آخر الأخبار

سكان شمال غزة يعيشون بين الركام وخطر "الخط الأصفر"

شارك

غزة- تختفي حركة المارة من وسط مخيم جباليا شمالي غزة، الأكثر كثافة سكانية وازدحاما من بين مخيمات اللاجئين الثمانية الموزعة داخل محافظات القطاع.

ووثقت الجزيرة نت تجاوز قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية خرائط الانسحاب التي تنص على تراجع آلياتها إلى شرق المخيم، ووضع حدود "الخط الأصفر" في وسطه، وهذا يحول دون عودة النازحين إلى منازلهم رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار .

ويحرم "الخط الأصفر" أكثر من نصف سكان محافظة شمال غزة -التي تضم مدينتي بيت لاهيا و بيت حانون وبلدة ومخيم جباليا- من العودة إلى منازلهم، في الوقت الذي تتزايد فيها خروقات الاحتلال للاتفاق.

ويعيش سكان شمال غزة الذين تمكنوا من العودة إلى أنقاض منازلهم المدمرة حالة من الخوف، مع تواصل إطلاق آليات الاحتلال النار تجاههم، وتحليق الطائرات المسيرة "كوادكوبتر" فوق خيامهم، ومع ذلك يحذوهم الأمل بأن يتراجع الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الشرقية والشمالية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار مرحلته الثانية.

مصدر الصورة قوات الاحتلال قامت بـ10 عمليات توغل تجاه المناطق الواقعة خارج الخط الأصفر (الجزيرة)

خوف ودمار

على مقربة من وسط مخيم جباليا عاد أركان فارس إلى بقايا منزله المدمر هناك، رغم غياب مقومات الحياة وتدمير البنية التحتية، بعدما حولته قوات الاحتلال إلى رماد، بعد عامين من الحرب اجتاح فيها الجيش الإسرائيلي المخيم 4 مرات.

ولا يبتعد فارس سوى 300 متر عن الخط الأصفر، وهذا يجعله في حالة توتر دائم بسبب إطلاق النار المتواصل من آليات الاحتلال وطائراته المسيرة.

ويحرص فارس على السير بجانب ما تبقى من مباني خشية الرصاص المتطاير، الذي يطلقه الجنود المتمترسون خلف الخط الأصفر، بينما يلتزم منزله في ساعة مبكرة من المساء بسبب زيادة نشاط الاحتلال في الليل، ونسفه ما تبقى من مباني سكنية في المناطق التي يسيطر عليها.

إعلان

وفي كل صباح يحاول فارس الوصول إلى منزل والده الذي يبعد عنه 500 متر فقط، لكنه يفشل في كل مرة بسبب السيطرة النارية للاحتلال على مخيم جباليا، المقام على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر مربع، وكان يقطنه نحو 120 ألف لاجئ.

مصدر الصورة الاحتلال دمر مركز مخيم جباليا بالكامل وأعدم مظاهر الحياة فيه (الجزيرة)

سيطرة نارية

ووثقت عدسة الجزيرة نت خلو وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة المدمر من السكان، إلا من بعض المارة الذين يحاولون قطع الطريق سريعا خشية من نيران الاحتلال، مع أن هذه المناطق كانت تعتبر مركز الثقل السكاني والتجاري لشمال غزة.

وتمتد حالة الخوف إلى بقية مناطق محافظة شمال قطاع غزة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 61 كيلومترا، وتشكل 17% من إجمالي قطاع غزة .

وحسب البيانات التي حصلت عليها الجزيرة نت من الهيئات المحلية في شمال القطاع، فإن قوات الاحتلال تسيطر من خلال الخط الأصفر على أكثر من نصف مساحة بلدة ومخيم جباليا، التي تبلغ في مجملها 18 كيلومترا مربعا ويقطن فيهما 220 ألف نسمة، كما تبتلع كل مدينة بيت حانون التي تبلغ مساحتها 16.5 كيلومترا مربعا وكان يقطنها 60 ألف مواطن.

كما يسيطر الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام على 40% من مساحة مدينة بيت لاهيا التي تبلغ 25 كيلومترا مربعا، وكان يقطنها 110 آلاف فلسطيني.

تعطيل الزراعة

وفي هذا السياق قال علاء العطار رئيس بلدية بيت لاهيا، وهي إحدى الهيئات المحلية الرئيسة في شمال غزة، إن قوات الاحتلال تسيطر من خلال الخط الأصفر على ما يزيد على 40% من أراضي بيت لاهيا.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن أكثر من 10 آلاف دونم من إجمالي 25 ألف دونم لم يتمكن أصحابها من العودة إليها.

ويزيد الخط الأصفر من الأضرار التي تلحق بقطاع غزة، حيث قضم قرابة 80% من أراضي بيت لاهيا الزراعية، "والتي كانت تعتبر السلة الغذائية الأولى لسكان القطاع، وتشتهر بزراعة الفراولة والبطاطا والباذنجان والبندورة والخيار، وغيرها من الخضروات والفواكه" كما يقول العطار.

وسجلت الجهات الرسمية في غزة أكثر من 125 خرقا إسرائيليا لاتفاق وقف إطلاق النار، من بينها 52 عملية إطلاق نار مباشر تجاه المدنيين، و10 عمليات توغل تجاه المناطق الواقعة خارج الخط الأصفر.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا