يشهد لبنان مرحلة حرجة غير مسبوقة، بين تصاعد الضغوط الأميركية والدعوات الداخلية لحصر السلاح بيد الدولة، في وقت تتصاعد به المخاوف من مواجهة عسكرية جديدة بين حزب الله وإسرائيل.
تصريحات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في الناقورة، الأربعاء، سلطت الضوء على حجم التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية، لا سيما في ما يتعلق بملف سلاح حزب الله.
اغتيالات إسرائيلية وضغوط أميركية
قال الكاتب والباحث السياسي جوزيف أبو فاضل خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، إن لبنان يعيش مرحلة صعبة ومعقدة، لا تتيح أمام الدولة إلا خيارين قاسيين فيما يخص ملف سلاح حزب الله، مع استمرار الضغوط الإسرائيلية والأميركية وتأثير الدعم الإيراني على الحركة اللبنانية المسلحة.
أبو فاضل اعتبر أن الواقع الحالي يعكس ضعف الدولة اللبنانية، وغياب القدرة على اتخاذ قرارات فعلية وحاسمة، مع بروز تحديات اقتصادية وأمنية خانقة.
وأشار إلى أن إسرائيل لم توقف الاغتيالات المتكررة، منذ اتفاق 1701 ووقف إطلاق النار في 24 نوفمبر 2024، مؤكدا أنها لا تزال تلاحق القيادات العسكرية لحزب الله، وأن الجيش اللبناني في الجنوب لا يقوم بدوره كما تريده إسرائيل.
وأضاف أن تصريحات المبعوث الأميركي توم براك، إضافة إلى أورتاغوس، تعكس ضغط الولايات المتحدة على لبنان في هذا الملف، وأن واشنطن تعتبر أن لبنان مسؤول عن ضبط الحدود ومنع أي تحركات مسلحة.
وفي السياق ذاته، أشار أبو فاضل إلى أن "الطريق الوحيد لاستعادة الاستقرار، سواء السياسي أو الاقتصادي، يمر عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وفق رغبة الولايات المتحدة"، محذرا من أن المراوغة بالمفاوضات غير المباشرة لن تجدي نفعا، لأن "أي تعاف اقتصادي واستثمارات أجنبية مرتبطة بتحقيق أمن إسرائيل وضمانات أميركية واضحة".
وأضاف: "التعافي الاقتصادي والاستثمارات الأجنبية لا تأتي إلى لبنان إلا إذا حصل اتفاق شامل وصلح مع إسرائيل، ولن يأتي المستثمر الأميركي والغربي إلا بما يحقق هذا الهدف".
استحالة الحلول الوسطى والخطر الداخلي
وركز أبو فاضل على أن أي حل وسط غير واقعي، قائلا: "إما نزع سلاح حزب الله بالقوة والدخول في مواجهة داخلية أهلية، أو نزع السلاح بقوة الحرب من الجانب الإسرائيلي. لا خيارات وسيطة ما بين الأمرين في هذه المرحلة".
وأضاف أن تنفيذ أي قرار لنزع السلاح صعب، وأن مجرد إصدار القرارات ليس كافيا، بل يجب وجود إرادة قوية من الدولة ورئيس الجمهورية والحكومة لإجبار حزب الله على التسليم الكامل لسلاحه.
المصدر:
سكاي نيوز