آخر الأخبار

غياب إيران عن قمة شرم الشيخ يقسم الداخل: خططوا للمنطقة بغيابنا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي





من قمة السلام في شرم الشيخ - 13 أكتوبر 2025 - رويترز

بآمال في طي صفحة الحرب وفتح بداية حقبة جديدة يسود فيها السلام منطقة الشرق الأوسط، استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية، أمس، قمة وصفت بالتاريخية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، مع مشاركة أكثر من 30 من قادة الدول العربية والأوروبية والآسيوية، وشهدت توقيع وثيقة لدعم اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة.

ترحيب من الأصوليين

لكن غياب إيران عن هذا الحدث، أثار موجة واسعة من الجدل والانقسام في الداخل الإيراني، بين تيار محافظ اعتبر القرار "موقفاً مبدئياً" يعكس "ثبات طهران في مواجهة الغرب"، وتيار إصلاحي رأى فيه دليلاً جديداً على "عزلةٍ متزايدة" تضعف موقع البلاد الإقليمي.

تعليقاً على ذلك، رحّبت الصحف الأصولية بقرار المقاطعة وعدّته "انسجاماً مع ثوابت الثورة" ورفضاً لأيّ شكلٍ من أشكال التطبيع أو المساومة.

إذ كتبت صحيفة "كيهان" التي يديرها حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الإيراني، أن عدم مشاركة الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي في القمة "قرارٌ حكيمٌ يُفشل مؤامرة واشنطن لعزل محور المقاومة عبر مؤتمرات شكلية"، مضيفة أن "أي حضور في قمة تُنظَّم برعايةٍ أميركية هو خيانة لدماء شهداء غزة"، وفق مقالها.

أما صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، فاعتبرت "أن ما جرى في شرم الشيخ لم يكن سعياً إلى سلام عادل، بل محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة وفق إرادة النظام الدولي، ولذلك فإن غياب إيران كان رسالة رفض قوية".

وذهبت صحيفة "رسالت" الأصولية إلى أن "الذين خططوا في شرم الشيخ لا يسعون إلى السلام، بل إلى صفقة جديدة تُهمّش المقاومة وتستهدف استقلال شعوب المنطقة".

انتقاد من الإصلاحيين

في المقابل، شنّ الإصلاحيون حملة انتقادات قاسية ضد القرار، واعتبروا أن الغياب الإيراني يُفقد طهران فرصة التأثير في ترتيبات إقليمية يجري رسمها من دونها.

إذ قالت صحيفة "هَم ميهن" في افتتاحيتها بتاريخ 14 أكتوبر، إن أسباب عدم المشاركة كانت متوقعة، لأن إيران تعرّف نفسها عموماً بأنها معزولة عن العالم، حيث إنها لا تقبل بالنظام الدولي القائم، في حين أن منطق هذه المؤتمرات ينبع من داخل هذا النظام".

وأضافت الصحيفة أن "مشاركة إيران في مثل هذه المحافل، مع افتراض رفضها للبنية العالمية، لا تُجدي نفعاً"، مشيرة إلى سفر الرئيس بزشكيان إلى نيويورك برفقة وفدٍ يضم 130 شخصاً بدعوى "إيصال صوتهم إلى العالم"، معتبرة عدم المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ أحد "أكثر التصرفات سخرية"، بحسب مقالها.

أيضاً علّقت الصحيفة على منشور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منصة "إكس": "إذا كان الأمر كذلك، فلماذا كنتم تبحثون عن لقاءات مع هؤلاء في الأمم المتحدة؟ وهل يعني هذا الموقف انتقاد للفلسطينيين الذين يجلسون ويتحاورون من أجل حلّ القضية؟ ثم هل ستتجنبون الحوار إلى الأبد؟".

بدوره، رأى المفكر الإصلاحي عماد الدين باقي، أن هذا المنطق دورانٌ في حلقة مفرغة، وأضاف أنه عندما تُرسم الخطط للمنطقة من دون حضور إيران، يزداد خطر الحرب والتهديد.

وأكد أنه كان يجب أن تكون إيران موجودة ولو بمستوى منخفض لتفادي ذلك، وفق كلامه.

أما الصحافي أحمد زيدآبادي فقال في قناته على تلغرام إنّ الضغوط الإقليمية والدولية ستركز على إيران، ليس لتغيير النظام أو شنّ حرب جديدة، بل لإجبارها على مواءمة سياساتها مع النظام العالمي الجديد.

كما قال محمد علي أبطحي، رئيس مكتب الرئيس الأسبق محمد خاتمي الإصلاحي، إنّ المهم ليس أسماء المشاركين، بل إيصال صوت الشعب الإيراني، معتبرا عدم المشاركة يعني خوف من العدو، بحسب قوله.

عراقجي: "لا نتفاعل مع مهاجمينا"

يذكر أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كان برّر الغياب بقوله على منصة "إكس": "على الرغم من الرغبة في التفاعلات الدبلوماسية، فإن لا الرئيس بزشكيان ولا أنا يمكننا الدخول في تفاعلٍ مع أولئك الذين هاجموا الشعب الإيراني وما زالوا يفرضون العقوبات علينا".

وكانت القمة التي دعا إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عُقدت باستضافة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من قادة المنطقة والعالم، فيما أعلنت إسرائيل وحركة حماس عدم المشاركة.

وعلى الرغم من توجيه واشنطن دعوة رسمية إلى طهران، امتنعت الحكومة الإيرانية عن الحضور.

وفتح الغياب الباب أمام سجال حاد بين التيارات السياسية في العاصمة طهران تحوّل إلى مرآةٍ جديدةٍ للانقسام الداخلي بين من يرى في العزلة موقفاً من الثبات والكرامة الوطنية، ومن يعتبرها تراجعاً عن الدور الإقليمي وابتعاداً عن لغة التأثير، وفق محللين.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا