازي مع تطوير قدرات العمل وتوسيع الخدمات المقدمة للمواطنين السوريين في الخارج، والعمليات الرامية إلى رفع كفاءة بعض البعثات التي لا تزال مستمرة وفق خطة مرحلية مدروسة.
وبخصوص السفارة السورية في موسكو، فإن وفدا فنيا وإداريا زار البعثة وعمل على تقييم شامل ووضع الخطة اللازمة لتحديث أنظمة العمل وتحسين الخدمات في مجالات الجوازات والتصديقات والوكالات، وتعزيز الربط الإلكتروني مع الإدارة المركزية في دمشق ، بما يضمن تسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين السوريين في روسيا ودول الجوار.
كما قابل الفريق عددا من المتقدمين الجدد للعمل ضمن الكادر المحلي للبعثة، وسيتم تفعيل الخدمات القنصلية المعلقة قريبا عقب مباشرته.
الوزارة تبنت نهجا واضحا وحازما لضمان تقديم خدمة قنصلية كريمة وعادلة لجميع المواطنين، بعيدا عن أي ممارسات خاطئة كانت تحدث سابقا. كانت منصة حجز المواعيد التي عمل عليها النظام البائد تشكل الثغرة الكبرى التي يتم من خلالها ابتزاز المواطنين، نتيجة لتدخل شبكات من السماسرة في حجز المواعيد وبيعها لهم.
بدأت الخطوة الأولى للإدارة القنصلية بإطلاق منصة جديدة لحجز المواعيد، يديرها فريق مركزي من إدارة نظم المعلومات والتحول الرقمي في وزارة الخارجية وتتمتع بالشفافية والرقابة، وهي متاحة لجميع المواطنين دون أي تدخل من الوسطاء أو السماسرة عبر تطبيق (MOFA SY).
وتعززت الإدارة القنصلية بالكوادر اللازمة لتقديم الخدمة في قنصلياتنا حول العالم بما يتناسب مع عدد الجالية السورية في دول المهجر، وعززت نظم الرقابة والمتابعة، وفعّلت منصات التواصل والشكاوى، وطورت آليات العمل الإداري والتقني في البعثات، ونؤكد أن الوزارة ستتخذ إجراءات إدارية بحق كل من يثبت عليهم ارتكاب مخالفات.
المرحلة الحالية تركز على قيم احترام المواطن وحفظ كرامته، وتقديم الخدمات بشفافية ومهنية، بما يعزز الثقة مع المواطن ويمنحه الرضى عن جودة الخدمة.
وزارة الخارجية: بيان بخصوص الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد.#سانا pic.twitter.com/Q9m82fKOBb
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) April 21, 2025
الوزارة تعتمد آلية احترافية وشفافة لاختيار الكادر المحلي في البعثات تستند إلى الكفاءة العلمية والخبرة والقدرة على تقديم خدمة مهنية وأخلاقية للمواطنين.
بعد إعلاننا عن فتح باب التوظيف في بعثاتنا حول العالم وصلنا عبر الرابط الإلكتروني أكثر من 27 ألف متقدم، عملنا على انتقائها بعناية شديدة لاختيار أفضل الكفاءات المتقدمة. وفي الخطوة التالية تتم مقابلة المتقدمين في مقر البعثة من قبل لجنة مركزية موفدة من دمشق لاختيار الأفضل وفق معايير موضوعية ودقيقة.
الحاجة مستمرة لرفد البعثات بكفاءات إضافية، والتقديم يتم حصرا عبر القنوات الرسمية المعلنة لضمان تكافؤ الفرص والشفافية.
الوزارة ترحب بكل الكفاءات الوطنية الراغبة في خدمة المواطنين السوريين، وتمت دعوة عدد كبير من المنشقين لإجراء مقابلة مع لجنة مكلفة من معالي وزير الخارجية أسعد الشيباني لإعادتهم إلى مواقعهم المناسبة في الوزارة، وقد باشر عدد منهم عمله بالفعل، ويمكن لجميع الزملاء المنشقين الذين لم يعودوا لعملهم مراجعة إدارة التنمية الإدارية لترتيب إجراءات مباشرة مهامهم من جديد.
ويجري العمل حاليا على مسابقة للتوظيف سيتم الإعلان عنها قريبا ويمكن من خلالها لأي شخص يرى في نفسه الكفاءة التقدم حتى ينال فرصته.
الإدارة القنصلية اتخذت خطوات واسعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين العائدين، وضاعفت قدرة إصدار الجوازات والمعاملات في عدة بعثات، حيث ارتفعت القدرة الإنتاجية للجوازات في بيروت من 80 إلى 400 جواز يوميا، وإلى 1000 يوميا في برلين، وإلى 700 جواز يوميا في إسطنبول.
وعملنا على توسيع أماكن استقبال المراجعين بشكل كبير في جميع البعثات التي زارها الوفد التقني لوزارة الخارجية. وهذه الإجراءات انعكست مباشرة على تقليص أوقات الانتظار وتسهيل عودة الآلاف وإنجاز معاملاتهم بسرعة وجودة أفضل.
أما عن الخطوات الإجرائية التي اتخذتها الإدارة القنصلية لتسهيل عودة السوريين إلى الوطن، فقد نفذت حزمة من الإجراءات والتسهيلات غير المسبوقة تهدف إلى إزالة العقبات التي قد تواجه الراغبين بالعودة وتخفيف الأعباء عنهم.
وأبرز هذه القرارات الإعفاء من رسوم تذاكر المرور حيث وجّه معالي الوزير البعثات الدبلوماسية والقنصلية السورية في الخارج بمنح وثائق سفر مؤقتة مجانا للمواطنين الراغبين بالعودة، بعد أن كانت تتطلب رسوما مقدارها 50 دولارا وفقا للقانون رقم 19 لعام 2023.
السفارة السورية بالقاهرة تعلن في بيان إتاحة تذاكر عودة السوريين إلى بلادهم مجانًا مع إتاحة تصديق الوثائق وتمديد صلاحية جوازات السفر لـ6 أشهر ولمرة واحدة بالمجان pic.twitter.com/d8BlNXdWN9
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) January 4, 2025
تسهم هذه الخطوة في تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين، ولا سيما أولئك الذين يواجهون ظروفا معيشية صعبة أو لا يحملون جوازات سفر سارية، كالتالي:
الوفد التقني لوزارة الخارجية الموفد إلى ليبيا يمنح في الـ 72 ساعة الماضية أكثر من4100 تذكرة مرور للمواطنين الراغبين بالعودة إلى سوريا، وينجز تسوية أوضاع22 موقوفاً بسجون الهجرة غير الشرعية، ويمدد أكثر من 20 ألف جواز سفر، إضافة لإنجاز أكثر من 1000 عملية تصديق لوثائق الأحوال المدنية pic.twitter.com/urWTkuCw9G
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) October 26, 2025
الوزارة تعمل باستمرار على تبسيط إجراءات إصدار الوثائق وتصحيح الاختلالات السابقة عبر مراجعة الشروط وتقليل عدد المستندات وتعزيز التحول الإلكتروني، إضافة إلى دراسة الرسوم بشكل دوري بهدف الوصول إلى توازن بين التكاليف التشغيلية وتخفيف العبء عن المواطنين قدر الإمكان. وأسهم رفع القدرة الإنتاجية في عدة بعثات في تسريع إنجاز المعاملات وتقليل الكلف غير المباشرة الناجمة عن التأخير.
كما تعمل على تحسين الخدمة وعلى معالجة التحديات التي تواجه بعض الدول بالتنسيق مع الجهات المعنية. شهدنا التوجه نحو التحول الرقمي وفوائد ذلك في تقليل الازدحام وتسريع المعاملات.
التحول الرقمي يشكل محورا أساسيا في خطة تطوير العمل القنصلي وتخفيف الأعباء عن المواطن للحصول على الخدمة، بدأنا بمسار التحول الرقمي من تصميم تطبيق إلكتروني لوزارة الخارجية سيشتمل على جميع الخدمات التي تقدمها الوزارة بالتتابع، ويجري تطوير نسخته بشكل مستمر حتى نصل إلى تقديم بعض الخدمات بشكل كامل عن بعد.
والوزارة أنجزت تحديثا تقنيا في جميع البعثات التي زارها الوفد التقني، كبيروت وبرلين وإسطنبول، وتم تفعيل تطبيق حجز المواعيد في جميع بعثاتنا حول العالم، ونعمل على تطويره ليشمل آلية الدفع الإلكتروني ومتابعة المعاملات عبر الإنترنت.
هذه الخطوات ستسهم في الحد من الازدحام وتحقيق العدالة في الحصول على الخدمة وتقديم تجربة قنصلية أكثر حداثة وفاعلية.
تعمل وزارة الخارجية والمغتربين على تعزيز حضورها الدبلوماسي في الخارج من خلال إعادة تفعيل وافتتاح بعثات جديدة، ولا سيما في الدول التي تضم جاليات سورية كبيرة.
فقد أوفدت الوزارة فرقا تقنية متخصصة إلى عدد من الدول، من بينها ألمانيا، حيث زارت بعثة فنية برلين لإعادة تأهيل مبنى السفارة السورية، كما زارت مدينة بون، تمهيدا لاستئناف العمل القنصلي بشكل أوسع وتمكين الجالية السورية الكبيرة المقيمة في ألمانيا ومحيطها من الحصول على خدمات قنصلية مباشرة وسريعة.
وفي تركيا، تعمل الوزارة على افتتاح قنصلية عامة جديدة في مدينة غازي عنتاب لتغطية احتياجات السوريين المقيمين في تلك المنطقة، إلى جانب توسيع مبنى القنصلية السورية في إسطنبول لزيادة قدرتها على تقديم الخدمات لأكبر عدد ممكن من المراجعين.
كما تعمل على إعادة افتتاح القنصلية في مدينة جدة لتعزيز التواصل مع أبناء الجالية السورية المقيمين في المملكة العربية السعودية.
وتسعى الدبلوماسية السورية أيضا إلى إعادة تفعيل عدد من البعثات التي تم تعليق عملها سابقا في ضوء التحسن التدريجي في العلاقات الخارجية، ومن بين هذه الخطط العمل على إعادة فتح السفارة السورية في كييف وعدد من الدول الأخرى، تأكيدا على حرص دمشق على خدمة مواطنيها في الخارج وتعزيز حضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة